الإبراهيمي ينفي ما نسب إليه حول تنحي الأسد وقتلى في أول أيام العيد
الأحد 19 آب / أغسطس 2012, 09:46
كورداونلاين
نفى المبعوث الدولي العربي الجديد لسوريا الأخضر الإبراهيمي أن يكون قد قال إنه من المبكر الحديث عن تنحي الرئيس الاسد، تزامن ذلك مع أول ظهور علني للرئيس السوري منذ شهرين ووقوع المزيد من القتلى في أول أيام عيد الفطر.
في تصريح فسره المراقبون تراجعا عن تصريحات سابقة، أوضح الأخضر الإبراهيمي، الوسيط الأممي العربي الجديد إلى سوريا، اليوم الأحد (19 أغسطس/ آب 2012) أنه لم يقل ما نسب إليه حول تنحي الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف الإبراهيمي أنه لم يمض على تعيينه في هذا المنصب إلا يومان، وأنه لم يذهب بعد إلى القاهرة حيث مقر الجامعة العربية ولا إلى نيويورك حيث مقر الأمم المتحدة، فكيف سيعطي مواقف في الموضوع السوري؟ وشدد الإبراهيمي أن ما صرح به هو أنه "من السابق علي أنا أن أقول أي شيء في ما يتعلق بمضمون القضية، هذا الذي قلته". وأضاف "أما أن يتنحى الاسد أم لا، لم أقل إنه لم يحن الوقت ليتنحى الاسد".
وأضاف الإبراهيمي في حديث هاتفي مع قناة الجزيرة الفضائية القطرية أنه إذا كان هناك من اعتذار يجب تقديمه، "فيجب الاعتذار لي" مشددا أنه "كان يمكن أن يتصلوا ويسألوني"، وذلك في إشارة إلى المجلس الوطني السوري المعارض الذي كان قد طالبه بـ "الاعتذار من الشعب السوري". وقال الإبراهيمي في حديثه مع قناة الجزيرة القطرية "أنا الآن في طريقي إلى نيويورك لمقابلة المسؤولين في الأمم المتحدة (..) بعدها أفكر في هذا الموضوع وفي المواضيع الأخرى". وردا على سؤال عما إذا كان يعتبر انه يتعين على الأسد التنحي أم لا، جدد الدبلوماسي الجزائري المخضرم رفضه الحديث عبر الإعلام في هذا الموضوع، مؤكدا أن "هذه القضية كبيرة جدا، أكبر من أن أتحدث فيها عبر الجزيرة أو وسائل إعلام أخرى".
وكان المجلس الوطني السوري أكبر تشكيلات المعارضة السورية قد طالب الأحد الإبراهيمي "بالاعتذار" للشعب السوري لما نسب إليه قوله من إنه من السابق لأوانه مطالبة الرئيس الاسد بالتنحي، معتبرا تصريحه "استهتارا بحق الشعب السوري في تقرير مصيره". وقال المجلس الذي يضم اغلب أطياف المعارضة السورية في بيان "بمزيج من مشاعر الصدمة والاستهجان تلقى الشعب السوري الثائر تصريحات السيد الأخضر الإبراهيمي" التي أعرب فيها عن اعتقاده بأن "الوقت لم يحن بعد لتنحي بشار الأسد".
وكانت وكالة رويترز للأنباء نقلت عن الإبراهيمي قوله في مقابلة معها عبر الهاتف ردا على سؤال عما إذا كان سيطالب الاسد بالاستقالةأانه "من المبكر جدا بالنسبة لي أن أقول هذا. إنني لا أعرف بدرجة كافية ما يحدث".
أول ظهور علني للأسد في دمشق منذ يوليو الماضي
ظهور الرئيس في عيد الفطر بدون نائبه فاروق الشرع
وفي سوريا عرض التلفزيون السوري لقطات للرئيس السوري بشار الأسد وهو يؤدي صلاة عيد الفطر في مسجد بدمشق اليوم الأحد، في أول ظهور علني له منذ تفجير شهدته العاصمة السورية في يوليو الماضي أسفر عن مقتل أربعة من كبار المسؤولين الأمنيين. وأدى الأسد الصلاة يرافقه رئيس الوزراء، لكن نائب الرئيس فاروق الشرع تغيب عن الصلاة وكذلك الأمين العام المساعد لحزب البعث الحاكم عبد الله الأحمر، الشخصيتان الرفيعتان التي حدث لغط حول انشقاق الأولى واعتقال الثانية.
وفيما نفت السلطات السورية أمس السبت تقارير أفادت بانشقاق الشرع، التزمت الصمت فيما يتعلق بمصير الأحمر، فيما واصلت قوات الأسد حملة ضد مقاتلي المعارضة وقصفت أجزاء من حلب في الشمال وهاجمت بلدة تسيطر عليها المعارضة في الشرق المنتج للنفط.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقرا له، إن الجيش قصف أحياء في حلب كبرى المدن السورية. وسيطرت قوات المعارضة على عدة مناطق في المركز التجاري في شمال البلاد، وحاولت التصدي لهجوم مضاد يقوده الجيش.
مقاتلون معارضون لنظام الأسد في حلب
استمرار أعمال العنف في سوريا
وخرجت مظاهرات عدة في أول أيام عيد الفطر اليوم الأحد في عدد من المدن السورية للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس السوري بشار الاسد. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيانات متلاحقة أن عدة مظاهرات خرجت في أحياء عدة من العاصمة وفي عدد من المناطق التابعة لريف دمشق وقرى ريف إدلب وريف حماة وفي بعض أحياء المدينة.
بدورها أشارت لجان التنسيق المحلية في بيان إلى "خروج مظاهرة بعد صلاه العيد من الباب الخلفي لمقبرة الشيخ خالد في حي ركن الدين الدمشقي تهتف للمدن المنكوبة وتطالب بإسقاط النظام". وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أعمال العنف في مختلف مناطق البلاد أسفرت عن مقتل 24 شخصا.
وذكر المرصد أن اشتباكات دارت في مدينة الحراك التابعة لريف درعا، بين القوات السورية ومقاتلين معارضين ما أسفر عن سقوط 11 شخصا، بينهم 4 جنود منشقين. كما دارت اشتباكات في مدن وقرى سورية أخرى أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في أول أيام عيد الفطر المبارك. وتحدثت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن مقتل مائة وسبعة أشخاص في عموم سوريا أغلبهم في محافظتي درعا (جنوب) ودير الزور (شرق)، لكن لم يتم التأكد من صحة هذه الأرقام والمعلومات من مصادر مستقلة نظرا لأن الحكومة السورية لا تسمح للصحافيين ومراسلي وكالات الأنباء العالمية بالتحرك بحرية في مناطق الصراع.
( م أ م/ أ ف ب/ رويترز/ د ب ا)
مراجعة: أحمد حسو