تقع هذه اللوحة في الصفحة /56/. "صممت على غرار اللوحة الملونة /55/.ن.ج.ن" ولكنها مُنِحت الرقم /52/ خطأً... وهي تصف أحوال وشؤون القلعة في أثناء الحملة عليها. هذه القلعة المحصنة تبدو في اللوحة قرب نهر "دجلة" وهي الآن تقع في ناحية "حسن كيف Hesenkêf". كانت هذه المدينة في القرن الثاني عشر والثالث عشر قد ازدهرت لأنها أصبحت عاصمة للدولة "الأرطوقية" ثم ناحية تابعة للدولة الأيوبية التي حكمت قرابة /400/ أربعمائة عام.(33)

في اللوحة يظهر رسم حارس يحمل رمحاً يقف أمام القلعة، يقف شخصان آخران فوق القلعة. أحدهما يرتدي ملابس بيضاء يحاور شخصاً آخر. قد يكون أمير"حسن كيف" والشخص الآخر ربما كان امرأة. وباستثناء هؤلاء يوجد شخص قائم على صخرة بجانب القلعة وبينهما امرأة في أذنيها قرطان. يرتدي ذلك الشخص ملابس سابغة دون أكمام ذات خطوط طويلة.. اعتقد أنه مصنوع من قماش خاص. وفي اللوحة الخامسة عشرة سنعود إلى التحدث عن هذا الشخص، إنه فارس يحاول عبور نهر "دجلة" لأن الجسر منهار، فمن الممكن اجتياز النهر دون مشقة في أيام الصيف حيث يقل منسوب الماء في النهر. والماء يبدو ضحلاً. على النهر رسم نصف قوس وفي الأسفل يسبح البط. وهذه القوس هي جسر "حسن كيف" التاريخي الشهير وقد شاهدته عام 1977م.. ما زالت بقاياه قائمة حتى هذا اليوم. يبلغ ارتفاع الأقواس زهاء /40/ أربعين متراً. وقد شيّد بأسلوب هندسي رفيع. يقول في ذلك ابن شدّاد الحلبي:" لقد بني جزء من وسط الجسر من الخشب كي يسهل سحب الخشب إذا حاول العدو السير عليه فلا يستطيع الوصول إلى القلعة، لأن المدينة تقع على الضفة الغربية لنهر "دجلة".(34)

الفن في لوحات كتاب الـ"شرف نامه"

المؤلف: عبدالرقيب يوسف الزفنكي.

ترجمة: دلاور زنكي.