جنبلاط: مع الحل اليمني للأزمة السورية
الأحد 03 حزيران / يونيو 2012, 19:37
كورداونلاين

اتفقنا جميعا على مواجهة الاستعمار وهناك دروز يتعاملون مع النظام السوري وهناك من يرفضون النظام ولا يتعاملون معه وهؤلاء مواطنون قبل كل شيء
وضع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط «وصفة» لمعالجة الوضع في سورية على شاكلة الحل اليمني، واصفا ما يحدث هناك بأنه مأسوي.
وإذ حذر جنبلاط في لقائه أمس أبناء من الجالية اللبنانية التقوا في حفل تكريمه بمناسبة زيارته الى الكويت، من مخاوف انتقال الأزمة السورية الى لبنان، طالب بتنظيم الخلاف (اللبناني) من خلال الحوار لأنه بغير هذه الوسيلة لا يمكن أن نحقق التوافق وعلينا مواجهة الحدث الأمني وتنظيم الخلاف ومنع انتقال الأزمة السورية الى لبنان.
ووجه جنبلاط الشكر الى سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد «الذي عاصرناه منذ اكثر من 35 عاما، والذي له الفضل في إنهاء الكثير من الازمات اللبنانية ومد يد الحلول لها».
ووصف جنبلاط الوضع السوري بـ «المأسوي»، لافتا الى أنه كان بالامكان تطبيق حل انتقالي لانقاذ سورية من المحنة وإبعاد الفوضى عنها، والحرب الاهلية أيضا.
وعن انعكاسات الوضع السوري على لبنان قال جنبلاط ان لبنان تعرض الى «انقسام عمودي، فهناك من يؤيد الثورة السورية وهناك من يؤيد النظام السوري»، مؤكدا حتمية الاتفاق السياسي الذي يكون بالحوار» رافضا أن يكون عنوان الانقسام العمودي «سنيا - شيعيا».
وقال «في الوقت الراهن فإن سورية تلتهب ويجب على الدول المؤيدة للنظام السوري وضع حل كالحل اليمني».
وإذ حذّر من مخاوف انتقال الأزمة السورية الى لبنان، طالب جنبلاط بتنظيم الخلاف بالحوار «وبغير هذه الوسيلة لا يمكن أن نحقق التوافق. علينا مواجهة الحدث الامني وتنظيم الخلاف ومنع انتقال الازمة السورية الى لبنان».
وقال جنبلاط ان هناك اليوم مراهنة على سقوط النظام السوري، الذي سيضعف سقوطه «حزب الله» ولكن ربما لا يسقط النظام السوري، ثم هل من الواجب استخدام القوة مع «حزب الله» الذي سجل ملاحم بطولية في الدفاع عن الجنوب؟
وأكد: «نحن كلبنانيين نستطيع تجنيب البلاد أي حدث قد تمر به كما فعلنا في السابق». وأضاف: «نحن مسؤولون عن البلاد والأوضاع السياسية ويجب أن نجد حلا سياسيا وأن نزيل الشروط المسبقة للحوار ونتفق على الأساسيات ولا نضيع في التفاصيل».
وعن السلاح في لبنان قال جنبلاط «هناك سلاح فردي وهناك سلاح كبير، ويجب الا يستخدم السلاح داخل لبنان بل في مواجهة اسرائيل».
وحيا جنبلاط نداء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أجل عقد طاولة الحوار. وردا على سؤال قال: «أنا عربي قبل أن أكون درزيا، واتفقنا جميعا على مواجهة الاستعمار وهناك دروز يتعاملون مع النظام السوري وهناك من يرفضون النظام ولا يتعاملون معه وهؤلاء مواطنون قبل كل شيء».
ودعا جنبلاط الجالية اللبنانية إلى ضرورة احترام قوانين دولة الكويت، آملا «ألا تنتقل امراض الديموقراطية اللبنانية إلى الديموقراطية الكويتية».
وعن الانتخابات اللبنانية قال إن «الحديث عن الانتخابات مبكر وهو يشبه الحديث عن جنس الملائكة، والآن لدينا هاجس أمني، وسأدخل الانتخابات، ولا يهم إذا سقطت في الانتخابات لانها ليست مهمة بل البلد هو الاهم».
وشدد على أن «لا أحد يستطيع الغاء الآخر بأي وسيلة كانت، وحتى بالسلاح لا يمكن ذلك، وفي التاريخ شواهد وأحداث أكدت وأثبتت بأنه لا يمكن إلغاء الآخر بأي طريقة، والحل العسكري لا يمكنه إلغاء الآخر والسلاح ليس حلا بل هو لمواجهة اسرائيل».
وقال جنبلاط: «في الوقت الراهن يجب ان نجلس على طاولة الحوار، ولاحقا اذا كان هناك تطوير للنظام السياسي فلا مانع، ولكن الآن نحتاج الى مواجهة المشكلة الأمنية ومنع انتقال الازمة السورية إلى لبنان».
وأشار الى أن الازمة السورية دخلت طرابلس «ونأمل من عقلاء طرابلس التدخل لحل هذه الازمة». وأضاف: «عندما ندخل الجيش للأزقة وللشارع فإن هذا الوضع يشكل خطرا عليه، وخير شاهد ما حصل مع أكبر جيش بالشرق الاوسط وهو الجيش السوري والعريق».
وشدد: «اذا رضينا بالانقسام وفقا لسني وشيعي فإننا نكون قد وقعنا بالفخ».
ووصف جنبلاط الحكم الصادر على الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بانه «عادل بالنسبة له وغير عادل بالنسبة للضحايا والشهداء، وكذلك الحال مع الحكم الذي صدر على حبيب العادلي ونجلي حسني مبارك جمال وعلاء. وأعتقد أن الحكم الصادر على مبارك استند على قرائن ولكنه استند على السياسة بشكل أكبر». |
المصدر: الراي | التاريخ: 6/3/2012 |