عمد المجلس الكوردي الى إقصائنا في كثير من الأحيان وكنا ندرك هذه الحالة لكننا حاولنا تجاوز هذه المرحلة
تيار المستقبل تيار شبابي فهذا طبيعي ان يكون فيه بعض الخلافات بسبب عدم ضعف الخبرة التنظيمية لدى بعض رفاقنا
تيار المستقبل الكوردي: تيار ليبرالي مستقبلي يجسد تقاطعات سياسية وثقافية تحقق التشابك في الرؤية والمصير, سواء في الجانب الوطني العام او في الجانب الكردي الخاص ..وأسس تيار المستقبل الكوردي في 2005 على يد مجموعة من الرفاق وعلى رأسهم الأستاذ ريزان شيخموس والقائد الشهيد مشعل التمو وآخرون .. واتى تأسيس تيار المستقبل كرّد فعل على الحالة التي كان ومازال يعيشها الحركة الكوردية من الغموض في المواقف وعدم جرئه في الطرح المواضيع كما هي وخاصة عندما كان يعتقد البعض بان ما حدث في قامشلو في 2004 هي أحداث والبعض كان يسميها الفتنة والبعض الآخر كان يسميها المؤامرة أما نحن فكنا نقولها وبلا تردد بأنها انتفاضة لشعب عانى من الاستبداد والقمع وحرمان من ابسط الحقوق، وفي كوباني كرد كان لنا هذا اللقاء الطيب مع الأستاذ علي تمي ممثل تيار المستقبل الكوردي في كوباني.
- عاش تيار المستقبل بعد استشهاد رئيسه” مشعل التمو” عددا من النكسات المؤثرة(من إقالات واستقالات) منها على سبيل المثال إقالة هرفين أوسي، إلى جملة من استقالات الكوادر العاملة في أوربا، إلى بروز عدد من الخلافات الداخلية، هذا عن حالة التحييد التي اتبعتها الأحزاب الكردية المنضوية تحت راية المجلس الكردي ومجلس غربي كردستان ضده، لتصل إلى حدود التصادم أحياناً، هذا إذا تجاوزنا تأثيرات اغتيال الرئيس نفسه، ورغم ذلك بقي التيار صامدا هل لكم أن تعرضوا في عجالة سردية جملة المواقف المنبثقة من التطورات الأنفة الذكر ودورها في المواقف اللاحقة التي صدرت من التيار؟
- ج- شكرا على هذا السؤال فهو مهم للغاية.. أما فيما يتعلق بسؤالك من الطبيعي عندما يتعرض مؤسس أي حزب أو تيار أو حركة للاغتيال أن تخلف فراغاً ينتج كثيراً من الاشكاليات، كالتي حدثت مع مجموعة من رفاقنا في قامشلو وكثيرها كانت تنظيمية ليس أكثر، نتيجة الفراغ السياسي وكان لهذا الأمر تداعيات كبيرة على التنظيم، فالكثيرين إصابهم الخوف بعد عملية اغتيال القائد مشعل التمو وآخرين ما زالوا صامدين حتى هذه اللحظة وهم مصممون على الإلتزام بخط التيار حتى يتم تحقيق جميع الأهداف التي شكل من اجلها: سورية دولة مدنية حضارية تشاركيه، اما عن الرفيقة هرفين اوسي فنحن مازلنا على اتصال معها وهي ملتزمة بخط ونهج تيار المستقبل لكنها قدمت استقالتها بعد عملية اغتيال الشهيد مشعل التمو لأسباب خاصة تتعلق بها ونحن نكن لها كل الاحترام والتقدير.
| تمي: انسحبنا من الاتحاد بسبب عدم تمكننا من استيعاب البعض وظهور خلافات شخصية على حساب وحدة الاتحاد وخطه السياسي |
---|
- عمل تيار المستقبل مع مجموعة من الكتل والأحزاب المختلفة الغير منضوية تحت راية المجلس الوطني الكردي على تشكيل “اتحاد القوى الديمقراطية” وهي تجربة قيمها البعض بأنها جاءت غير ناضجة، كرد فعل وفي ذلك هل يمكنكم تبيان الفكرة من التأسيس والهدف، وإمكانية البقاء في ظل ما تشهده الساحة الكردية من تحالفات كبرى وخاصة الأخيرة التي تمت في هولير بتأسيس الهيئة الكردية العليا؟
- ج – ان فكرة تشكيل اتحاد القوى الديمقراطية كانت من قبل تيار المستقبل وكنا من المساهمين بالدرجة الاولى لتوسيع قاعدة الاتحاد وخاصة في كوباني، ولا اعتقد بأنها فكرة غير ناضجة بالعكس أثبت اتحاد القوى تواجده في الشارع الكوردي وخاصة في قامشلو و أصبح له قاعدة جماهيرية وهي تتمتع بالجرأة في مواقفها من الثورة السورية والشفافة وأصبح له القدرة على تشكيل إطار اوسع لقيادة الحراك الشبابي في المناطق الكوردية، ونحن في التيار انسحبنا من الاتحاد بسبب عدم تمكننا من استيعاب البعض وظهور خلافات شخصية على حساب وحدة الاتحاد وخطه السياسي – اما عن التحالفات فنحن نبارك كل خطوة وحدوية يخدم الشعب الكوردي في كوردستان سوريا لكننا نعتبر أنفسنا جزءً من الثورة السورية وأعلنها شهيدنا البطل مشعل التمو في بداية الثورة .. ولا يمكن ان تيون أي تحالف او إطار على حساب المبادئ العامة وخاصة الموقف من الثورة وما يحدث في سوريا من المجازر وقصف المدن.
- يتهم البعض تيار المستقبل بعدم القدرة على الخروج من خط” شخص مشعل التمو” مؤسس التيار وبالولاء الرمزي وبعدم قدرة خلفاءه على بناء مواقف متواءمة والحالة السياسية المعقدة التي تشهدها سوريا عامة والمواقف الكردية خاصة، هل لكم تبيان أسباب بقاء التيار خارج إطار أي تنظيم علماً أن دعوته لحضور جلستي المجلس الوطني الكردي كانت قائمة، وعلماً أن المجلس كتب أكثر من رسالة دعوة دون رد؟
- ج- اولاً – نحن لا نرغب بالخروج من خط الشهيد مشعل التمو الذي ضحى بدمه من اجل هذا النهج التي يتمتع بالوضوح في الرؤية والجرئة في الطرح ومن يود ذلك فهذا شانه – تانيا – نحن كنا من الأوائل الذين شاركوا في اجتماعات المؤتمر الوطني الكوردي والداعمين له وحضرنا جلسة او جلستان من اجتماعاته التحضيرية لكننا انسحبنا لان البعض حاول الدخول في حوار مع النظام وعدم القدرة على اتخاذ مواقف الشفافة منه.. والأسباب التي حالت دون مشاركتنا او انضمامنا الى المجلس الكوردي فيما البعض هي:
1- الموقف من النظام -2- الموقف من الثورة 3- والموقف من القضية الكورديةومن مطالب الشعب الكوردي في سوريا.
اما نحن فأعلننا منذ الأيام الأولى من الثورة انضمامنا إليها واعتبرنا أنفسنا جزء من الثورة السلمية التي يقودها اللشعب السوري لتحقيق اهدافها.
تمي: لا نرغب بالخروج من خط الشهيد مشعل التمو الذي ضحى بدمه من اجل هذا النهج التي يتمتع بالوضوح في الرؤية والجرئة في الطرح |
- في كوباني: عدة قوى فعالة تعمل في الساحة السياسية والثورية بدءاً من المجلسين وانتهاء بتنسيقيات الشارع وغيرها..هل نجح التيار في بناء خيط تواصل وهل تدخل في محاولات لإصلاح ذات البين خاصة مع تكرار الخلافات وارتفاع وتيرتها تارة، وسكونها تارة أخرى؟
- ج- لدينا لقاءات مستمرة مع ممثلي الحراك الشبابي في كوباني ونحن متفقين على الخطوط العريضة فيما يتعلق بالثورة ومنخرطين بجميع فعاليات المجتمع المدني في كوباني ولدينا علاقات وثيقة وخاصة مع الاخوة في حزبي اذادي وحزب يكيتي الكوردي وننسق فيما بيننا، واما فيما يتعلق بالخلافات فبما ان تيار المستقبل تيار شبابي فهذا طبيعي ان يكون فيه بعض الخلافات بسبب عدم ضعف الخبرة التنظيمية لدى بعض رفاقنا وهذا أيضا له علاقة بالنظام الداخلي للتيار فهو يعطي مجالا اوسع للمرء بان يعبر عن نفسه بشكل ايجابي وعندما تكون الخبرة السياسية والتنظيمية قليلة فانك تواجه المشاكل لكن عموما هي حالة صحية وحضارية.
- في كوباني: عمد المجلس الكردي خلال إحدى مراحله إلى محاولة السيطرة على الشارع من خلال تبني شعاراته، وتهميش القوى الأخرى ومن بينها تيار المستقبل وتطور الموقف إلى حالات من التصادم وإصداركم لعدة بيانات حول ذلك لاقت استنكاره وتحميلكم الأسباب، هل لك أن تعرض لنا ماهية ما حدث، والأسباب الخفية وموقفكم من ذلك ومن تمثيله للشارع وعلى أنه الجهة المخولة والمملة للشعب؟
- ج – للأسف ما تقوله هو صحيح فقد عمد المجلس الكوردي الى إقصائنا في كثير من الأحيان وكنا ندرك هذه الحالة لكننا حاولنا تجاوز هذه المرحلة وباعتقادنا ان تشكيل المجلس الكوردي أتى برغبة من بعض الأحزاب لتحمي نفسها من الانحلال وبسبب عدم قدرتها على قيادة الحراك الشبابي او الانخراط فيه او لمواجهة الواقع الجديد الذي خلقته الثورة وربما نعطيهم الحق في بعض الأحيان لان مجرد احتكاكنا مع رفاقهم كانوا يدخلون في مشاكل التنظيمية ويطالبون أحزابهم بأخذ حظوة التيار فيما يتعلق بالثورة وأهدافها وحاول المجلس عبر رفع لافتاته في بعض المظاهرات فرض نفسه على انه ممثل الشعب الكوردي في سوريا في المحافل الدولية ودون وجود اي مبرر قانوني لذلك فهو إن كان يمثل فيمثل الجزء ليس أكثر، وخطابات الشمولية انتهى زمانها، وقد عارضنا ذلك وما نزال.
- في كوباني: ما هو موقف التيار من مصطلح “تحرير كوباني” وهل تبنيتم هذا المصطلح وخاصة مع التطورات اللاحقة والتي بينت أن الذي تم اسقاطه في كوباني هو الدولة وليس النظام، باعتبار أن غالبية الفروع الأمنية ما يزال عناصرها موجودون في كوباني؟
- ج- هذا سؤال مثير للدهشة نحن شاركنا في ما سمي” بتحرير كوباني” لكن بعد ساعات قليلة تفاجئنا ببقاء بعض الفروع الامنية في المدينة تحت حماية بعض الأطراف لأسباب لا نعلمها حتى الآن، فاتخذنا قرار الانسحاب مباشرة من تلك العملية ونحن حريصين على المحافظة على السلم الأهلي في كوباني فهو يهمنا بالدرجة الأولى.
- في كوباني اتهم البعض تيار المستقبل أنه شارك مع بعض الأحزاب الكردية في ( تحرير، استيلاء، سيطرة) على بعض مقرات الدولة، منها مقر”الشبيبة الفرعي” خاصة مع ملاحظة تواجد أعضاء للتيار كحراس على بابه، هل يمكننا اعتبار أن الأمر كان فرديا، أم هو قرار حزبي؟
- ج- نحن شاركنا على أساس بأننا نتجه ” لتحرير المدينة” بشكل فعلي لكن عندما توضحت الأمور كما أسلفت انسحبنا مباشرة وطالبنا رفاقنا بالانسحاب الفوري وهذا ما حدث.
- في كوباني: تشهد كوباني ثورة مدنية من خلال تنامي دور وعدد منظمات المجتمع المدني”جمعية سبا، الربيع الكردي، تجمع-المهندسين، الاطباء، المدرسين، المعلمين، المحاميين، الطلبة…..” وهم تجمعات مهنية، ثقافية، حقوقية مستقلة تحول بشكل أو بآخر بناء خطاب مدني، حقوقي بمواقف متحدة تجاه التيارات السياسية العاملة في الساحة، ما هو دور تيار المستقبل من هذه الثورة؟
- ج- نحن ندعم ونشجع مثل هكذا ثورة مدنية ومعظم رفاقنا في كوباني منخرطين في هذه التجمعات فهي حالة صحية لان المجتمع يحاول ان ينظم نفسه نحو الحالة المدنية الحضارية، وهو أحد مبادئ عملنا.
*علي تمي ممثل تيار المستقبل الكوردي في كوباني 18/8/2012