المخرج السوري أسامة محمد: النظام خصم للثقافة والحرية والإنسان
الإثنين 16 تمّوز / يوليو 2012, 14:48
كورداونلاين
تابع السينمائي السوري الذي يعيش مؤقتاً في المنفى "نهاية الحقبة هذه هو فصلي بقرار رسمي من مؤسسة السينما، لا أرى الأمر بعيداً عن اجتياح مرتزقة لفضاء الثقافة واحتلاله وطرد أهله"، على حد تعبيره.
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رأى المخرج السينمائي السوري أسامة محمد أن قرار فصله من المؤسسة العامة للسينما في سورية "تأكيدا على اجتياح المرتزقة لفضاء الثقافة" في بلاده
وتعقيباً على اتخاذ المؤسسة العامة للسينما قراراً بفصله مع آخرين من المؤسسة، وتقديم استقالته من قبل معرفته بالخبر بساعات، قال المخرج السينمائي البارز أسامة محمد "بما أني كنت لأيام خلت على ملاك المؤسسة العامة للسينما في سورية، وبناءً على ما سبق وبنينا من أسس لأخلاق المهنة لا تنفصم عن احترام حقوق الإنسان، أعلنت عن استقالتي، ولم أقصد الاستقالة المعنوية بل الفعلية". وأضاف لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "رأيت أن التضامن هو فعل عملي وليس أدبي فقط، فالموقف العملي يرتفع بالفحوى الأدبية إلى مرتبة مستقبلية، ورأيت أن موقعي، بدءاً من أنني وبحكم الزمن الغادر صرت من جيل أكبر عمراً، رأيت أن هذا يجعلني أبدأ بنفسي، رسالتي العملية للسلطة المعتدية على السينما والقانون وزملاء المهنة"، حسب تعبيره
وأوضح محمد صاحب فيلم (نجوم النهار) و(صندوق الدنيا) "في دقائق سريعة تلت إعلاني الاستقالة، أفصح أحد الزملاء بأن قرار فصل مخرجين من المؤسسة العامة للسينما يبدأ بي، الحديث اليوم عن نهاية هذه الصفحة من حياتي السينمائية التي لم أُقِم خلالها اعتباراً للسلطة السينمائية ولا للسياسية، وبدأتها منذ بدئها (أن حريتي هي أنا) وحاولتها في كل لقطة، لم أكن موارباً مع نفسي ولم أجد في النظام الحاكم يوماً إلا خصماً للثقافة والحرية والإنسان" في البلاد
وتابع السينمائي السوري الذي يعيش مؤقتاً في المنفى "نهاية الحقبة هذه هو فصلي بقرار رسمي من مؤسسة السينما، لا أرى الأمر بعيداً عن اجتياح مرتزقة لفضاء الثقافة واحتلاله وطرد أهله"، على حد تعبيره.
وكانت المؤسسة العامة للسينما قد قررت أيضا فصل المخرجين السينمائيين نضال الدبس ونضال حسن. وبررت فصلهم بتغيّبهم عن العمل لأكثر من خمسة عشر يوماً، فيما أعلن السينمائيون أن القوانين الناظمة لعملهم لا تفرض عليهم دواماً يومياً وإنما حجم عمل سنوي، وأن قرار الفصل هو سياسي لوقوفهم إلى جانب الثورة
وحول لك قال محمد "مرّ كثير من الدم والقتل والاعتقال والإرهاب، ولم يكن أهل درعا منذ قلعت أظافر أبنائهم إلا أهلي في عميق الحقيقة، ولا أهل حمص القديمة اليوم، ما يحصل معي يحفظ بعض إنسانيتي، هو انتهاك لقوانين.. ولكن رب ضارة نافعة للروح" حسب تعبيره
وكان المخرج أسامة محمد (59 سنة) قد ألقى كلمة في ندوة على هامش مهرجان (كان) السينمائي عام 2011 بعد أشهر من انطلاق الانتفاضة في سورية اتهم فيها السلطة بـ"المسؤولية عن قتل المدنيين"، وأعلن تأييده لمطالب الشارع السوري بالكرامة والحرية والديمقراطية، وطرح رؤيته حول حرية الفنان في الإبداع وحرية الكلمة وحال السينما في زمن الدكتاتورية
وكان قبلها قد أصدر مجموعة من السينمائيين السوريين واحداً من أبكر البيانات المناصرة للثورة، وتعرّوا لحملة تخوين من زملاء لهم ومن بعض وسائل الإعلام المقربة من السلطات السورية، ومن ضمنهم المخرج أسامة محمد
ولمحمد أفلام منها "نجوم النهار" و"صندوق الدنيا" التي حازت على جوائز عالمية عديدة، وغادر سورية بعد اشتداد الوضع، وهو مؤيد للثورة حاله كحال العديد من المخرجين السوريين، بينهم المخرجون هيثم حقي، محمد ملص، نبيل المالح، هالة العبد الله، واحة الراهب عروة نيربية وشادي أبو الفخر وآخرون