طه الحامد :لاتنطحوا الجدار إنه متين
الجمعة 03 آب / أغسطس 2012, 01:21
كورداونلاين

ربما أراد السيد سمير عطالله عرض حال الكورد ، ولكنه لم يكن عرضاً بريئاًعلى كل حال ،لأسباب عديدة أهمها إنه لم ينطلق من قاعدة حق الأمم في تقرير مصيرها وإعادة الحق إلى أصحابه
كتب السيد سمير عطالله ، في جريدة الشرق الاوسط ، مقال تحت عنوان "الاكراد يسلمون الجدار للعرب"يظهر فيه ألمه ومرارته المستبطنة ،على ما آل إليه حال الكورد في العراق ،وماسيؤول إليه مستقبلاً في سوريا ،يستذكر حال العراق وكيف تطير الوفود التجارية والثقافية محلقة فوق بغداد لتهبط في اربيل وكأنها في بلد آخر غير العراق،وتسنم رئاسة المجلس الوطني السوري من قبل شخصية كوردية بعدما كان الكورد منسيين فيها ،ويستطرد مستفهما، كيف تحول الكورد من طريدة الاسلحة الكيميائية والجرثومية في الجبال، إلى محاور بارع وجدار ينطح الآخرون رؤوسهم بها .
ربما أراد السيد سمير عطالله عرض حال الكورد ، ولكنه لم يكن عرضاً بريئاًعلى كل حال ،لأسباب عديدة أهمها إنه لم ينطلق من قاعدة حق الأمم في تقرير مصيرها وإعادة الحق إلى أصحابه ،وتحقيق عدالةٍ لعبت بها إتفاقيات سايكس بيكو ولعبة الأمم ،والتي ساهمت في تأسيس دول لا تتعدى نفوسها نصف مدينة كوردية ،بينما تاه اكثر من أربعين مليون كوردي ،يعيشون على أغنى وأخصب الأراضي ،بين دول لم تعترف بهم حتى كمخلوقات بشرية لهم الحق في الحياة والهوية ،بل عرض الحال وكأن الكورد يسلبون حقاَ كان مطوّباً عبر التاريخ لشعوب أخرى ،وذهب إلى حد الأفتراء على الكورد السوريين ، عندما أتهمهم باللعب على الصراع بين النظام ومعارضيه، متناسياً الدور الكوردي في مقارعة الإستبداد منذ نشأة أول تنظيم سياسي كوردي في سوريا ،وقبلها مشاركتهم في النضال من أجل الديمقراطية والعدالة الإجتماعية ،عبر التنظيمات اليسارية السورية ، والحركة الثقافية الديمقراطية ،التي شكل الكورد فيها مركزاً لا تقل عن أقرانهم السوريين ،ودخل المئات منهم المعتقلات وزنازين النظام وحرموا بموجب احكام جائرة من ابسط حقوقهم كأفراد وبشر .
وفي آخر مقاله يعيد إنتاج عقلية فوقية واستعلائية ، ونحن على عتبة ربيع الديمقراطية بل في أوجها ،عندما يتمنى على الكورد لو بقوا معهم ،طبعا ليس من باب الحرص والأخوة والمساواة في الحقوق والواجبات ،بل ينطلق من عقدة تفضيلية وفوقية ، بدليل إنه يقول أستغلوا عرقنة العراق،لإقامة وجودهم ،والآن يستغلون عرقنة سوريا ،ومرة أخرى يغفل ويتغافل عن إن ذلك ليس إستغلالاً ، وإنما عودة الحقوق وممارسة شرعية لها على أرضهم التاريخية ،اشارته الى إنهم استغلوا يعني انهم يأخذوا حقا هو للغير .
ويختم متهكماً مختبئاً وراء قهر نفسي ،صار للعراق رئيساً كورديا وعلى رأس المعارضة السورية رئيس كوردي