عبدالباقي جتو:عذراً ياسادة ياعرب
الإربعاء 11 تمّوز / يوليو 2012, 14:54
كورداونلاين

إن كلمة الشعب أوالشعوب بالمنطق وكمفهوم سياسي وإجتماعي, هي مجموعة من الأفراد الحيّة المتحضرة أوالأقوام الذين يعيشون ضمن إطار ثقافي معين كالعادات والتقاليد الخاص
عذراً ياسادة ياعرب !؟
عبدالباقي جتو
كما هو معلوم إن سيادة العدالة والقانون كمبدأ, يجب أن يكون فوق كل شيء ولكن أن تصبح مبدأ القوة هي المسيطرة, فهذا يعني فساد ودمارالمجتمعات وضياعها, فسيادة القانون هو مبدأ يتبناه الإنسان ويتفاعل معه.هذا الكلام يتطابق جملة وتفصيلاً على الأنظمة الإستبدادية كنظام بشار الأسد من ألفها إلى يائها, ولكن أن يكتشف الشعب الكردي نوايا شركائه في الوطن الديمقراطي القادم لدى بعض الأطراف من المعارضة العربية السورية يتشابه ذلك المبدأ ومحاولة فرضه على شركائهم الكرد, ليؤكد بقوة للمعارضة الكردية ولا سيما المجلس الوطني الكردي بأن يعيدوا حساباتهم من جديد قبل أن يقع الفأس بالرأس وبالتالي قبل أن يفوت الأوان والزمان والفرص وكل شيء.
إن كلمة الشعب أوالشعوب بالمنطق وكمفهوم سياسي وإجتماعي, هي مجموعة من الأفراد الحيّة المتحضرة أوالأقوام الذين يعيشون ضمن إطار ثقافي معين كالعادات والتقاليد الخاص بها والذين يعيشون ضمن مجتمع واحد وعلى أرض واحدة, وأمور وأسئلة فلسفية كثيرة تدخل في صميم خصائص كل شعب, والتي من حقها أن تتمتع بالحرية والعيش بسلام وأمان وبالتالي هي نتيجة منطقية من الناحية الأخلاقية والإنسانية بكل المقاييس, ووفقاً لفقهاء القانون الدولي ( أن أي شعب له الحق أن يعبّر عن حرية إرادته وأن يختار شكل الحكم الذي يرغب العيش في ظلّه والسيادة التي يريد الانتماء إليه ) وحسب بعض المصادر: أصبح هذا الحق واحدا من أهم مبادئ القانون الدولي الذي يعني حق الأفراد بصفتهم الجماعية في اختيار نهج حياتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكذلك السيادة التي يرغبون الانضمام إليها أو الانفصال عنها بواسطة الاستفتاء الشعبي المباشر تحت رعاية الأمم المتحدة, وإن تقرير المصير ليس مبدأ سياسياً يجوز إهماله، وإنما هو حق قانوني بل واحد من أهم حقوق الإنسان....إلخ
وبالتالي تنطبق كل هذه الشروط الأنفة الذكرعلى القومية الكردية في سوريا كشعب يعيش على أرضه التاريخية, مع ذلك وبالرغم من كافة أشكال الإضطهاد التي مارسته الأنظمة المتعاقبة بحق الشعب الكردي ولا سيما من قبل نظام حكم البعث لفترة تزيد عن أربعين عاماً ومنذ أن بدأ النضال السياسي للشعب الكردي من خلال حركته الوطنية وعبر كافة الوسائل السلمية المتاحة, لم يطالب أو يرفع يوماً شعاراً إنفصالياً بل بالعكس تماماً كان الشعب الكردي يناضل ومايزال يناضل من أجل الحصول على حقوقه الطبيعية ضمن وحدة البلاد أرضاً وشعباً, على أية حال لم يعد الشعب الكردي بحاجة إلى شرح قضيته كونها أصبحت معروفة للعالم بعد إندلاع الثورة السورية.
أما الآن وفي عصرنا الحديث عصر التغيير والعولمة والديمقراطية لم يعد أي مجال أمام أحد وخاصة المعارضة العربية السورية أن ينكر هذا الحق الإلهي لهذا الشعب والذين يعتبرون السكان الأصليين لمنطقتهم, بل ينبغي عليهم أن يخطوا الخطوة الأولى نحو نظام حكم ديمقراطي جديد في المنطقة ركيزته البناء والوحدة الوطنية يؤمن العدالة الإجتماعية والمساواة والإخوة دون التهميش والتفريط بحق أحد بعيدا عن المفاهيم العنصرية والتجزئوية والتفرقاتية والاستعلاء القومي.