حسني كدو:استراتيجية مكافحة ب ك ك من الصحافة التركية.
الجمعة 24 آب / أغسطس 2012, 14:46
كورداونلاين
قد يتقبل الذين يعيشون في هذه المنطقة حزب العمال كردستاني كقوة اكثر نشاطا من الحكومة .
على الرغم من ان قبضة الحكومة على وسائط الاعلام والاتصالات الاستراتيجية جزئيا تظهر للعلن المشاكل التي يعاني منها حزب العمال الكردستاني وهذه ليست مستدامة
استراتيجية مكافحة PKK من الصحافة التركية.
لقد حاولت تركيا بزعامة حزب العدالة والتنمية حل الصراع العسكري الدائر في جنوب شرق تركيا بين PKK والجيش التركي عن طريق الحل السياسي الدبلوماسي في ايار من ٢٠١١ ولكن الأحداث والتطورات التي جرت في المنطقة حالت دون ذلك .لقد كان استراتيجية حزب العدل والتنمية التفاوض مع السياسين ومحاربة الارهاب شعارا جذابا ولكن تنفيذه على الأرض معقدا وثبتت صعوبة تنفيذه .لقد حدث تغيير في البنية السياسية و الأمنية ليس فقط في تركيا بل في المنطقة ككل.
لسوء الحظ هناك أزمة أمنية جارية في منطقة جنوب شرق تركيا ، فحادثة خطف النائب حسين أيكون ، وتفجير غازي عنتاب، والأحداث الجارية في منطقة شمندلي خلقت أزمة في الاستراتيجية التي وضعتها حزب العدالة والتنمية ، وسبل نجاحها اصبح على المحك بسبب تأثير البعد الخارجي على الأزمة. ومازالت حكومة حزب العدالة والتنمية تطلق على حزب العمال الكردستاني بالمنظمة الإرهابية بسبب المخاوف السياسية المحلية والدولية .
عادة ، الحكومات التي تواجه تحديات أمنية مماثلة لتلك التي تقوم بها حزب العمال الكردستاني تحاول في شرح الآرهاب ومفهومه لأسباب سياسية .ان أي مكافحة فعالة للارهاب تتطلب اجراء تشخيص دقيق للمشكلة الأمنية.
الحكومات تحتاج الى تحديد استراتيجياتها وفق لطابع التهديد الأمني الوشيك وهذا مالا تقوم به الحكومة التركية .
حكومة حزب العدالة والتنمية قد شخصت مشكلة حزب العمال الكردستاني ووضعت استراتيجيتها
لمواجهة هذا التحدي بعدسة أيديولوجي بدلا من نهج تقني .
هذا قد سبب مأزق للحكومة لان استراتيجية وتكتيكات حزب PKK اكثر تعقيدا من مجرد الإرهاب . في البداية يبدو ان هناك مزايا لتعريف الحكومات التركية لحزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية .
اولا، ساعد اعلان حزب PKK منظمة إرهابية غير شرعية ومحظورة لحشد الدعم الجماهيري التركي.
ثانيا ، يمكن التعامل مع مكافحة الإرهاب بواسطة قوى الشرطة الى حد كبير وعلى ان يكون دور الجيش محدود . وهكذا بينما تشارك السلطات المدنية و الشرطة في القتال فأن مهمام العمليات المدنية لن تتضرر.
لسوء الحظ , تجاهلت الحكومة بعض الحقائق التقنية الواقعية وظللت متمسكة باختيارها برؤيتها وتعريفها الخاص ل حزب P K K ،والآن تواجه انهيارا امنيا متزايدة الخطورة .
ومع ذلك حزب PKK لاتزال تتشبث باستراتيجية الثورة السياسية والعسكرية والتي طال امدها وتعمل جاهدة على انشاء جهاز دولة موازي بهدف السيطرة على الأكراد في المنطقة وتزيد من هجماتها لهذا السبب . ومع ذلك فإن تعريف الحكومة للإرهاب تمنعها من الرد على هذه الاستراتيجية بسبل ضرورية ناجعة .
توفير الأمن هو الواجب الاساسي للحكومة وهو حاليا تحت التهديد ويمكن تنظيم حزب العمال الكردستاني من شن هجمات والقيام بثورات في الشارع فضلا عن عمليات حرب العصابات المتقدمة في بعض المناطق حتى ان PKK استلمت المبادرة وبدأت سلطة الحكومة بالتآكل .
كنتيجة لذلك ، قد يتقبل الذين يعيشون في هذه المنطقة حزب العمال كردستاني كقوة اكثر نشاطا من الحكومة .
على الرغم من ان قبضة الحكومة على وسائط الاعلام والاتصالات الاستراتيجية جزئيا تظهر للعلن المشاكل التي يعاني منها حزب العمال الكردستاني وهذه ليست مستدامة .
يتعين علينا ان نعترف بأن الأدوات الاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية الاخرى دون توفر الأمن لن تأتي ثمارها.
ترجمة حسني كدو. ترجمة المقال لاتعبر عن رأي المترجم.