الإربعاء 12 شباط / فبراير 2025, 04:16
الشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي




تكبير الحروف : 12 Punto 14 Punto 16 Punto 18 Punto
الشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي
الجمعة 01 حزيران / يونيو 2012, 04:16
كورداونلاين
بعد مرور ثلاثة اسابيع و في 1/6/2005 عثر على جثة الشيخ في احدى مقابر دير الزور و عليها علامات تعذيب شيع حوالي نصف مليون كردي في القامشلي الشيخ محمد معشوق الخزنوي الى مثواه الاخير

هو محمد معشوق ابن الشيخ عز الدين الخزنوي. ولد في قرية تل معروف التابعة لمدينة القامشلي- سوريا في25-1-1957  ميلادية، كما دون ذلك والده على طرف كتاب من كتب الفقه.

وهو سليل عائلة كردية تعرف بالخزنوية، نسبة إلى الجد الشيخ أحمد الخزنوي الذي كان يمارس دعوته انطلاقاً من قريته خزنة التي نسب إليها فيما بعد, وهذه العائلة تعتبر من أهم المرجعيات الدينية، إن لم تكن أهمها في منطقة كردستان قاطبة، بل امتد نفوذها فيما بعد إلى شتى البلاد التي هاجر إليها الأكراد بما في ذلك أوروبا.

 

والشيخ أحمد الخزنوي، الذي تنتسب هذه العائلة إليه، هو فقيه وداعية إسلامي كبير ومربي مشهود له في المنطقة، توفي سنة 1950 ميلادية في تل معروف، ودفن فيها بناءً على وصيته التي أوصى فيها من جملة ما أوصى بأن لا يبنى على قبره، ولقد عاش رحمه الله حياته زاهداً متعففاً مع أنه كان قد هيأ كل الإمكانيات المادية اللازمة للدعوة، مسخراً أهله وأصحابه في ذلك حتى لا يكون الداعية عالة على أحد في دعوته، وبالتالي حتى يحافظ على استقلاليته في دعوته. وقد قضى الشيخ حياته وهو يدعو إلى الدين والأخلاق والفضيلة والإصلاح، وإليه يعود الفضل في انتشار العلم والدين والخلق الكريم في ربوع البلاد, الأمر الذي منحه مكانة عظيمة بين السكان عموماً، والأكراد منهم خصوصاً، وذلك في حياته وكذلك بعد مماته رحمه الله تعالى، الأمر الذي أتاح للكثيرين من أهله أو أتباعه أن يستثمروا علاقتهم معه أو نسبتهم إليه بشكل غير سليم وأحياناً بشكل يتناقض مع منهجه.

 

المسيرة العلمية:

درس الدكتور محمد معشوق الخزنوي مبادئ العلوم الشرعية على مجموعة من أهل العلم، وفي مقدمتهم والده الشيخ عز الدين الخزنوي رحمه الله تعالى، ثم بعد ذلك في المعهد الشرعي الذي أسسه جده في قرية تل معروف إلى جانب دراسته النظامية في مدارس الدولة التي نال منه الإعدادية عام /1974/ ميلادية والثانوية العامة – الفرع الأدبي عام /1977/ ميلادية، كما انتسب إلى معهد إسعاف طلاب العلوم الشرعية بباب الجابية في دمشق، والذي كان يعرف آنئذٍ بمعهد الأمينية، فقُبل في السنة الأخيرة لتميُّزه على أقرانه ونال شهادتها عام/1978/ ميلادية بتقدير ممتاز، ولذلك رشحته إدارة المعهد لاستكمال دراسته في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، حيث حصل منها على درجة الليسانس في الشريعة الإسلامية عام /1984/ميلادية، وعمل بعدها في مجال الدعوة مدرساً وخطيباً في المساجد والمعاهد الشرعية في أكثر من منطقة في سوريا, الأمر الذي أخذ عليه جل وقته، بل أعاقه عن استكمال دراسته العليا حتى استدرك ذلك في وقت متأخر حيث نال درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية عام 2001 ميلادية عن أطروحته (الأمن المعيشي في الإسلام). وكذلك نال درجة الدكتوراه أيضاً في الدراسات الإسلامية عن أطروحته (التقليد وأثره في الفتن المذهبية).

 

منهج الشيخ :

الدكتور محمد معشوق الخزنوي هو طالب علم وباحث في الدراسات الإسلامية، ويهتم أساساً بقضايا تصفية العقيدة مما شابها، وإحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقيدة والعبادة والسلوك، وترسيخ مفهوم أن الدين قد أكمله الله وأتمه بالنبي الخاتم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولذلك فهو توقيفي لا يزاد فيه ولا ينقص، بل الزائد فيه أخو الناقص، ولذلك فالابتداع في الدين ضلالة, كما أن الشيخ يعمل بجد ونشاط في مجال التجديد ودراساته مع بعض الأخوة في الله، وهو لا يفهم التجديد إنشاء وإحداث، وتشريع الجديد للأمة بمقدار ما يفهمه إعادة القديم إلى جِدتّه، والحالة التي كان عليها قديماً بعيد عما ألصقه الناس به، اللهم إلا في ما يستجدُّ في حياة الأمة من أمور لم يشرع الشارع لها أحكاماً تفصيلية فحينئذٍ يحدث للأمة ما تحتاج إليه من أحكام استنباطاً من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. والشيخ ليس له موقف مسبق من أي مصطلح تستعمله الأمة أو بعض أفرادها حتى ينظر فيما يعنون به ويقصدون مع الوقوف عند الوسائل المستعملة للحصول إلى ما يرسمون من غايات، وعلى هذا الأساس يحدد موقفه من الصوفية وغيرها, فإن كان التصوف سلوكاً وأخلاقاً وتربيةً مضبوطاً كل ذلك بضوابط الشرع، فمرحباً بهذا التصوف وإن كان التصوف – وكما نشاهده– تعظيماً للقبور وطوافاً بها واستغاثة بعظامٍ رُمّت هي أحوج إلى الأحياء من حاجة الأحياء إليها، فالشيخ يبرأ إلى الله ويتبرأ منها ومن أتباعها مع عدم يأسه من رحمة الله في هدايته إياهم، ولذلك يبقي على قنوات الحوار مفتوحة معهم كما مع غيرهم من أتباع الطوائف والمذاهب التي تنتسب إلى الإسلام، بل مع أبناء الديانات الأخرى التي تعيش معنا على أرض هذا الوطن، حفاظاً على اللحمة الوطنية وقمعاً للفتن. هذا؛ ويمكننا أن نلخص منهج الشيخ فيما يلي :

 

1- في العقيدة: ينهج منهج السلف الصالح في كليات العقيدة وجزئياتها، ويتوقف عند حدود الوارد في كتاب الله والصحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفق ما فهمه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتابعوهم بإحسان، وكما دون ذلك أئمة الهدى في القرون المفضلة الأولى، بعيداً عن كل ما خاض فيه المتكلمون مؤخراً، ورائده في كل ذلك ما حفظه عن أشياخه في صباه: وكل خير في إتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف

 

2- في الفقه: يفرق الشيخ بين طالب العلم وغيره، ولذلك هو يرى أن ذمة العامي تبرأ بإتباع رأي أحدٍ من أهل العلم لأن هذا هو وسعه، وخاصة أئمة المذاهب الأربعة الذين دون فقههم وضبط بضوابطه كالإمام أبي حنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد، ولكنه في الوقت نفسه لا يجوز ذلك لطالب العلم الذي بإمكانه تتبع الأدلة، ولذلك فالشيخ وإن كان شافعياً في قراءاته الفقهية الأولى إلا أنه لا يلتزم بمذهبه إلا ما كان الدليل يؤيده، وهذا هو عين وصية الشافعي رحمه الله تعالى حين قال: «إذا رأيتم قولي يخالف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضربوا بقولي عرض الحائط» وفي حال صحة أكثر من رأي واحدٍ من حيث الدليل؛ فالشيخ يحث المسلم على اختيار الأحوط من الآراء وأبعدها عن الشبهة إذا كان الاختيار في حق النفس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، وأما إذا كان الاختيار في حق الجماعة والأمة، على سبيل الفتوى، فالشيخ يرى أن على المفتي أن يختار أيسر الأقوال وأقربها إلى تحقيق مصالح الأمة، فما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما . وعلى هذا الأساس يرى ضرورة التجديد في الفتوى لأن مصالح الأمة تتبدل بتبدل الأحوال والأزمان وما كان يحقق المصلحة في زمن قد لا يحققها في زمن آخر.

 

3- في التربية والتزكية والسلوك: يرى الشيخ ضرورة ذلك كله على اختلاف أسماءها، بما في ذلك تلك الأسماء المستحدثة كالتصوف أو غيره، فالمهم هو حقيقة المسمى دون اسمه والعاقل لن يمنعه اسم مستحدث عن التعاطي مع حقيقة شرعية مضبوطة بضوابطه المعروفة والواردة في الكتاب والسنة، ولكن الشيخ في الوقت نفسه يصر على منع أي استغلال لأسماء واردة في الكتاب والسنة من أجل تجييرها لغايات في أنفس القوم، وبالتالي فلا يمكن للتربية أن تُنال من خلال طلاسم الصوفية وألغازهم، كما أن الابتداع في الدين لا يمكن أن يكون قنطرة للتزكية، فضلاً عن الألفاظ الشركية التي يتعاطاها بعض أصحاب الطرق الصوفية، فالغاية في ديننا لا تبرر الوسيلة، بل إن الشارع الحكيم الذي حثَّ على الغاية رسم الطريق، أو على الأقل حدد المعالم وضبط الحركة وبين الخطوط الحمراء، فما جعل الله شفاء أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما حرم عليهم، فضلاً عن عبادة الأشخاص وتقديسهم والاستغاثة بالأموات والاستعانة بهم واستعباد الأحياء واستغلالهم بعد تخديرهم، حتى صار الكثير من أعدائنا يتهمون ديننا بأنه أفيون الشعوب من خلال سلوك وتعليمات هذه الطرق، التي هي بالفعل أفيون للمريدين وغسيل لأدمغة الأتباع حتى يسهل على قادة هذه الطرق سوق الأتباع سوق النعاج.

 

 

وكان الشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي قبيل استشهاده :

1- يدير مركز احياء السنة للدراسات الاسلامية الذي أسسه في قامشلو كمجمع لنشاطاته الدعوية الاصلاحية العلمية والاجتماعية والصحية والوطنية

2- خطيبا في جامع البر الاسلامي في قامشلو

3- عضو مجلس امناء القدس ببيروت

4- عضو مجلس امناء الدراسات الاسلامية بدمشق

5- عضو اللجنة السورية للعمل الاسلامي-المسيحي المشترك

6- عضو مؤسس لرابطة الكتاب التجديديين

7- عضو لجنة حقوق الانسان الكوردية ماف

8- عضو اتحاد المثقفين الكورد

استشهاده

اختطف الشيخ محمد معشوق الخزنوي من مقر إقامته قرب دمشق صباح يوم الثلاثاء (10/5/2005) وعلى الرغم من نفي وزير الداخلية السوري أن يكون الشيخ الخزنوي معتقلاً لديهم حينها إلا أن كل البصمات تشير إلى أنه كان معتقلاً لدى إحدى الأجهزة الأمنية السورية بحسب ما صرحت به اللجنة السورية لحقوق الإنسان و بعد مرور ثلاثة اسابيع و في 1/6/2005 عثر على جثة الشيخ في احدى مقابر دير الزور و عليها علامات تعذيب شيع حوالي نصف مليون كردي في القامشلي الشيخ محمد معشوق الخزنوي الى مثواه الاخير في مقبرة قدور بك في القامشلي .

اسباب اغتياله

في الذكرى السنوية الاولى لتابين الشهيد فرهاد صبري الذي استشهد تحت التعذيب او كما يعرف بشهداء انتفاضة الاكراد في 12 آذار من عام 2004  القى  حينها خطبة عصماء اصبحت اشهر من نارعلى علم قال فيها ( لن نسمح اليوم بان تنسوا شهدائكم) (يجب ان نحول الموت الى حياة) ( الحقوق لاتوهب صدقة انما الحقوق تؤخذ بالقوة) كما كان ينبه مرارا بان عصر استعباد الاحرار وسلب وهضم حقوقهم قد ولى دون رجعة وبان هذا الشعب الكبير الذي انجب احمد وغيفارا وادريس ومحمد وفرهاد وسيوان ....الخ لا يستحق ان يعيش مكبلا في ذل وهوان.

التفت الشارع الكردي حول الشيخ محمد معشوق الخزنوي كونه من رجال الدين القلائل الذين طالبوا بالحقوق القومية للأكراد و خلال فترة قصيرة اصبح للشيخ تأثير في الشارع الكردي اكثر من الاحزاب السياسية الكردية كونه كان على مسافة من جميع الاطراف السياسية الكردية و لم يعمل تحت امر اي جهة و كان يسعى لتوحيد الصف الكردي . و خلال الانتفاضة الكردية في سوريا 2004 كثف الشيخ من نشاطه

 

المصادر :

 www.khaznawi.com

http://www.rojava.net

http://ar.wikipedia.org

http://anhri.net/syria/shrc/2005/pr0601.shtml

http://www.kurdonline.info

1370.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات