أصحاب السعادة والفخامة والجلالة

قبل أن أكتب خطابي

فكرت طويلا

كتبت سطرا ومسحت سطرا

كتبت حرفين

ومسحت حرفا

صمت في ضجيج صمتي قليلا

رميت القلم,وقلت لنفسي

أأتابع الكتابة

وكل ما أكتب رماد كلام؟

وهل يليق سوى الصمت الجليل

ببحر الدماء,وحجم الركام؟

ولكني كتبت لكم خطابي

لأعري بعضا من قذارتكم

أعري بعضا من دعارتكم

أعري بعضا من تجارتكم

عسى أن يرتاح الشهداء قليلا

عسى أن ترتاح الأرامل واليتامى

والثكالى خلف الحدود

وتحت الخيام

أصحاب السعادة والفخامة والجلالة

يا عباءات تخفي خلفها

كل عهر الأرض

وكل أكوام القمامة والزبالة

يا رؤوسا محشوة بالتآمر والتفاخر والتناحر والتنافر

والنخالة

ففي اللحظة التي تعقدون المؤتمر

في اللحظة التي تقيمون على الجسد السوري الأنخاب

وتقيمون الموائد

أطفال سوريا يموتون بالقنابل

والمدافع جائعين

في اللحظة التي تنامون فيها

على حرير الأسرة والوسائد

نغطي نحن أطفالنا في العراء

بأوراق الجرائد

يا أمة التصفيق

يا قادة العرب الأماجد

يا فاتحين بكارة التاريخ

بالكلمات الفارغة

يا فاتحي ثقب الأوزون

بالخطابات الفارغة

يا قادة العرب الفطاحل

يكفي

لقد مللنا التصفيق

والخطب العصماء

لقد سئمنا وجوهكم في التلفاز

وخطابكم المكتوب بحبر الكذب وورق الرياء

والله لو كنتم طلاب مدرسة

لنال جميعكم صفرا

بالسياسة

والديانة

وبالتاريخ

وبالسلوك

وبقواعد والنحو والصرف

والإملاء

أصحاب السفاهة والتفاهة والضلالة

في الوقت الذي تشربون فيه نبيذكم

وفي الوقت الذي تشاهدون فيه

المسلسل التركي المدبلج

والخادمة السيرلانكية,تدلك رجلكم

وطن يدمر بالمدافع

شعب يباد كالخراف

في الوقت الذي تشاهدون فيه

المسلسل التركي المدبلج

والخادمة الهندية,تدلك فخذكم

أطفال سوريا,يذبحون كالحمام

ويا نار كوني بردا

على أطفال سوريا

وكوني سلام

يا قادة العرب العظام

يا أصحاب السخافة والبلاهة والجهالة

تبا لكم

تنا لأموالكم المرصوفة في البنوك

ليخوتكم الملكية

وقصوركم

تبا,للواطكم,وأطفالكم السريين,وقحابكم

وعطوركم وبخوركم

تبا,لوجوهكم المطلية بكلس النفاق

وريشكم المنفوش كريش الديوك

تبا لكم,من المحيط الى الخليج

يا قادة من كلام,ومن هلام

ومن ضجيج

وفي الختام

لا سلام

على قادة يفطرون على لحم أطفال سوريا

في شهر الصيام

عثمان حمو,17,08,2012