دماء الشهداء الأبرار رسمت طريق المستقبل وحددت مصير هذا النظام والذي سيكون مصيره أسوء مصير لنظام طاغية في العالم
يا أبناء شعبنا الأشاوس
في محاولة للهروب الى الأمام بسبب استخدام كل من روسيا والصين حق النقض في مجلس الأمن لجأ المجلس الى تكليف الأمين العام للأمم المتحدة تسمية شخص ليعمل على تحقيق حل سياسي للأزمة الدامية في سورية .
بعد تسمية السيد كوفي أنان وزيارته للمنطقة أعلن مبادرته لحل الأزمة وأصدرنا بيانا آنذاك أوضحنا فيه أن السفاح بشار الأسد سيرفض هذه المبادرة وسيضع شروطا تعجيزية لتعطيلها .
لم نكن آنذاك نقرأ بالغيب وانما معرفتنا بطبيعة هذا النظام وفي طبيعة نهج وتفكير السفاح بشار الأسد وتصميمه على الاستمرار في نهجه والتمسك بالسلطة بالاضافة الى الدعم السياسي والعسكري والمالي الذي يقدمه له التحالف الايراني الروسي الهادف الى اسقاط الثورة للتحكم بالمنطقة وموقعها الاستراتيجي ومواردها الطبيعية لاسيما النفط واستخدام هذا التحكم في التعامل مع الدول الأخرى لضمان مصالح الدولتين ايران وروسيا .
ومع فشل مبادرة السيد كوفي أنان ونظرا لعجزمجلس الأمن عن اتخاذ قرار حاسم وعدم نضوج فكرة التدخل العسكري لدى الدول الكبرى لانقاذ الشعب السوري فقد قرر مجلس الأمن ارسال مراقبين دوليين لمراقبة وقف اطلاق النار ورفع تقارير الى المجلس .
أعلنا آنذاك فشل هذا التوجه لأن الطاغية ومع اطمئنانه الى استبعاد موضوع التدخل العسكري فقد قرر رفع وتيرة عدوانه على الشعب أملا في القضاء على الثورة وارتفع عدد الشهداء ارتفاعا مريعا وازدادت حدة التدمير في معظم المدن والأرياف السورية مركزا على حمص .
لم نفاجىء باعلان رئيس مجموعة المراقبين تعليق أنشطتهم في سورية لأننا نعرف دور روسيا في تشكيل قوة المراقبين وهدفها اعطاء السفاح بشار الأسد مزيدا من الوقت أملا في أن يتمكن من تركيع الشعب السوري واسقاط الثورة .
ومن الغريب في الأمر البيان الذي أصدره رئيس مجموعة المراقبين الدوليين وساوى فيه بين القاتل والقتيل ,بين المعتدي والمعتدى عليه .
بعد وقت قصير من اندلاع الثورة أصدرنا بيانا طالبنا فيه بتشكيل ائتلاف عسكري دولي خارج الأمم المتحدة لانقاذ الشعب السوري وحمايته .
اللافت من كل هذه الوقائع أن معظم أطراف المعارضة وبينها المجلس الوطني قد اتخذوا مواقفا في جميع هذه المراحل معارضا للتدخل العسكري تحت ذريعة السيادة وتجنب الحرب الأهلية ولا زال هذا الموقف قائما حتى الآن بصيغة جديدة وهي التدخل العسكري في اطار مجلس الأمن وهم يدركون أن أي قرار يتعارض مع مصلحة نظام القتل سيدفع روسيا والصين لاستخدام حق النقض واسقاطه .
اما ذريعة السيادة فهل لسورية سيادة اليوم في ظل هذا النظام ؟
هل ايران وروسيا دولتان عربيتان متعاطفتان مع الشعب السوري ؟
أليست مساعداتهما للنظام تدخلا في الشؤون الداخلية ؟
هل ما يجري في سورية اليوم من أعمال القتل والتدمير لا يشكل عدوانا بأدوات طائفية على الأكثرية الساحقة من المواطنين ؟
واللافت أيضا قبول هذه الأطراف من المعارضة مبادرة السيد كوفي أنان رغم أن الجميع يدرك أنها فاشلة وما قيمة هذه المبادرة التي لم تستطع وقف أعمال القتل والتدمير في سورية وفي الوقت نفسه لم تصدر ادانة واحدة من السيد كوفي أنان لنظام القتل والتدمير .
ومع الأسف فان بعض أطراف المعارضة وافقوا على مبادرة كوفي أنان والحوار مع النظام بند أساسي من بنودها بغض النظر عن ما يقوله هذا البعض أنهم لن يحاوروا النظام .
لم نستطع أن نفهم الترحيب بالمراقبين الدوليين ومنذ الساعات الأولى لوصولهم اشتد القتل والتدمير وعجزوا عن وقف هذا العدوان واخراج الجرحى من حمص ومن ريف حماة .
أيها الأخوة المواطنون
من الأمور الأخرى الخطيرة الملفتة ادعاء المجلس الوطني أنه يمثل الشعب السوري ونسأل المجلس من أعطاه هذه الشرعية ؟
شرعية التمثيل تأتي من اختيار حر من الشعب وهذا لم يحدث .
شرعية التمثيل لا تأتي من دعم هذه الدولة أو تلك فالسوريون هم الذين يقررون مصيرهم .
اذا كانت الانتخابات الحرة متعذرة فتأتي شرعية التمثيل من مؤتمر عام يشارك به ممثلون عن الثوار في الداخل وجميع أطراف المعارضة يضع استراتيجية اسقاط النظام واستراتيجية ادارة المرحلة الانتقالية .
الثورة انطلقت ضد نهج الانفراد بالسلطة ولن يقبل السوريون نهج الانفراد بقرارهم .
السوريون أعلنوا ثورتهم من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية تضمن العدالة والحرية والمساواة بين المواطنين وليس من أجل اقدام هذه المجموعة أو تلك من المعارضة على السير بنهج التفرد والتسلط .
أقدم السوريون على اطلاق الثورة وحددوا أهدافها ولا يحق لأي فريق من المعارضة أن يناور على هذه الأهداف .
أيها الأخوة الممواطنون
صمودكم الذي لم يعرف العالم مثيل له وتضحياتكم الكبيرة خلخلت قواعد هذا النظام القاتل والمجرم ووضعته على حافة الانهيار .
دماء الشهداء الأبرار رسمت طريق المستقبل وحددت مصير هذا النظام والذي سيكون مصيره أسوء مصير لنظام طاغية في العالم .
أنتم نجحتم في وضع هذا النظام على حافة السقوط ومصير سقوطه قريب
أنتم تبنون طريق الأمان لكم وللأجيال القادمة .
وحدة الثورة وتعاضد أطراف المعارضة في الداخل أحد أهم الأسباب في تحقيق صمودكم ونصركم وفي وضع هذا النظام في حالة الانهيار .
عشتم وعاشت سورية حرة
الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية