الأحد 16 حزيران / يونيو 2024, 14:43
صدور العدد الثاني من صحيفة بينوسانو القلم الجديد




صدور العدد الثاني من صحيفة بينوسانو القلم الجديد
الإثنين 09 تمّوز / يوليو 2012, 14:43
كورداونلاين
جريدة بينوسا نو – القلم الجديد أدبية ثقافية تصدر عن رابطة الكتاب والصحفيين الكورد في سوريا العدد الثاني ( 2) تموز/ يوليو 2012 م

المثقف الكردي: مهمَّات عاجلة..!

بقلم :  إبراهيم اليوسف

elyousef@gmail.com

إن الثورة السورية المباركة التي أشعلت فتيلها، وباتت تقسم تاريخ سوريا، إلى شطرين هما: ما قبل الثورة وما بعدها، جعلت المثقف الكردي يواجه على غرة مهمَّات ملحَّة، لابدَّ من الانتباه إليها، والتفاعل معها، إذ أن هذا المثقف بات أمام مستجدات جسيمة، لابدَّ من أداء ما هو مطلوب منه، خلالها،على أكمل وجه، لممارسة دوره العضوي الفاعل، وهي مهمَّة أخلاقية، وطنياً، وقومياً، على حدِّ سواء، لاسيَّما وأن آلة الدكتاتورية المقيتة، كشَّرت عن حقيقة ظمئها إلى الدم -استجابة لدواعي طبيعتها- ومواصلة حرق أخضر سوريا ويابسها، في سبيل استدامة ثنائية الفساد والاستبداد.

ولعلّ من أولى هذه المهمَّات الطارئة المترتبة على المثقف- وهي لا تعفوه من أداء وظيفته ومسؤولياته العامة- إدراكه لطبيعة البرهة التي يمرُّ بها إنسانه الكردي، من جهة، وبلده سوريا، من جهة أخرى، وهذا ما يدعوه لتناول الشأن الكردي، بحكمة وحنكة عاليتين، إذ لابدَّ من الانصراف للدعوة إلى خطاب الوحدة، ووحدة الخطاب، وتجاوز أية معوِّقات تظهر، بل والوقوف -بحزم- أمام أية محاولة لشقِّ الصف الكردي،لأن الأمر ليس متعلِّقاً البتَّة بمجد شخصي لزعيم، أو حزب، وإن أي إخلال بهذا المشروع الوحدوي، ليؤدِّي، إلى إلحاق المزيد من الأذى بالوجود الكردي كاملاً، الأمر الذي يدعو إلى نبذ أيِّ خطاب أنانيّ، ضيق -أياً كان الداعي إليه- وهذا كله ليتطلَّب أن تكون هناك قواسم مشتركة لا يمكن تجاوزها البتَّة، مهما كانت هناك من مسوِّغات، يتمُّ التنظير الضيق لها.

ويدخل في هذا الإطار، ممارسة المثقف سياسة "الكيل بمكيالين" أثناء تقويمه للمشهد الكردي، حيث سوق الاتِّهام والتنكيل المعنوي، إلى حد الإعدام بحق من يختلف معه، ومحاباة من يلتقي معه في الرؤية، والاكتفاء بممارسة النقد الناعم إزاء أخطائه،في ما إذا تمت، لاسيما عندما تكون من النوع الخطير الذي يلقي بأذياله على واقع ومستقبل القضية الكردية، كلها، ولعل أسوأ من هذا التعامل النقدي، هو غضُّ النظر عن طوفان الدم الذي تسببه آلة الاستبداد، والشروع بجلد الذات للتعويض عن عقدة الخذلان، تجاه الأهلين، وهي مسألةٌ لابدَّ من التوقف عندها، حيث يتمُّ إيقاد فتن وحروب صغيرة، هامشية، للسهو عن القضية الأكثر إلحاحاً.

وما لاشك فيه، أن منظومة المهمَّات المنوطة، بالمثقف الكردي، لهي جدّ كثيرة، بعضها لا يتعالق مع الحاجات الملحَّة بالنسبة إلى شريكه المكاني -في خريطة سوريا كاملة- الذي تحققت له الأولويات المطلوبة، في ظل دولته القومية، ومن بين ذلك البنية الرئيسة الحاضنة للغة والثقافة، وإن كانت المؤسَّسات المعنية، في هذا المجال، قد تمَّ تحويلها إلى مداجن مجنَّدة في خدمة ترسيخ الفكر الشمولي، والولاء للطاغية الفرد، الواحد الأحد، بل إن الإشكال الأكبر -هنا- إن وطن هذا المثقف، ليسمى باسم غيره، و فوق كلّ هذا وذاك فهو يُعدُّ دخيلاً على وطنه، وإن أية إشارة من قبله، إلى تكذيب الفِرية المفروضة، تدعو إلى اعتباره خارجاً عن الوطنية التي يتمُّ استخدامها،في أسوأ حال، وشكل..!.

ولقد انتبهنا، في رابطة الكتاب والصحفيين الكرد إلى موضوعة "وحدة الخطاب الكردي" مع بداية الثورة السورية، من جديد، حيث بادرنا إلى حملة جمع تواقيع مثقفين، على بيان موجه إلى الحركة الكردية، من أجل لمِّ الشمل، وذلك بالترافق مع الإعلان عن تبنينا للثورة السورية، كأول مؤسسة ثقافية سورية، وكردية، على الإطلاق، وهو ما نركز عليه -الآن- لاسيما في ظل اللحظة المتوترة، التي باتت تؤول إلى حالات خلافية شديدة، ومرعبة، تتطلب منا جميعاً، تشكيل جبهة ثقافية كردية كبرى، لاسيما، وأن تطورات الأوضاع السورية الأخيرة، باتت تنذر بأخطار، فعليَّة، سببها النظام الذي لم يكتف بتكبيل الوطن السوري، أربعة عقود ونيف، بل راح يخطِّط للجم حركة التطور عقوداً أخرى، بضرب أفراد الأسرة الواحدة، والشارع الواحد، والحي الواحد، والمدينة الواحدة، والوطن الواحد، بعضهم ببعض، من خلال العزف على وتر الفتنة الشاملة، ولعلنا ككرد -وفق تخطيط سدنة النظام- وسط المحرقة المنتظرة، وهذا ما يدعونا لرأب أي صدع يتم، والإشارة إلى أية محاولة لتمرير الفتنة -كردياً- وتجاوز المشاغل الصغيرة، التي تبعدنا عن صب ِّ الجهود، والتركيز على الحلقات الرئيسة التي تظهر أثناء أدائنا لدورنا الثقافي، بعيداً عن تلك الثقافة التي تكمن وراء مقولة ترفّع المثقف عما يحيط به، لأن الخطر المحدق بإنساننا هو شأنٌ عام، ويحتلُّ المثقف منزلة الطليعة، في أداء رسالته، كما أن أية محاولة لتأجيج الشنشنات والفتن، بغرض الهروب من أداء المهمات، تسجل علينا جميعاً، وهي ليست في مصلحة قضيتنا، ووطننا، وشعبنا، وأية كانت المسوغات فكلنا شركاء في ارتكاب موبقة الخطأ..!.

إن التفاعل مع الثورة السورية -ومن بينها القضية الكردية- له أدواته الخاصة، ثقافياً، حيث إن علينا جميعاً، أن نرتقي بأدواتنا إلى مستوى اللحظة، لأن حساسية المرحلة تتطلب زجّ كلِّ الطاقات في مواجهة ما يتم، ولعل نشر ثقافة الحب، والوئام، يأتي في طليعة ما هو مطلوب من مثقفنا، للعمل –يداً بيد- لتقريب وجهات النظر، ورصِّ الصفوف، والإشارة إلى مكامن الخطأ-بلغة نقدية واعية- لا سيَّما وأننا أصبحنا أمام حالة جديدة، وأسئلة أجدّ، وإن أي إنجاز يحققه السياسي، أو الحزبي، في لحظة التحول، لا قيمة له، إن لم يتم التأسيس لحمايته، وديمومته، بما يرتفع إلى مستوى الحقوق الشرعية لشعب تعداده، أربعة ملايين نسمة، وله أن يقرِّر مصيره، كما يشاء، وفق صناديق الاقتراع..!.

515.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات