الإثنين 19 أيّار / مايو 2025, 14:53
إفتتاحيّة عامودة نت:التخوين . لغةٌ مشتركةٌ بين المعارضةِ ،والموالاة




إفتتاحيّة عامودة نت:التخوين . لغةٌ مشتركةٌ بين المعارضةِ ،والموالاة
الجمعة 25 أيّار / مايو 2012, 14:53
كورداونلاين
علّمنا في مدرسة الماضي . مدرسة السلطة ، أو مدرسة المعارضة ، والفرق بينهما ليس كبيراً . فقط مدرسة السلطة بيدها مقاليد الأمور ، وتستطيع أن تبرهنَ على دقّتها بمعرفةِ الأحداث

تعلّمنا في مدرسة الماضي . مدرسة السلطة ، أو مدرسة المعارضة ، والفرق بينهما ليس كبيراً . فقط مدرسة السلطة بيدها مقاليد الأمور  ، وتستطيع أن تبرهنَ على دقّتها بمعرفةِ الأحداث .  أن تسجن ذلك المعارض لأنّه خالف نظام قطيع حزبه ، أم ذلك لأنّ فكره انحرف عن فكر أمينه العام . لذا كان السجن للأفراد في أغلب الأحيان وليس لكلّ التّيار.

 المعارضة هي المعارضة . لازالت تحملُ أفكارها.  تريدُ خلاص الشعب السوري بطريقتها . بل زادت المعارضات إلى أن أصبح الاشتراكيون عدة أحزاب.  بعضهم موالي وبعضهم معارض ، وكذلك الأحزاب الشيوعية ، والقومية. إضافة إلى الخلاف بين الحزب الشيوعي اللبناني والسوري والعراقي ، وإلى آخر ما هناك من قربٍ أو بعدٍ عن الهدف .

لم تقمِ الثورةُ في سورية ضد الاستبداد من قبلِ السلطة فقط . بل ضد ذلك المنطق الهش الذي سقط مع سقوط أوّل طفلٍ في درعا . كما أنّ مهاترات الأحزاب كشفت ألاعيبها . عرفنا أن حافظ أسد كان يتبرع للحزب الشيوعي العراقي " من ماله الذي ورثه عن أبيه طبعاً "

أجمل مافي الثورة السوريّة أنّها جمعتِ الصفوف حولها . ثمّ بعثرتها في المعارضة التي لم تتّفق ولن تتفّق أبداً . فقد مارست الاستبداد زمناً وفي جميع أحزابها .  كما في حزب البعث تماماً .  تخوين ، وقتلٌ مدني .حيث يصبح من يتّهم بالخيانة في حكم الميت . مع أنّه ليس هناك قضايا للخيانة . كلّ القضايا مباعة في ساحة مكشوفةٍ للجميع .  سواء في الأحزاب العربية أو أحزاب القوميات الأخرى .

أجمل ما في هذه الثورة  أيضاً .  أنّها جعلت روح الاستفزاز عالية . حيث ارتفع سقف المطالب عند الجميع . الجميع يدعو أتباعه من أجل الوحدة من أجل مطالب محقّة لقوميته ، أو طائفته ، أو منطقته وهو يعلمُ تماماً أن عمله ليس له هدف سوى تسويق شرعيته  والحصول على السلطة في المكان الذي يمارس فيه دوره على الأرض،  والسلطة ليست دائماً أن تحكم . بل زعامة وتبرعات ، وعزّ وأنخاب . أي أنّ الأحزاب والهيئات التي تشكلت عن الأحزاب الثقليدية . لم تتغيّر . الانتخابات الحزبية فيها تماماً مثل البعث. تكون اللعبة فيها عن طريق المؤامرات .

هل الشبابُ الثائر على الأرض هو معارضة ؟

بالطبع لا . فهو يثورُ ضدّ كلّ تلك الأشياء من أي مكانٍ أتت . لكنّه يحتاج لكلّ صوت من أجلِ الهدف الأساسي وهو إسقاط النظام ، لذا يرحبّ بالجميع ،  وإذا كان أغلبُ الشباب على الأرض بعمر ما دون الثلاثين أي أنّه لا زال معافى من أمراض السلطة والسياسة ، وأجمل مافي شعاراته أنه لايخجلُ من الشعاراتِ الدينية .ولا العلمانية أو القومية . يقولها على مسمع الجميع .

 ومن طلبَ أن لا يكون التظاهر من الجامع لأنّه علماني.  عليه أن يطلب من السلطة أن لا تزكي نار النزعة الطائفية .

يمكنُ للسلطة أن تصبح بأجمعها سنيّة إن كان هذا يبقيها على سدة رقاب الشعب . أصبح حافظ سنياً ، إن كان ذلك ينقذ بشّار لن يتردّد . لقد سرت إليه حمى الثورة ، وهم الآن في مجلس الشعب يقسمون وأيديهم على المصاحف . شلّت أيديهم !

الشبابُ على الأرض بدؤوا ينشئون تجمعاتهم ضمن الوحدة لإسقاط النظام ، والحرية الفكرية . أي أنه ستكون بينهم تيّاراتٌ دينية ، ويسارية ، وجميع التّيارات بصيغة جديدة ، لكنّها موحدة على هدف واحد ، وعلى المعارضة التقليدية فرطَ حبّات العقد ، والتوجه إلى التيارات الشبابية ليدخلوا مدارسها . أي أنّنا يمكنُ أن نسمع أن أعضاء هيئة التنسيق بعضهم انضمّ إلى هيئة الصحابة ، والآخر إلى التيار العلماني ، كما يمكن للمجلس الوطني أن ينضم بعض أعضاءه إلى صفحة حمزة الخطيب ، أو إلى الشهيد جوان قطنا ويكونون تحتَ إمرة وقيادة شباب الشارع . لو فعلوا هذا . لنجحت الثورة بأسرع مما نتوقّع . لكنهم لن يفعلوا . لأنّهم مصابون بتضخّم الأنا . ربما أقل من السلطة . لكنّهم الوجه الآخر لها

 

459.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات