لايزال المجتمع الدولي يشهد خلافاً حاداً بين مختلف أطرافه حول طريقة التعامل مع تطورات الوضع في سورية وفي هذا الإطار، أصر الإتحاد الأوروبي على موقفه الداعم لخطة المبعوث الدولي – العربي كوفي أنان، والتي تحتوي ست نقاط كوسيلة وحيدة لتحريك الأمور والخروج من الأزمة في هذا البلد

كما ركز التكتل الأوروبي "الموحد" على رفضه لأي خيار عسكري، "الحل العسكري في سورية ليس مطروحاً بالنسبة للإتحاد الأوروبي"، حسب تعليقات مايكل مان، المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون

وأوضح المتحدث أن الإتحاد الأوروبي يتابع مشاوراته مع كافة الأطراف الدولية لدراسة طرق التصرف حيال ما يحدث في سورية، "سنبحث الملف السوري مع القادة الروس خلال القمة المقررة الأسبوع القادم، فنحن نعرف مدى التأثير الروسي في سورية"، وفق كلامه

أما موقف وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز، فيبدو مختلفاً، إذ يوجه هذا الأخير إنتقادات للتحرك الأوروبي والدولي تجاه دمشق، "إن كل ما تم إتخاذه ضد دمشق من عقوبات وضغوط دبلوماسية لا تبدو كافية، على الرغم من أهميتها، لإلزام النظام السوري على إحترام تعهداته"، على حد قوله

وعبر ريندرز عن قناعته بأن خطة أنان لم تلق النجاح المطلوب، مطالباً بالتحرك نحو تدخل مباشر في سورية، "لا يعني هذا الأمر تدخلاً على النمط الليبي بالضرورة، بل يمكن أن يكون تدخلاً عبر تأمين إشراف عسكري أممي على وقف إطلاق النار وتمرير المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة بالصراع"، وفق كلامه

هذا ويقر الوزير البلجيكي بضرورة توفر إجماع دولي من أجل تحقيق هذا الهدف، ما يجعل الأمر غير ممكن عملياً بسبب إصرار موسكو وبكين على إستبعاد أي حل يخرج عن خطة أنان حالياً

وكان الولايات المتحدة الأمريكية قد تحدثت أمس عن "إمكانية" أن يتم بحث الملف السوري، خارج مجلس الأمن

ومن ناحية أخرى، تتفق كافة الأطراف الدولية، بما في ذلك الإتحاد الأوروبي، على ضرورة إجراء تحقيقات شاملة وفورية لكشف حقيقة أعمال العنف الأخيرة التي حدثت في البلاد وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة

ويدعو الإتحاد الأوروبي الحكومة السورية إلى توفير كافة التسهيلات للجنة تحقيق مستقلة للكشف عن هوية مرتكبي الجرائم، خاصة المجزرة التي حصلت قبل أيام في منطقة الحولة، والتي أثارت ردود فعل دولية غاضبة

( آكي)