الليبرالي الكوردستاني:بيان إلى الرأي العام الكوردي في كل مكان
الخميس 05 تمّوز / يوليو 2012, 19:08
كورداونلاين
بلادنا سوريا تمر اليوم بمنعطف دقيق وخطير للغاية، فهناك مدن تُدمَّر، ومساكن تُهدم ومئات العائلات تتهجر من بيوتها، والمجتمع الدولي لايزال يماطل
بيان إلى الرأي العام الشعب الكوردي
ياأبناء شعبنا الكوردي في كل مكان: لاتزال سلطة الإستبداد تتمادى في نهجها التسلطي، وتستمر في جرائمها بحق الشعب السوري الأعزل، إذ تحاول عبثاً النيل من إرادته، وكسر شوكته وفرض حلولها الأمنية عليه، مستخدمة في ذلك كافة أنواع الأسلحة المدمرة من طائرات ودبابات ومدافع وراجمات صواريخ، وهي تتذرع أمام المجتمع الدولي بوجود عصابات إرهابية مسلحة تقتل وتدمِّر وتخرِّب، في لعبة بهلوانية مفضوحة لاتنطلي إلا على من به مس من الجنون، أو يلتقي معها على مصالح مشتركة غير نزيهة كالنظام الروسي والصيني والإيراني. وهي تراهن في بقائها في سدة الحكم حتى الساعة على ثلاثة ركائز أساسية1- الفيتو الروسي الصيني2- الترسانة العسكرية الهائلة التي بناها على حساب قوت أطفالنا وذوينا، 3- سياسة فرق تسد، وإيهام العالم بأنها تحمي الأقليات العرقية والدينية والمذهبية
وعليه فمن السذاجة بمكان أن يقع العقلاء من أبناء شعبنا السوري ضحايا أحابيلها وأسرى شراكها، وينجرُّوا إلى اقتتال داخلي، لتنجو بجلدها ويبقى شعبنا السوري بكل مكوناته هو الخاسر الوحيد في الساحة
نعلم جميعاً أن القبضة الأمنية للسلطة تراخت إلى حد بعيد في المناطق الكوردية بعيد انطلاقة الثورة السورية المباركة بأشهر قليلة مقارنة ببقية المناطق السورية الملتهبة، إيماءاً من السلطة وإيحاءاً بأنها في تعاملها الأمني تميز بين طائفةٍ وأخرى لخلق هوةٍ سحيقةٍ بين أطياف النسيج الوطني، وزرع بذور الشك والريبة بين صفوفها ، نتيجة لذلك عاشت كوردستان سوريا فراغاً أمنياً، وغدت مفتوحة على كل الإحتمالات، ولما كانت الأحزاب الكوردية ممثلة بإطارها الأشمل “ المجلس الوطني الكوردي “ لم تكن جاهزة لملء الفراغ الأمني المتعمد الحاصل من جهة النظام، لذا سارع (ب ي د) الفصيل الكوردي التابع ل(ب ك ك) والذي كان مهيئاً من الناحية اللوجستية والتنظيمية والنفسية القيام بهذا الدور، واستقدم مقاتليه من الجبال ونشرهم بين المواطنين الكورد ليحلوا محل أجهزة النظام، وبالرغم من وجود عثرات لهذا التنظيم على الأرض في مجال تنفيذ خطته الأمنية، التي لم يشاركه في رسم ملامحها، وتحديد معالمها بشكل عملي أي تنظيم كوردي آخر ، إلا أنها لاقت استحساناً واضحاً وقبولاً من قبل فئات واسعة من شرائح مجتمعنا الكوردي، الذي كان يتطلع إلى حل فوري للمعضلة التي خلقها النظام عن عمد وبشكل مفاجئ، بيد أن المبادرة التي جاءت أحادية الجانب من طرف(ب.ي.د) لم تسلم منذ الوهلة الأولى من نظرة تشاؤمية، واتهامات تشكيكية من فئات شعبية أخرى عريضة، كما تعرضت لاحقاً لانتقادات لاذعة بسبب
الأخطاء التي وقع فيها التنظيم، ولايزال يقع فيها حتى اليوم،مثلما حدث مؤخراً في منطقة عفرين، وهو يمارس على الأرض صلاحياته الممنوحة ذاتياً
ياأبناء شعبنا الكوردي الأبي: إن بلادنا سوريا تمر اليوم بمنعطف دقيق وخطير للغاية، فهناك مدن تُدمَّر، ومساكن تُهدم ومئات العائلات تتهجر من بيوتها، والمجتمع الدولي لايزال يماطل ويعطي نظام القتل والإجرام فرصة تلو فرصة للقتل والتدمير، والمعارضة الكلاسيكية المهترئة لاتزال بعيدةً عن رؤية الحقائق على الأرض، وتتنكر لوجود شعبنا الكوردي بخصوصيته القومية على أرضه التاريخية، الأمر الذي يضعنا جميعاً نحن الكورد أمام مسؤولياتنا التاريخية كتنظيمات سياسية، وتنسيقيات شبابية، وهيئات المجتمع المدني، وعموم أبناء شعبنا الكوردي، لنلتقي على ثوابتنا الكوردستانية السورية من خلال إيجاد آلية لتوحيد مركز القرار الكوردي، الذي لم يعد يقبل التأجيل أوالتسويف، فالآخرون يتربصون بنا من كل جانب، إذا لم نجتمع على كلمة سواء، ولم نوحد خطابنا السياسي، وسقف مطالبنا بما ويتناسب مع حجمنا وواقعنا على أرض الآباء والأجداد، سنضيع بين مطرقة النظام الديكتاتوري الدموي، وسندان العقلية الإقصائية الشمولية للمعارضة المتكلسة المسيطرة حتى اليوم على القرار السياسي خارج إطار تركيبة النظام،وقد بانت على حقيقتها في مؤتمر القاهرة في مطلع الشهر الجاري، وبناءً على ماسبق فإننا نقترح على القوى الكوردية مايلي
أولاً- وقف الحملات الإعلامية بين الكورد، والمباشرة الفورية بتنفيذ مقررات وثيقة التفاهم الموقعة في هولير بين المجلس الوطني الكوردي، ومجلس الشعب في غرب كوردستان، والبدء بالتحضير لعقد مؤتمر وطني شامل يتمثل فيه مندوبون عن كافة الفعاليات والتنظيمات السياسية، والتنسيقيات الشبابية وهيئات المجتمع المدني والمستقلين دون استثناء للخروج بمركز قرار سياسي موحد، وخطاب سياسي يحدد بجلاء موقع شعبنا الكوردي في العملية السياسية الجارية اليوم وفي سوريا المستقبل
ثانياً- إيجاد آلية مشتركة لإدارة الكورد أنفسهم بأنفسهم مرحلياً في مناطقهم بشكل ميداني ريثما تتوضح معالم خطة طريق مستقبلية لسوريا الغد بمشاركة كوردية فاعلة ومؤثرة
ثالثاً - إتخاذ قرار صارم بتحريم الإقتتال الكوردي داخلياً، وتخوين كل من يدفع بهذا الإتجاه
رابعاً - التأكيد على ضرورة استقلالية القرار السياسي الكوردي السوري، وتسفيه ومواجهة العقلية التبعية الدافعة باتجاه آخر
خامساً - مطالبة الأشقاء الكوردستانيين دعم حقوق شعبنا العادلة بكل الوسائل الممكنة دون وصاية عليه
سادساً - مطالبة الأصدقاء في المجتمع الدولي باحترام رأي الشعب الكوردي في تحديد سقف مطالبه بنفسه ضمن سورياالإتحادية التي ينبغي أن تكون ديمقراطية فيدرالية مدنية تعددية دستورية برلمانية ، ودعمها في حوارات ممثليه مع المعارضة السورية التي لم ترتق بعد إلى مستوى الأزمة السورية المتفاقمة ومهام المرحلة المنوطة بها، حتى تتصدى لمسؤولياتها التاريخية بجدارة واقتدار
الهيئة السياسية
5.7.2012 للإتحاد الليبرالي الكوردستاني – سوريا