زينة العلي في الجزء الرابع من مقابر الشوك
الإثنين 02 تمّوز / يوليو 2012, 05:39
كورداونلاين

ما كان ليشي بهم لولا أعين الغدر .. تلك الرؤوس الخائنة التي وضعت باروكة النفاق .. نفوس لئيمة و فطرة خبيثة مغترّة بسرابِ العطاءِ وتملُّقِ الكبار لتنثر بعضاً من فتاتها فوق جيوبهم العفن
هرعوا والعين تلمع في المُقل ، يسطع وميضها في خواطر متزاحمة تجوب قلوبهم .. يمدّون الطرف في كل زاوية من الزقاق المؤدي إلى المدرسة و البيوت بجدرانها تلقي إليهم السمع ! تتملص من حجاب الصمت إلى جحوظ العين و قشعرة الأبدان .. تسلّقوا حاجز خوفهم حتى بلغوا ذروته .. فعاد ينحدر من قمة هرمه ليتجلدوا من فورهم .. همّ كل إلى دوره الذي يتسمّته ويجيده .. استلوا بخاخ الدهان من غمد حقائبهم المتدلية على ظهورهم في خمول كتهدل خديّ عجوزٍ من طرفي وجنتيه .. داهموا حائطاً أبكم أعمى .. ما كان ليشي بهم لولا أعين الغدر .. تلك الرؤوس الخائنة التي وضعت باروكة النفاق .. نفوس لئيمة و فطرة خبيثة مغترّة بسرابِ العطاءِ وتملُّقِ الكبار لتنثر بعضاً من فتاتها فوق جيوبهم العفنة !
كما لو كانوا يتجاذبون الكرة في ملاعبهم ، تجاذبوا الدهان .. وأطنبوا لظهر الحماس اندفاعهم .. تبخرت تلك الأدوار من ذاكرتهم لفرط اشتعال الشمس في دواخلهم .. وخطط بريئة رسمتها دُهمة الليل على أوراق نواياهم الغضة .. كتبوا ما سمعوه بآذانٍ طروبة ٍ من شعارات لم تتعد حدود الألفاظ في أذهانهم .. هكذا فقط تلقوها عن أثير التلفاز ، أحبوها .. فرددوها .. ثم أبدعوا فيها مزيدا .. أخذتهم روح المغامرة إلى أبعد مما حفظوه.. حتى زادوا من دعاباتهم الطفولية ومشاكساتهم الصبيانية التي أودت بهم إلى غياهب غائرةٍ .. تلك التي لا تجد ما ينافسها في الكون كله .. فلا هي مكامن الضباع .. و لا هي جحور الأفاعي .. إنها سجون بلادي