ختتم مؤتمر "دور منظمات المجتمع المدني في مستقبل سوريا " أعماله بنجاح، يوم الخميس المصادف ل 24 أيار 2012 في قاعة المؤتمرات بفندق جوارجرا في أربيل
أختتم مؤتمر "دور منظمات المجتمع المدني في مستقبل سوريا "
أعماله بنجاح، يوم الخميس المصادف ل 24 أيار 2012 في قاعة المؤتمرات بفندق جوارجرا
في أربيل عاصة إقليم كردستان، برعاية منظمة التنمية المدنيةCDO)) و مجموعة لندن القانونية(LLG)، بهدف دعم نشاطات منظمات المجتمع المدني في سوريا و غرب
كردستان، و تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في ترسيخ الأسس الديمقراطية في سوريا
المستقبل.
و حضر المؤتمر مجموعة من منظمات المجتمع المدني و منظمات حقوق الإنسان السورية و بعض منظمات
المجتمع المدني في إقليم كردستان، بهدف
تقديم الدعم لمنظمات المجتمع المدني في سوريا و المساهمة في تنمية قدرات الكوادر
العاملة في هذه المنظمات.
بدأ المؤتمر أعماله مرحبا بالضيوف من قبل راعيي
المؤتمر: منظمة التنمية المدنية CDO))متمثلة في رئيسها ( عطا محمد) ومجموعة
لندن القانونية متمثلة في مبعوثتها( كاتريونا فاين)و ( ربيكا أيمرسون)، تبعها عقد حلقة خاصة للتعارف بين الحضور.
و تضمن برنامج المؤتمر محاور عديدة هامة من بينها ندوة مفتوحة حول وضع
المجتمع المدني في سوريا، شارك فيها كل من الكاتبة والصحافية " دلشا
يوسف" ممثلة رابطة الكتاب و الصحفيين الكرد في إقليم كردستان و ممثلة منظمة
حقوق الإنسان- ماف، و "هوزان خليل عفريني"
ممثل المنظمة الكردية – الكندية لحقوق الانسان
في إقليم كردستان، و "د. جاويدان كمال" ممثل مبادرة مساندة غرب كردستان.
و في المحور الثاني من برنامج المؤتمر ألقت كل من (كاتريونا فاين) و (
ريبيكا أيمرسون) من مجموعة لندن القانونية و ( بختيار أحمد )من منظمة CDO) ) محاضرة مشتركة حول المعالم الرئيسية لمنظمة مدنية فعالة.
و بعد ذلك تم فتح حوار مفتوح بين المشاركين حول القضايا المتعلقة بكيفية
تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في سوريا و آلية الحصول على الدعم المعنوي و
المادي من المنظمات الخارجية.
و في محور آخر ألقت السيدة ( ريبيكا أيمرسون) محاضرة حول المنظور الجندري
لمجتمع فعال مشارك في بناء الديمقراطية، تطرقت فيها إلى أهمية دور المرأة و تفعيل
مشاركتها في بناء مجتمع مدني و ديمقراطي متكامل.
و في المحور ما قبل الأخير من برنامج المؤتمر، تم النقاش حول كيف يكون
المجتمع المدني السوري مؤثرا في رسم مستقبل سوريا، و أدير النقاش من قبل الناشط
المدني بختيار أحمد (منسق المشاريع في
منظمة التنمية المدنيةCDO)).
و في نهاية المؤتمر تم النقاش حول عدة
بنود تتعلق بكيفية تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في سوريا، كي تلعب دورا أساسيا
في رسم مستقبل سوريا، من بينها العمل على تقوية عملية "التشبيك" بين
المنظمات المدنية داخل سوريا و خارجها، و بالتالي سبل إنفتاح المنظمات المدنية
على المنظمات العالمية و الدولية، و كيفية الحصول على ممولين دوليين، من أجل تفعيل و تنمية قدرات الكوادر
العاملة في مجال منظمات المجتمع المدني.
و خرج المؤتمر بقرارين هامين هما:
1-
تأسيس لجنة من المشاركين في المؤتمر تتلخص مهامها الأساسية في
تعريف منظمات المجتمع المدني في سوريا و
الإتصال بهم جميعا.
2-
أن تعمل هذه اللجنة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني الأخرى
في سوريا من أجل عقد مؤتمر يشارك فيه كافة منظمات المجتمع المدني في سوريا، و
تتكفل منظمة التنمية المدنيةCDO – مقرها في السليمانية – تكاليف عقد المؤتمر
في إقليم كردستان العراق.
ملحق:
الكلمة
التي ألقتها الكاتبة و الصحافية ( دلشا يوسف) ممثلة رابطة الكتاب و الصحفيين الكورد في سوريا و ممثلة منظمة حقوق الإنسان –
ماف، في
المؤتمر:
أيها الحضور الكريم:
في البداية أشكر منظمة التنمية المدنية ( CDO ) و مجموعة لندن القانونية ( LLG) في تحضيرهم ورعايتهم لهذا المؤتمر الهام، كمبادرة أولى من نوعها
في طريق تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في سوريا في الوقت الراهن. كما أشكر
المنظمات المدنية الكردية في إقليم كردستان التي تكلفت عناء الحضور كدليل ملموس
على رغبتهم في تقديم الدعم المادي و المعنوي لمنظمات المجتمع المدني في سوريا، في
هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها الشعب السوري بكافة أطيافه و قومياته.
يسرني أن أقف
أمامكم اليوم، لأمثل إحدى منظمات المجتمع المدني السورية، وهي رابطة الكتاب
والصحفيين الكرد في سوريا، والتي تأسست في داخل الوطن، بعيد انتفاضة الشعب الكردي
في سوريا2004، ضد النظام الدكتاتوري الدموي الذي ترون جميعاً، كيف أنه يحقق الرقم
القياسي الأعلى في الخط البياني، في عالم إراقة الدم، وحرق الأخضرواليابس، وبلغ
عدد الضحايا في سوريا، من جراء عدم رضوخ النظام الحاكم في دمشق حوالي 15 ألف شخص، من بينهم الأطفال،
والنساء، والشيوخ والشبان، وليس بيننا من هوبحاجة إلى معرفة ذلك، لأن ثورة الاتصالات
جعلت المعلومة مبذولة بين أيدينا جميعاً، ناهيك عن عشرات الآلاف من المعتقلين،
ومجهولي المصير، ومئات الآلاف الذين اضطروا للهجرة إلى دول الجوار، ومن هنا، فإن لقاءنا هنا، عبرإحدى
ورش المجتمع المدني، التي تجعل من سوريا نواة أعمالها، فإنه لأمرجد مهم، وخطوة
مهمة، لتشريح واقع المجتمع المدني في سوريا، في ظل نظام الحكم الشمولي على امتداد
بضعة عقود، وبالتالي في ظل الثورة السورية التي بدأت منذ15 آذار2011 ولاتزال
مستمرة، حتى الآن.
بداية، أود أن أسلط
بعض الضوء على واقع المجتمع المدني في
سوريا، حيث أن هذه الكلمة غريبة عن قاموس الحياة السورية التي تحول فيها بلد كامل،
من حوالي24 مليون نسمة إلى سجن كبير، إذ ابتكرحزب البعث أشكالا ممسوخة عن المنظمات
المدنية مثل الاتحاد النسائي، أو اتحادي الفلاحين والعمال، أو النقابات المهنية أو
الحرفية ومن بينها اتحاد الكتاب العرب والاتحاد العام للصحفيين السوريين، أو اتحاد
شبيبة الثورة، أو طلائع البعث، أو الاتحاد الوطني لطلبة سورية، حيث أن جميعها أشبه
بثكنات عسكرية لقمع المجتمع المدني، وتلعب الدورنفسه الذي يلعبه أجهزة الأمن،
وفروع البعث، بل تنسق معها، لأنها تؤسس بموجب قرارات من هذه الأجهزة، بدلاً من أن
تكون ملاذ المواطن السوري، وصوته، في كل جهة من هذه الجهات، أما في ما يتعلق
بمنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، فهي غيرمرخصة وإن كان بعض الناشطين
السوريين قد أسس نواة بعضها، ولعلكم تدرون كيف تمت مواجهة هذه الجهات غيرالمرخصة
بالعنف، من خلال السجون، وتشويه السمعة، واتهامها بالتبعية، أو غيرذلك، مع أن
المنظمات السورية المذكورة ترفض التمويل، بل إن أغلبها نشأ على فكرة رفض التمويل،
والاكتفاء بالتمويل الذاتي لمواصلة نشاطاتها.
لقد أطلقت في سوريا لجان المجتمع المدني، كما
أطلقت بعض منظمات ولجان حقوق
الإنسان، ومن بينها منظمات كردية، وإن هذه المنظمات تعرضت للضغوطات الهائلة، من
قبل الجهات الأمنية، وهناك منظمات من بينها تعرض أغلب أعضائها للإعتقال أو
التحقيق، ومنع السفر، ومحاربة اللقمة، وكانت منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف،
التي لي شرف العضوية فيها قد تعرض زملاؤنا فيها للإعتقال، والتهديد، وإن كانت
المنظمات جميعها ومن خلال بعض الناشطين الشجعان فيها لم يستسلموا لآلة الخوف،
ورصدوا الانتهاكات التي تمت، بمهنية عالية، وهنا أعني عدداً من هذه المنظمات،
ومنها ما لايزال مستمراً في تغطية يوميات الثورة السورية، بالمهنية ذاتها. ولقد اعتقل عدد من الزملاء في منظمتنا،
منهم من توقف لوقت قصير، ومنهم من اعتقل لفترات طويلة كالزميل عبد الحفيظ
عبدالرحيم، كما اعتقلت الزميلة نادرة عبدو ومحمود عمر و رئيس منظمة ماف الراحل
أكرم سليمان وعدنان سليمان وإبراهيم بركات وغيرهم كثيرون، وهو ما ينطبق على
المنظمات السورية والكردية جميعهم.
كما أحب أن أشيرإلى
أن منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف هي أولى منظمة حقوقية كردية تأسست في
5/10/1996 ، تلتها منظمات اخرى مثل: اللجنة الكردية لحقوق الإنسان –الراصد
والمنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة-داد ومنظمة روانكه للدفاع عن معتقلي الرأي في
سوريا.
و من المعلوم أن حرية
الصحافة في سوريا معدومة، وهي تعد من البلدان ذات السجل غيرالنظيف في تصنيفها، لدى
الجهات المعنية في العالم، وهذا ما ينطبق على وضع الكتابة، حيث لم تخل سجون سوريا
من الكتاب، ولقد كان نصيبنا ككرد مضاعفاً من حيث المعاناة، إذ أن اللغة الكردية
ممنوعة، فلا تلفزيون بالكردية، ولا إذاعة، ولا جريدة، بل وطوال عمرالنظام لم تترجم
ولوقصيدة من الأدب الكردي إلى اللغة العربية، ولم يسمح بإقامة الندوات و الأماسي،
وكثيرا ماكان يتم اعتقال من يقوم بالنشاطات الأدبية، أو التضييق عليهم، ويمنع دخول
الكتاب والصحفيين الذين يكتبون باللغة الكردية إلى جسد اتحادي الكتاب والصحفيين في
سوريا.
من هنا، كان لزاماً
أن تتشكل هيئة، أو إطارللكتاب والصحفيين الكرد في سوريا، فبادرعدد من الزملاء،
وبشكل سري، إلى إعلان اتحاد يضم الكتاب والصحفيين، على أن ينفصل لاحقاً إلى اتحادين: أحدهما
للكتاب، والآخرللصحفيين،والرابطة غيرمرخصة حتى الآن، وتضم حوالي300 كاتب وصحفي،
وهي أكبرتنظيم من نوعه، وقد
قامت الرابطة بإصدارمئات البيانات حول الضغوطات والممارسات القمعية التي تمت بحق
المثقفين، ومن بينها اعتقال عضوها المؤسس حفيظ عبدالرحمن، ومصادرة إرشيفه في مجال
الشعروالقصة والدراسة اللغوية والترجمة، وكانت نتاج 25 سنة من عملية الكتابة
والإبداع، وظل حفيظ في إحدى
منفردات الأمن السياسي حوالي ثلاثة أشهر، مجهول المصير، لدى الأمن السياسي، الى أن
تم تحويله إلى سجن حلب المركزي،ولايزال نتاجه الإبداعي مصادراً بالرغم من نداءات الرابطة والكتاب، وبالرغم من
قيام بعض المثقفين بالإعلان عن حملة تواقيع شارك فيها عشرات الكتاب، وكذلك اعتقل
عضو الرابطة الشاعرإبراهيم بركات وظل 6 أشهرمجهول المصير...!
الاقتراحات:
- المطالبة بالإسترداد الفوري لنتاجات حفيظ عبدالرحمن المصادرة
لدى فرع الأمن العسكري بحلب.
- تشكيل هيئة لمنظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان ومن
بينها المنظمات الكردية.
- تأمين الدعم المادي لهذه المنظمات.
- إفتتاح مكتب لمنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني في ما
يتعلق بالشأن السوري عامة والكردي خاصة.
- إطلاق موقع أنترنيتي للهيئة.
- إقامة دورات وورش للأعضاء.
- مساعدة الكتاب المتضررين.
- دعم رابطة الكتاب والصحفيين الكرد بإعتبارها أولى رابطة من
نوعها.
- الإهتمام بطباعة نتاجات الكتاب الكرد وصحيفتهم ( بينوسا نو-
القلم الجديد) وذلك عن طريق المنظمات الدولية المعنية.