ألقى كل من الدكتور فاروق إسماعيل والأستاذ خالد جميل محمد محاضرة بعنوان (الحقد والرّياء في كتابة تاريخ الكرد المعاصر)، وذلك يوم الأربعاء 13/6/2012م في مقر المجلس الوطني الكردي - قامشلو.
الحقد
والرّياء في كتابة تاريخ الكرد المعاصر عنوان محاضرة أقامتها جمعية سوبارتو
بدعوة من جمعية
سوبارتو وبحضور مميز لكتاب وسياسيين وصحفيين ومهتمين بالتاريخ من الكرد والسريان،
ألقى كل من الدكتور فاروق إسماعيل والأستاذ خالد جميل محمد محاضرة
بعنوان (الحقد والرّياء في كتابة تاريخ الكرد المعاصر)، وذلك يوم الأربعاء
13/6/2012م في مقر المجلس الوطني الكردي - قامشلو.
المحاضرة تناولت
نموذجاً من الكتب التي تسيء إلى الكرد وتاريخهم، والتي تساهم في ترسيخ ثقافة الكره
والبغض وعدم قبول الآخر المختلف على حقيقته. والكتاب الذي تم تناوله كان معنوناً
بـ (المسألة الكردية في سوريا برؤية حركة الإحياء العربي الديمقراطي) لمؤلفه عبد
المسيح قرياقس.
- مقتطفات من
محاضرة الدكتور فاروق إسماعيل:
- الكتاب يعرض
أفكاراً ذاتية مشتتة مخزونة في ذاكرة المؤلف وفكره منذ زمن، عرضها في هذه المرحلة
التاريخية الاستثنائية برياء واضح؛ فهو يحاول أن يمد للكرد بيده اليسرى وردأً
ذابلاً باهت الألوان أحياناً، ويرشقهم بالحجارة مراراً وبحقد قديم متجدد.
- آمل أن نكون
أمام حالة فردية، لا ظاهرة واسعة النطاق في زمن يتنادى خلاله السوريون جميعاً من
أجل سوريا حرة ديمقراطية لكل السوريين.
لعل من أبرز ما يثيره من حقد وفتنة
يرد في حديثه عن تحول "القامشلي من عاصمة للقومية السريانية إلى عاصمة
للقومية الكردية" كما ورد في عنوانه. والعنوان قد يوحي بانزعاجه من هذا
التحول دفاعاً عن هويها السريانية ولكنه في حقيقة الأمر يكره الوصفين معاً، ويتهم
الطرفين بضعف الرابط الوطني وروح المواطنة. ولكنه لا يخفي استياءه من ازدياد دور
الكرد فيها اقتصادياً وثقافياً وعلمياً.
-
يظهر لدى الكاتب تجليات الفكر الطوراني الذي نادى أنصاره بصهر جميع
الشعوب وتتريكهم، وتوسيع الحدود لخلق إمبراطورية أمة تركية واحدة (ذات رسالة عظيمة
وأبدية) تدعى طوران، تتكلم لغة واحدة، وتدين بدين واحد. فجوهر الفكر الطوراني هو:
أمتي، قوميتي مقدسة، أما أنت أيها الآخر فلا يجوز لك أن تفكر بقوميتك، فإن فعلت
فإنك لست وطنياً. يتجلى هذا لدى الكاتب: في العنوان يحدد بأنه يعرض "رؤية
حركة الإحياء العربي الديمقراطي". و"الإحياء" هنا مرادف
"البعث" تماماً. فمن حقه أن ينادي بالإحياء العربي، ولكنه يستنكر أن
تكون هناك أحزاب للإحياء الكردي أو الآثوري الديمقراطي في بلد عربي يقوده حزب
ينادي بالأمة العربية الواحدة ذات رسالة خالدة.
- أهم ما في
الكتاب هو أنه نبهنا إلى أمور كثيرة أهمها :
1-
وجود تيار من المرائين الحاقدين في مدينتنا، يزعمون أنهم حريصون على
السلم الأهلي، وهم ليسوا كذلك إطلاقاً.
2-
عرّفنا المؤلف على كثير من الحيل والمؤامرات والأحقاد تجاه الكرد
والآثوريين، ونبّهنا إلى ضرورة التعاون الوثيق بيننا، وإلى التحرك بقوة نحو الأخوة
العرب الطيبين، وهم كثر.
مقتطفات من
محاضرة الأستاذ خالد جميل محمد:
- إذا كانَ
الاضطرابُ يعني التحرُّكَ على غيرِ انتظامٍ فإنَّ هذا النعتَ يوافقُ طبيعةَ خطابِ
الكتابِ المذكورِ ونهجَه وأطروحتَه، وهو خطابُ استفزازٍ لا خطابُ حوارٍ، حيث بدأه
المؤلف منذ الأسطر الأولى بادِّعاء أنَّ دفاع أهله عن قلعتهم (آزخ) كان أسطورياً،
وأن اتفاقية سايكس بيكو جعلتهم يهربون "من الظلم التركي والخوف الأزلي من
جوارهم الكردي"، جازماً بذلك أن الكُردَ سببُ خوفهم الأزلي، حيث تحقق هروبهم
نتيجة عاملين جمع بينهما، وهما: "الظلم التركي والخوف الأزلي" من
الكُرد، دون أن يبيّن طبيعة تلك السِّمة الأسطورية لدفاع أهله الذين هربوا من
هناك، ودون أن يبيّن أنَّ الكُرد الذين أدانهم وجعلهم في موضع اتهامٍ لم يكونوا
يوماً، سابقاً أو لاحقاً أو راهناً، في موقعٍ يخوّلهم إقرارَ حُكْمٍ أو إعلانَ
حربٍ أو إدارةَ سُلطة في كلٍّ من الدولة العثمانية أو التركية أو السورية.
- يظهر اضطراب
الخطاب في التناقض الحاصل بين موقف الاتهام الـجُزافِ في فقراتٍ عكستْ (خوفَ أهلِه
الأزليَّ من الكُرْد!)، وبين الاعتدادِ بالكُرد وأصالتهم وعراقتهم في فقرات أُخرى،
والتأكيدِ على أنَّ التاريخَ "حتى منتصف القرن العشرين" لم يسجِّل
"أنهم قاموا بأي عملٍ فيه إساءةٌ أو إضرارٌ بتاريخ هذه الأمة" وهو يعني بها الأمةَ العربيةَ التي انتحَلَها
الكاتبُ ودانَ بـحزبـِها البعثيِّ وبوحدتها وبرسالتها (الخالدةِ!)، وهو المسيحيُّ
السريانِـيُّ معلناً انسلاخَه من أصلِه، وانتسابَه إلى العروبَـويَّةِ
القَوْمَـجِــيَّةِ بـحُجَّة محاربة ما سمّاه العنصريةَ المتمثلةَ في حبِّ الإنسانِ
أصلَه القوميَّ.
- ازداد إذكاء نار
الفتنة في الكتاب في أثناء حديثه عن أحداث الثاني عشر من آذار 2004 حيث كان الكرد
ضحية مخططاتٍ أمنية تنكَّر لها الكاتب، واتهم الكرد بافتعال تلك الأحداث، مظهراً
نواياه في تجديد الخلافات بين الكرد وإخوانهم العرب الذي وحدتهم الثورة السورية في
أسمى أهدافها، محاولاً تذكير الطرف العربي بالدور الكرد الذي نعته باللاوطنية
والارتباط بالخارج، ساخراً من مظاهر تشييع الكرد جنازات شهدائهم الذين لم يتهم
الكرد أخوانهم العرب بقتلهم، بل وجهوا التهمة موثَّقةً إلى النظام والعصابات التي
حرّكها حينذاك.
وختاماً: جدير بالذكر أن الحضور كان لهم مساهمة فعالة في إغناء
المحاضرة من خلال مداخلاتهم القيمة والمتنوعة.
لمعرفة المزيد عن المحاضرة وأجوائها يمكنكم متابعة صفحة الجمعية على
الرابط:
www.facebook.com/subartukomele
للمشاركة بمداخلات يمكنكم إرسال الرسائل البريدية على العنوان:
subartukomele@hotmail.com