زينة الايوبي في الحزء السادس من مقابر الشوك
الإربعاء 11 تمّوز / يوليو 2012, 10:14
كورداونلاين

يلف المدينة من الطرف الآخر هدوء مشبوه يتقاطر تآمراً ينسجه طرفه الأول .. نُشر على حبال الليل مخاوفه ، بسط الجناحين على قعر البيوت رهبةً في عيون ساكنيها الفَزِعة
تلك الآنية الفارغة ، أجسادٌ لا روح فيها إلا روث الخُلق .. ووحشية بهيمية تتفجر في العيون حُمرةً ، تسكر فيها النظرات حقداً وكراهية .. يترنح الجسم تفيض منه روائح كريهة كتلك الأنفس الخبيثة يمضغونها بين جنباتهم .. حرق قلبَهُم الغيظُ حتى تصاعد من أفواههم دخان الكفر و الشرك .. يحتوون بين الضلوع قوةً ممزوجة بحضرة السلاح وجبروت المادة .. يشهرونها في وجه طفل دهين البنية ، نَضى عزمه من غمد فضوله .. طفل بريء أعزل حتى من ثياب !
يلف المدينة من الطرف الآخر هدوء مشبوه يتقاطر تآمراً ينسجه طرفه الأول .. نُشر على حبال الليل مخاوفه ، بسط الجناحين على قعر البيوت رهبةً في عيون ساكنيها الفَزِعة .. والقلوبُ بين الضلوع تنوء .
ظلمةٌ حالكة جثمت على أفئدة الأمهات تتورم في جسد المجهول ، تراسمت في الأخيلة المخاوف ، وتراقصت على بساط التوجس الظنون ثم ما لبثن أن فصّلن لها أكفاناً من الأمل .
وها هي الأبواب الموصدة دون الحيرة تُطرق .. والأجراس من بابٍ إلى بابٍ تستصرخ .. حتى فرّ الهدوء من الأرجاء ...لعل الأوهام تتعرى عن جسد الذعر المتلبس قلوبهن.. لكنها لا تلبث أن تنتكس على أعقابها في كل مرة تتكشف عتبات الدار عن طيف غير الذي تأمل وتنتظر
ينفُخهم طغيانهم .. تتورم أفكارهم عن ذواتهم القذرة حتى يظن الفأر منهم نفسه أسداً .. ويرى الوضيع نفسه كريماً مشرَّفا .. والقبيح المقزز شباباً وعنفواناً و ألقاً .. يُسقون من الدماء فلا يرتوون إلا تعطشاً لمزيد ، والأشلاء حين يرونها سابحة في تلك الدماء قُوْتُهم وغذاؤهم .. مغزى الوجود عندهم ذاتُ الوجود و استمرار الحياة كحيوانٍ حيٍ .. لا العيش لإحقاق الكرامة .. و لا معنىً عنده لكرامة الحياة سوى أنه موجود !
إذا أُعطوا أطاعوا ، وإذا مُنعوا هاجوا وماجوا وجاعوا .. حتى ترتسم على خارطة قلوبهم الصماء ألوان الغدر.. و تتكشف عن خيانتهم عورات الولاءات المصطنعة التي لا تتبع أحداً إلا الذات الجائعة في قفار الضياع والتيه #