الأحد 09 شباط / فبراير 2025, 18:10
د.م.درويش:كل سوري يحلم أن يكون رئيساً




د.م.درويش:كل سوري يحلم أن يكون رئيساً
السبت 25 آب / أغسطس 2012, 18:10
كورداونلاين
نواة الدكتاتورية تكمن في عقول الحالمين بالمناصب والزعامات والرئاسات ... ، وفي أيامنا هذه من أيام الثورة السورية، نجد هؤلاء الحالمين، يتموضعون في صفوف المعارضات


هذا العنوان

 لا أقدّمه من الوهم أو من الفناء الافتراضي فهو مُقارب جداً للحقيقة خاصة إذا عُدنا للوراء ونظرنا في صفحات سوريا الحديثة فمنذ نهايات العقد الثاني من القرن المنصرم ولاسيما يوم إعلان سوريا ملكية، كانت هناك مجادلات واسعة وقوية في دمشق لاختيار زعيماً لسوريا( الملك فيصل) ومن ثم تتالت الأحداث على مر السنين وكانت هناك صراعات أخرى تدور دوماً حول الزعامة أو الرئاسة وكانت سوريا الدولة الأولى السّباقة بالانقلابات العسكرية ( من حسني الزعيم ـ 1948 إلى حافظ أسد ـ 1970 ) نوعاً وعدداً من بين كل دول المنطقة الحديثة العهد آنذاك ، وهكذا دواليك إلى يومنا هذا حيث مازال السوريون الأبناء والأحفاد يتصارعون على الزعامة والرئاسة .

 

حقيقةً إنّه أمر غريب وعجيب ، وكأنّما يولد السوريون وهم حالمون بالزعامة أو أنّهم ميّالون إليها ويتوقون لها بالفطرة، ولقد صدق شكري القوتلي بقوله، عندما قامت الوحدة بين مصر وسوريا، حيث قال لعبد الناصر(رئيس الوحدة) حينها: استلم ياسيادة الرئيس، سلّمتك 4 ملايين قرد سوري كل واحد فيهم يحلم أن يكون رئيساً؟!

 

أما اليوم فلم يختلف الأمر كثيراً رغم ظهور ونهوض شباب سوري جديد ثائر وُمتطلّع للحرية والديمقراطية ًورافضاً للانتهازية والسلطوية والدكتاتورية، هذا الجيل الذي بات يعرف أن نواة الدكتاتورية تبدأ من حالم يروي حلمه لمقرّبيه ويبدأ بتوزيع المناصب والحقائب لهم فينهض مقرّبوه ويبدؤون بالدعاية له في كل مكان لدرجة الهذي والتفاني من أجل رجلهم الحالم بالزعامة أو الرئاسة.

 

وهكذا يامعشر السوريين فنواة الدكتاتورية تكمن في عقول الحالمين بالمناصب والزعامات والرئاسات ... ، وفي أيامنا هذه من أيام الثورة السورية، نجد هؤلاء الحالمين، يتموضعون في صفوف المعارضات ويتفتّقون بأفكارسبّاقة مرماها يتلخّص بتقريبهم من الزعامة والوصول إليها قبل غيرهم ، وهذا هو تماماً حال السوريين في المعارضة السورية حيث يتسابقون بإعلاناتهم عن مجالس جديدة وعن حكومات إنتقالية جديدة ويتوازعون المناصب فيما بينهم ويُنصّب الحالم الأكبر فيهم يُنصب نفسه رئيساً قبل أن يسبقه حالم آخر للنيل بالمنصب الحلم.

 

أدعو الشباب السوري الثائر، لليقظة من هؤلاء الحالمين وأرجو أن تكونوا على علم بأنّ الجيل القديم يجب أن يفسح المجال أمام الجيل الجديد الذي ثار وضحى ومازال يقود الثورة في كل الميادين، وأن كل شيء تغيّر ولم يعد هناك مجالاً مُتاحاً للتقليديين ولاللحالمين بالزعامات ولاللمُتسلّقين، وبأن الوحيدون القادرون على إدارة المؤسسات الديمقراطية القادمة هم جيل الثورة من الشباب الواعي والثائر بشتى المجالات، كما سيُكرّم الصادقين والثائرين من الجيل القديم تقديراً على أعمالهم  ومحاولاتهم وصبرهم ومصابرتهم حتى يوم التغيير، وتحيا سوريا حرة إتحادية ولكل السوريين.

 

معارض كوردي مستقل، 24/08/2012

547.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات