احمد عجة:على ضوء توقيع مذكرة التفاهم بين المجلسين الكورديين
الإربعاء 18 تمّوز / يوليو 2012, 08:24
كورداونلاين

على الحركة الوطنية الكوردية في سوريا ان تعي متطلبات المرحلة التاريخية بدقة و بكل حذر و شفافية و ان تكون جديرة بهدفها المنشود
على ضوء توقيع مذكرة التفاهم بين المجلسين الكورديين في هولير
عضو الهيئة السياسية للاتحاد الليبرالي الكوردستاني
في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن إمكانية توسيع المساحة السياسية للمجلس الوطني الكوردي بناء على رغبة الأكثرية الساحقة من جماهير شعبنا الكوردي وبالتدخل المباشر للأطراف الكوردستانية الرسمية و ذلك تماشيا مع الوضع الراهن الذي تزداد تعقيدا و على كافة الأصعدة و بالأخص بعد توقيع مذكرة التفاهم بين المجلسين الكورديين في هولير و مع ازدياد التوتر في العديد من المناطق و البلدات السورية على الصعيدين السياسي و الأمني و مع تباين في المواقف الدولية لتمرير خطة عنان على الأقل لوقف نزيف الدم السوري و التعنت في الموقف الروسي إزاء الأزمة السورية إلى جانب التحرك الدولي و إصراره لاتخاذ موقف قوي و ملزم بشان سوريا لإدراجه تحت البند السابع .
إلا ان التحرك الكوردي على الصعيد نفسه يبقى خجولا لا يرتقي إلى مستوى يؤهله ان يكون طرفا أو شريكا في العملية السياسية المقبلة إلى جانب القوى الموجودة على الساحة السياسية , خاصة و ان هذه القوى كشفت عن نواياها بشكل أو بآخر في مؤتمر القاهرة و أعطت مؤشرا صريحا و واضحا في كونها ما زالت تتعامل مع القضية الكوردية في سوريا بذهنية قومجية – بعثية و على الرغم من تطمينات التي صدرت من بعض الشخصيات في المجلس الوطني السوري و تأكيداتهم حول الحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي في سوريا إلا ان اجتماع القاهرة قد أثيرة جملة من المخاوف لدى الحركة الوطنية الكوردية في سوريا خاصة قد أعلن عن هذه النوايا في ظروف دقيقة تمر فيها سوريا و بشكل فاجئ الشعب الكوردي و الذي أبدى استياءه على الفور من المجلس الوطني السوري و ذلك من خلال تأييده المطلق لانسحاب الوفد الكوردي من قاعة المؤتمر , و السؤال الذي يطرح نفسه هل يحق للمجلس الوطني السوري أو أي مجلس آخر مستقبلا ان يتنكر لحقوق شعب يفوق تعداده الثلاثة الملايين و يعيش على أرضه التاريخية منذ خمسة آلاف سنة, خاصة و انه هناك أعراف و دساتير دولية لا أحد يستطيع تجاوزها و إلا سيفقد هذا المجلس شرعيته القانونية و العملية السياسية القادمة بدون مشاركة الكورد فيها و كطرف أساسي باعتقادي لن تصب في مصلحة الشعب السوري .
و من هنا على المجلس الوطني السوري مراجعة سياساته التي تتصف بالذهنية البعثية التي لطالما أنكرت جهرا وجود قومية عريقة و متميزة بوطنيتها على مدى تاريخ سوريا , هذا من جانب , و من جانب آخر من المفروض ان يتميز المجلس الوطني السوري بالأصالة و النقاء و ليس بالعروبية و القومجية و ان يستوعب
الداخل السوري بكل أطيافه و مذاهبه و قومياته و التأكيد على الهوية السورية بكل معنى الكلمة من خلال مشاركة كافة الفعاليات الوطنية و الديمقراطية على قاعدة ديمقراطية و المساواة بين كافة أطياف الشعب السوري و على مختلف انتماءاتهم القومية في إطار وحدة البلاد. كما يمكن ان يكون المجلس الوطني السوري بمثابة منبر ديمقراطي يضم كافة القوى الوطنية و الديمقراطية في سوريا و على أسس حضارية و ديمقراطية بما يتناسب المصلحة الوطنية للشعب السوري الحر .
و على ضوء مما سبق , على الحركة الوطنية الكوردية في سوريا ان تعي متطلبات المرحلة التاريخية بدقة و بكل حذر و شفافية و ان تكون جديرة بهدفها المنشود و لائقا بثوابتها النضالية التي لن تتنازل عنها بأي شكل من الأشكال و ذلك من خلال توحيد كلمتها و رص صفوفها لتكون بذلك مكونا فعالا في المنطقة لتتمكن من حماية المصالح القومية للشعب الكوردي في سوريا .