واشنطن تخشى أن تكون سوريا تجهز لمذبحة في حلب
الجمعة 27 تمّوز / يوليو 2012, 09:56
كورداونلاين
هناك تقارير جديرة بالثقة عن وجود طوابير دبابات تتجه صوب حلب وتأهب لهجمات جوية بطائرات هليكوبتر وطائرات مقاتلة تمثل "تصعيدا خطيرا" في جهود الحكومة لسحق المعارضة المسلحة.
عمان/بيروت (رويترز) - جددت قوات الرئيس السوري بشار الأسد قصفا بريا وجويا لمدينة حلب يوم الجمعة في تعزيز لجهودها سحق المعارضين في العاصمة التجارية للبلاد وقالت الولايات المتحدة إنها تخشى وقوع مذبحة.
واستهدف مقاتلو المعارضة السورية حواجز الطرق التي وضعها الجيش ومواقع أمنية ويتفادى الجانبان الاقتتال من على مسافات قريبة في المدينة البالغ تعداد سكانها 2.5 مليون نسمة وهي أكبر مركز عمراني في سوريا.
وقالت الخارجية الأمريكية إن هناك تقارير جديرة بالثقة عن وجود طوابير دبابات تتجه صوب حلب وتأهب لهجمات جوية بطائرات هليكوبتر وطائرات مقاتلة تمثل "تصعيدا خطيرا" في جهود الحكومة لسحق المعارضة المسلحة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند "هذا هو مبعث القلق: ان نشهد مذبحة في حلب وهذا ما يحضر له النظام فيما يبدو."
وقال العديد من نشطاء المعارضة في المدينة إن قوات متمركزة على مشارف حلب أطلقت وابلا من قذائف المورتر الثقيلة في أحياء صلاح الدين والسكري والفردوس في غرب حلب كما قصفت طائرات هليكوبتر روسية الصنع من طراز ام.اي-25 حي الصخور في الشرق بالصواريخ.
وفي أول إبلاغ عن قتيل يوم الجمعة قتل رجل يبلغ من العمر نحو 60 عاما بالقرب من متنزه في حي صلاح الدين ووضعت جثته في مسجد لحين التعرف على هويته.
وقال نشطاء من المعارضة يحصون عدد الضحايا في المدينة الواقعة شمال سوريا إن 34 شخصا قتلوا في حلب ومحيطها يوم الخميس.
وقال ناشط يدعى أبو محمد الحلبي عبر الهاتف من حلب "المعارضون ماهرون حتى الان والمدنيون يمثلون أغلب ضحايا القصف.
"هناك الكثير من النزوح الداخلي وتحولت المدارس إلى ملاجئ متنقلة مكدسة. إن قذيفة واحدة تصيب مدرسة قد تحدث كارثة."
وأضاف "يحشد النظام القوات والدبابات عند مداخل حلب لكن يبدو أنه يكتفي حتى الان بقصف المدينة بينما يتحرك المعارضون دائما."
وقال ماجد نور وهو ناشط آخر إن المعارضين هاجموا موقعا أمنيا في حي بستان الجوز القريب من وسط حلب يوم الخميس.
وأضاف "المعارضون موجودون في شرق المدينة وغربها ولهم موطئ قدم في مناطق بالوسط. تسيطر قوات النظام على مداخل حلب وعلى الشوارع الرئيسية والتجارية وتقصف الاحياء السكنية التي يسيطر عليها المعارضون."
وذكر نور أن عشرات الالاف من الناس فروا من حلب إلى مناطق ريفية شمالية مجاورة قريبة من تركيا انسحب منها الجيش السوري في الاسابيع القليلة الماضية للتركيز على مناطق حضرية يحتمي بها معارضون مسلحون بأسلحة خفيفة نسبيا.
ويأتي القتال العنيف حول حلب بعد هجوم جرئ بالقنابل أسفر عن مقتل أربعة من كبار القادة المقربين من الأسد في دمشق يوم 18 يوليو تموز ودفع بعض المحللين إلى التكهن بأن زمام الأمور يفلت من يدي الحكومة.
وبعد استخدام روسيا والصين حق النقض الفيتو ضد قرار في مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات على سوريا للمرة الثالثة الأسبوع الماضي قالت الولايات المتحدة إنها ستعزز مساعدة المعارضة السورية المنقسمة لكنها ستظل تقتصر على الامدادات غير الفتاكة مثل أجهزة الاتصال والمعدات الطبية.
وعلمت رويترز أن البيت الأبيض أصدر توجيها رئاسيا يجيز تقديم مساعدة سرية أكبر للمعارضين لكنه لا يسمح بتسليحهم.
ولم يتضح ما إذا كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد وقع الوثيقة وأحجم مسؤولون أمريكيون عن التعليق على الأمر الذي يعد تصريحا شديد السرية بنشاط خفي.
وقالت نائبة سورية عن محافظة حلب يوم الجمعة إنها انشقت وتوجهت إلى تركيا لتصبح أول نائبة منشقة في البرلمان المنتخب في مايو أيار والذي يسيطر عليه حزب البعث بقيادة الأسد.
وقال النائبة إخلاص بدوي لقناة سكاي نيوز عربية "أنا الآن عبرت الحدود التركية بهدف انشقاقي عن هذا النظام الغاشم."
وأوضحت أنها انشقت "بسبب أساليب القمع والتعذيب الوحشي بحق الشعب الذي يطالب بأدنى حقوقه."
وقدم العميد مناف طلاس وهو أحد كبار المنشقين في الدائرة المقربة من الأسد نفسه أمس في صورة من يمكنه المساعدة على توحيد المعارضة في الداخل والخارج حول خطة لانتقال السلطة.
وقال طلاس في مقابلة مع صحيفة بمدينة جدة السعودية أيضا إنه يتطلع لدعم السعودية وقوى أخرى. وأضاف في مقابلة نشرها عدد صحيفة الشرق الأوسط يوم الخميس "سأتواصل مع كل شريف يريد بناء سوريا سواء كان المجلس الوطني أو الجيش الحر أو إن كان في الداخل أو الشرفاء وإن كانوا في داخل النظام سأتواصل مع الجميع لنجد خارطة طريق للخروج من الازمة."
وتوجه طلاس إلى تركيا والتقى مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. وكانت تركيا حليفة سابقة للأسد وهي الان من أشد منتقديه وتلعب دورا استراتيجيا في صياغة أي شكل للقيادة فيما بعد الأسد في سوريا.
وظهر طلاس لفترة وجيزة مع أوغلو في بيت رسمي للضيافة لكنه لم يدل بتصريحات.
وأغلقت تركيا مواقعها الحدودية مع سوريا يوم الأربعاء أمام حركة المرور باستثناء اللاجئين السوريين.
وقالت روسيا وهي من الحلفاء القلائل المتبقيين لنظام الأسد إن الدعوات التي تطالب الرئيس السوري بالتنحي تعرقل جهود إنهاء الصراع.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن مثل هذه الدعوات والتي تقودها الولايات المتحدة وتركيا ودول غربية وعربية أخرى تؤجج العنف. وكرر رأي روسيا بأن دعم جماعات المعارضة السورية يمثل دعما للارهاب.
ووعدت إيران بالوقوف إلى جانب سوريا مهما حصل.
وقال محمد رضا رحيمي النائب الأول للرئيس الايراني لقناة برس تي.في التلفزيونية الايرانية يوم الخميس إن دعم الجمهورية الاسلامية لسوريا حليفتها العربية الرئيسية "غير قابل للتغيير" وذلك ردا على اقتراحات بأن تخفف إيران من دعمها لنظام الأسد.
من خالد يعقوب عويس ومريم قرعوني
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)