السبت 08 شباط / فبراير 2025, 07:41
الدكتور شمدين شمدين:أردوغان وتصريحاته الخلابية




الدكتور شمدين شمدين:أردوغان وتصريحاته الخلابية
الإربعاء 01 آب / أغسطس 2012, 07:41
كورداونلاين
اثبت التجارب السابقة إن الحلول العسكرية لن تجدي نفعا ًمع إلغاء قومية كبيرة في الشرق الأوسط مازالت تعاني من الاضطهاد والقمع والحرمان من ابسط الحقوق القومية المشروعة ،

 أردوغان وتصريحاته الخلابية !!

                           بقلم الدكتور شمدين شمدين

 

من جديد يخرج علينا رئيس الوزراء التركي اردوغان بتصريح مثير للاستغراب فبعد تهديداته ووعيده للنظام السوري ، إن تركيا لن تقف مكتوفة اليدين فيما لو اقدم  النظام على ارتكاب مجازر بحق السوريين شبيهة بمجازر حلبجة وحماة وكذلك تهديده بالرد بعد إسقاط الجيش السوري للطائرة التركية مؤخرا ،هاهو يرسل وعيداً جديداً بملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي السورية إذا ما شكلوا تهديدا على أمن تركيا ويأتي تصريحه هذا بعد ورود معلومات عن سيطرة حزب pydالفرع السوري لحزب العمال على بعض المناطق الكردية في شمالي سورية كعفرين وكوباني وديريك وعامودا وإقامته إدارة ذاتية في تلك المناطق بعد انسحاب قوات الأمن والجيش السوري منها .

اردوغان إذ يطلق تهديده الجديد إنما يشبه ذلك الشخص الذي يجلب الدب إلى كرمه فبداية لم نر أي تطبيق جدي لتصريحاته السابقة بل على العكس من ذلك فقد ترك هو وحكومته ومن خلفهم حلفاؤهم الغرب ، تركوا الشعب السوري يواجه المجازر والقتل الوحشي دون أن يحركوا ساكنا ً ، بعد أن أججوا بخطاباتهم النارية حمى الصراع المسلح وساهموا بشكل من الأشكال في تحويل الثورة السلمية إلى حرب أهلية مدمرة مع معرفتهم الأكيدة بكل العواقب والكوارث التي قد تنجم عن هكذا صراعات دموية شرسة .

ثانياً :إن التعريف المتفق عليه للإرهاب هو استخدام العنف والسلاح لتحقيق أهداف سياسية ،ومن هذا المنطلق فان أية جماعة تستخدم السلاح للوصول إلى غاياتها السياسية تعتبر جماعة إرهابية ، وبالتالي فان منظمات كحزب الله وحماس وحزب العمال الكردستاني تصنف ضمن اللوائح الإرهابية ولكن يمكن من هذا الباب أيضاً أن تصنف المعارضة الليبية التي استخدمت السلاح لإسقاط حكم القذافي وكذلك المعارضة المسلحة السورية التي تهدف إلى إسقاط النظام السوري ضمن المجموعات الإرهابية على الأقل من الوجهة النظرية ومن وجهة بعض الدول كروسيا ، رغم أننا لا نتفق مع هذا التصنيف ونعتبر استخدام حزب العمال الكردستاني للسلاح في تركيا وكذلك الجيش الحر في سورية هو استخدام مشروع طالما لا يستهدف المدنيين وطالما التزم الجانبان بالحل السلمي إذا ما التزمت الأنظمة الحاكمة بذلك ، وضمن هذا السياق يمكن للنظام السوري استخدام تصريح اردوغان الأخير ضده ويهاجم المسلحين الذين هم بنظره إرهابيون داخل الأراضي التركية نفسها .

ثالثا ً: لقد اتفق الكرد السوريون بمختلف انتماءاتهم السياسية بما فيهم حزب pydفي هولير على ضرورة الانتقال السلمي للسلطة في سورية وتحقيق سورية الديمقراطية المستندة إلى دستور عصري يعترف بحق الشعب الكردي في حكم نفسه بنفسه طالما انه متواجد على ارض آباءه وأجداده منذ عشرات السنين ، وما التقسيم الذي حصل للوطن الكردي إلا صورة شبيهة بما حصل للوطن العربي نتيجة اتفاقات سايكس بيكو ، كما إن الهيئة الكردية العليا المشكلة من المجلس الوطني الكردي ومجلس غربي كردستان ، أكدت على نبذ العنف واستخدام السلاح لتغيير النظام واعتبرت إن لجوء بعض المناطق والجماعات إلى استخدام السلاح إنما جاء كرد فعل على الهجمة الشرسة للنظام واستهدافه للمدنيين العزل مما حدا بالمنشقين من الجيش وبعض المدنيين للانخراط في الثورة المسلحة لإسقاط النظام ، كما اتفق الكرد على إبقاء المناطق الكردية بعيدة عن أتون العنف والصراع الطائفي ولاسيما إن هذه المناطق تضم فسيفساء من الاقليات والطوائف المتعايشة مع بعضها بسلام .

إن كسب الكرد هو افضل بكثير من العداء لهم ، هذا ما يجب أن تتعلمه كل الأنظمة والتيارات المختلفة من سلطة ومعارضة وفي مختلف البلدان ، وينبغي على حزب العدالة والتنمية في تركيا الانخراط في حوار مع pkkلإيجاد حل سلمي ينهي الصراع الدائر بين الطرفين منذ اكثر من ثلاثين عاما والذي راح ضحيته اكثر من ثلاثين ألف قتيل من الجانبين ‘ حيث اثبت التجارب السابقة إن الحلول العسكرية لن تجدي نفعا ًمع إلغاء قومية كبيرة في الشرق الأوسط مازالت تعاني من الاضطهاد والقمع والحرمان من ابسط الحقوق القومية المشروعة ، كما إن الاتهامات المتكررة للشعب الكردي بالتطلع إلى الانفصال وتأسيس دولة قومية عبر العمل على تفتيت الدول القائمة  ، لن تفيد في حل القضية بالطرق السلمية ، بل على العكس ستأزم المشكلة وتزيد من أعداد الضحايا الذين يتساقطون يوميا ًفي صراع يعتبر حله غير عسير  ، خاصة بعد أن أبدى حزب العمال استعداده الدائم لترك الكفاح المسلح فيما لو اعترفت تركيا أقله بالحقوق الثقافية والسياسية للشعب الكردي ومنحته إدارة ذاتية ضمن حدود جمهورية تركيا .

 الصراع في سوريا يتعدى الوطن ، ويتداخل مع الأزمات والمشكلات خارج الحدود  واللاعبون الأكثر حكمة هم من يدركون أن الشعوب لا تقهر وان زمن التغيير قد حان ، وان هذا التغيير ربما لن يطال فقط الأنظمة بل حتى  تلك الأسلاك التي صنعها الاستعمار  وفرق بها الأهل والأقارب ،ومن هنا فان التصريحات العدائية الخلابية الفارغة لن تأتي بأية نتيجة تذكر ، والحل  الوحيد هو ما سينتج عبر دائرة الحوار والتفاوض السياسي حتى وان بدا هذا الخيار غير مقبول حاليا  ،والمستقبل الآتي سيثبت أن بالقوة حتما تبدأ الصراعات  وتستمر وتستعر ، لكن السياسة  فقط  هي من تنهي هذه الحروب ، هذا ما تعلمناه من التاريخ وتجارب الشعوب .

 

572.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات