الثلاثاء 20 أيّار / مايو 2025, 01:41
ريناس سينو:مناف طلاس انشق أم انه طلب منه الانشقاق




ريناس سينو:مناف طلاس انشق أم انه طلب منه الانشقاق
الإثنين 09 تمّوز / يوليو 2012, 01:41
كورداونلاين
لا يخفى على احد الصراع الدائر بين تركيا وفرنسا على لعب دور الرئيس في الملف السوري وهذا ما صرح به اردوغان بعد زيارته لليبيا بعد سقوط القذافي حيث قال: (ان الفرنسين سرقوا دورنا في ليبيبا)

                                 مناف طلاس انشق أم انه طلب منه الانشقاق :

لا شك أن انشقاق مناف طلاس يشكل تطورا جديدا يفهم منه أن الدائرة الضيقة المحيطة بالأسد بدأت تتآكل وانه أصبح بالإمكان أن نشهد انقلابا على الأسد خلال الأيام المقبلة بدون أن تنهار مؤسسات الدولة وبالتالي إنقاذ سوريا من الفوضى والاقتتال الداخلي .

 وهذا السيناريو ما يؤيده اغلب الدول الغربية بما فيها روسيا التي ترمي بكل ثقلها من اجل الحفاظ على مصالحها الإستراتيجية في سوريا والمنطقة من ناحية ومن ناحية أخرى لإعادة الاعتبار للدب الروسي بعد (كش ملك) ليبيا من قبل أمريكا وحلفائها .

أما المحور التركي الخليجي فهو الأكثر تضررا من هذا السيناريو لأنه إذا تحقق سيضرب كل الجهود التي بذلتها تركيا عرض الحائط فتركيا لها مصالح اكبر من مصالح جميع الدول التي تتنافس وتتصارع على سوريا إذ أنها تقبع الآن بين مطرقة المواقف (الأخلاقية) للعثمانيين الجدد تجاه المسلمين والمصالح الاقتصادية المتبادلة بينها وبين إيران عدا عن مجاورة إيران للجمهوريات التركية و نفط قزوين هنالك القضية الكردية وحزب العمال الكردستاني الذي يتمتع بقاعدة جماهيرية جيدة بين كرد سوريا و أي تطور على صعيد القضية الكردية في سوريا سيكون لها تداعياته الحتمية على القضية الكردية في تركيا ولا يخفى على احد الصراع الدائر بين تركيا وفرنسا على لعب دور الرئيس في الملف السوري وهذا ما صرح به اردوغان بعد زيارته لليبيا بعد سقوط القذافي حيث قال:  (ان الفرنسين سرقوا دورنا في ليبيبا) وما نجم عن تصويت  للبرلمان الفرنسي على المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الأرمني بالإضافة إلى المحاولات المتكررة للحلف الأمريكي الأوربي من اجل توزيع القوة على الأرض تارة من خلال المجالس المحلية وتارة من خلال دعم الحراك السلمي .

وأيضا ما يبرر هذه النظرية هي عدم مغالاة الفرنسيين والأمريكان في دعم المجلس الوطني السوري رغم تأييدهم له وذلك بسب سيطرة تركيا  على المجلس وقيادة الجيش الحر في أراضيها من خلال الحلفاء غير المحبذين عند الأمريكان وهم  الإخوان المسلمين الذين يمتلكون مفتاح الخزنة في المجلس ويحكمون قبضتهم عليه وعلى إدارته السياسية .

وفي الشهر الماضي شهد الشعب السوري عدة مؤتمرات تتعلق بالوضع السوري بعد أن فشلت جميع الخطط السابقة في إيجاد حل يخرج المجتمع الدولي من المأزق جاء مؤتمر القاهرة ليوحد المعارضة بشكل هش وبإقصاء اكبر كتله السياسية المتمثل  بالمجلس الوطني  الكردي وكان قبله مؤتمر جنيف الفضفاض والذي حمل ايجابية واحدة وهي اتفاق الجميع على أن تحقيق الديمقراطية تستوجب رحيل عائلة الأسد عن سدة الحكم مع ترك المساحة لكل الأطراف المتصارعة لكل يفسرها على هوى مصالحه . لينتهي المطاف بنا في مؤتمر أصدقاء سوريا ويحمل معه بشرى ملغومة وهي انشقاق مناف طلاس .

تسود أقاويل حول سبب الانشقاق فالبعض يعزوه إلى عدم منح فراس طلاس  حقيبة وزارية والبعض رأى فيه نصرا للمعارضة دون أن يتساءلوا : ماذا لو كان هذا الانشقاق مدبرا وباتفاق الدول المتصارعة على سوريا والنظام وقد يكون بعض من أطراف المعارضة متورطا فيه حيث دار الحديث في كواليس السياسة عن طريقة لتغيير النظام مع الحفاظ على تماسك الجيش السوري وإبقائه في يد الطائفة العلوية أو بيد  المحسوبين على النظام ثم بدا الحديث عن تسليم قيادة المؤسسة العسكرية إلى ضباط الصف الثاني والثالث في الجيش ولكن هذا الطرح أيضا فيه خطورة نظرا لان قيادات الصف الثاني والثالث لا يحظون بالولاء في الجيش وهم عبارة عن كومبارسات ينفذون الأوامر لذلك كان الحل أن يتم الاعتماد على احد الأشخاص في الدائرة الضيقة في النظام فتم ترتيب انشقاق مناف ليظهر أمام الشعب السوري بموقف البطل ويتم الترويج له على انه مخلص الشعب من الطاغية وبهذا الشكل سيكون قد تم ضرب عصفورين بحجر واحد الأول وهو إبقاء المؤسسة العسكرية بيد النظام والثانية إرضاء الشعب السوري والثالث منع الاقتتال ورابعا حماية للعلويين من أية ردة فعل طائفية وضمان للأسد وعائلته كي لا تطاولهم المحاكمات  .ولهذا تم اختيار مناف  

الذي لم يستهلك اسمه في الثورة كمجرم أياديه ملوثة بالدماء  

ثانيا انه من عائلة معروفة بولائها للأسد ثالثا هو شاب سني يتمتع بكاريزما المظهر وسينجح في استمالة الحلقة الأقوى من الجيش الحر وهي لواء الفاروق التي يديره بنجاح وكفاءة عبد الرزاق طلاس أحد أقرباء مناف المنحدر أصلا من الرستن التي تشكل معقلا أساسيا من معاقل المقاومة المسلحة للنظام .

كما كان ما ذكره المعارض السوري المخضرم ميشيل كيلو من دعوة لتبوء مناف مركزا حيويا في المعارضة تعزيزا لهذا التوجه فالبعض من المعارضة العلمانية ولا سيما المنحدرون من الأقليات الدينية يحبذون شخصا يخرج من عباءة النظام الذي وفر وضعا خاصا للأقليات من حيث ممارسة طقوسهم ونمط حياتهم  مع اشتراكهم في حصة القمع فيما لو كانوا معارضين أي على مبدأ( إلي بتعرفو أحسن من إلي بتتعرف عليه) .

كل هذا يبقى مجرد فرضيات وتبقى الحقيقة الوحيدة هي خروج الملف السوري من أيدي السوريين ليتحول ورقة لعب دولية بين الأطراف المتصارعة على مصالحها الإستراتيجية في المنطقة وطبعا هذا التحول يتحمل الجزء الأكبر منه أسباب حدوثه المعارضة الكلاسيكية التي اثبت أنها معارضة شعارات قادرة على تسليم الملف برمته للغير دون أن يكون لها استراتيجيات محددة .  

ريناس سينو

9/10/2012

721.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات