أصدر الفنان الكردي السوري الأصل والمقيم في ألمانيا، فؤاد حسين، أغنيته الأولى باللغتين العربية والكردية تحت عنوان "الحياة" وهي من كلماته وألحانه وإخراجه، وأهداها للشعب السوري وثورته.
أصدر الفنان الكردي السوري الأصل والمقيم في ألمانيا، فؤاد حسين، أغنيته الأولى باللغتين
العربية والكردية تحت عنوان "الحياة" وهي من كلماته وألحانه وإخراجه، وأهداها
للشعب السوري وثورته.
ووزعت
الأغنية على عدد من الفضائيات السورية المعارضة والمؤسسة حديثاً كما تم عرضها على عدة
قنوات كردية تبث من أوروبا.
وقال
الفنان فؤاد لـ"إيلاف" بأن الذي يجري في بلده الأم سوريا هو تحول تاريخي
يهدف للتحرر من الفساد، وأضاف بأنه من واجب كل مواطن يدّعي الانسانية والوطنية أن يشارك
في هذا التغيير، كون النظام استمر لأربعين عامًا باستخدام وسائل القمع لكل من يعارضه،
وربط الوطنية بحب الحاكم وتمجيده.
وأضاف
بأن الأنظمة الدكتاتورية منعت الحريات وحقوق الإنسان وقامت بقلب وتخريب هائل للمفاهيم
بحيث يصبح الكذب من الأخلاق ويصبح الصدق سذاجة، معتبراً بأن طريقة النظام منعت الإنسان
السوري من التفوق الأخلاقي والإبداعي.
وتقول
كلمات الأغنية باللغة العربية: "هالأرض ألنا متل ما هي، الكون الله خالقها للبشر
بهالكون، من الشرق للغرب بشمالها بجنوبها، بلا نار بلا حرب، أيد بأيد، نمشي بدروبها"،
والمقطع الأخر ينشده بالكردية كما أن الأغنية مترجمة إلى اللغة الإنكليزية والألمانية.
ويربط
الفنان فؤاد بساطة كلمات أغنيته بمطالب الشعب السوري التي وصفها بغير المعقدة، كون
حرية الإنسان وكرامته هما أبسط حقين يجب أن يمتلكا للاستمرار في الحياة والتعايش المشترك
مع الأخر وفق تعبيره.
وعلى
الرغم من أن كلمات أغنيته تحمل المعنى الإنساني إلا أنه أصر على التقاط الكثير من الصور
والمقاطع التي تشير إلى المظاهرات التي تعم الأرجاء السورية، ويؤكد فؤاد بأن أغنيته
ليست ثورية لا بكلماتها ولا بألحانها، إلا أنه استند لدور الأغنية الهامفي إعلام الثورة لتوثيق الأحداث بشكل فني، معتبراً
أن الأغنية الثورية هي رسالة وأفكار ممزوجة باللحن العاطفي الوطني كي تسلك مسارها لقلب
المتلقي، وربما تشكل بعضها عزاء لذوي الضحايا، وأن البعض الأخر تحمل حماساً للإنسان
الثائر، وبعضها عبارة عن عتاب للفئة الصامتة التي لم تتحرر من خوفها بعد.
وأشار
إلى أن ما يحصل في بلده من قتل و إجرام بحق أهله أمر لا يمكن أن يقف بشكل حيادي تجاهه،
وأن هذا التحول في الغناء جاء كردة فعل على المجريات الوحشية واللا إنسانية، وأنمشاركته بهذا الشكل في الثورة هو أبسط ما يستطيع
تقديمه كي تكون فعّالة ولها تأثيرها المتواضع، وأن الهدف من الأغنية هو الرسالة الوطنية
التي تحملها ودورها في تحريك ضمائر الناس الصامتة لتشكل الدعم المعنوي للشباب الثائر.
وعن
تعاونه مع بعض الشبان المتطوعين ومنهم الفنانين السوريين المعارضين التوأم ملص في الكليب،
قال فؤاد بأنه حاول التواصل مع العديد من الفنانين إلا أن ظروفهم لم تسنح للمشاركة،
وأشار إلى أن النظام السوري يعتبر كل من يعارضه الآن هو خائن للوطن في نظرهم، وأن الفن
ينبثق من الانسانية والعاطفة والتعاطي مع الشعب في قضاياه ومشاكله ومتطلباته، وبما
أن الشارع السوري ثائر اليوم فهو بحاجة لدعم كل الفنانين الوطنيين بمختلف مجالاتهم
الفنية.
وأكد
الفنان فؤاد بأنه وجه رسالة مع مجموعة من كبار الفنانين الأكراد إلى الثورة السورية
أعلنوا فيها عن دعمهم لزملائه الفنانين للثورة الداعية إلى الحرية والعدالة والديمقراطية
والسلام، كما قاموا بتوجيه رسالة إلى أكراد سوريا وجميع الشعب السوري يعبرون فيها عن
دعمهم للثورة السورية في تحقيق الحقوق الكردية بشكل خاص وحقوق جميع الشعب السوري بشكل
عام، حيث عبروا حسب وجهة نظرهم كيف أن الثورة السورية ستضمن حقوق الكرد في المساواة
في التعليم باللغة الأم، وأن يضمن الدستور وأن هذه النقاط سوف تلاقي الثورة السورية
كل الدعم من جميع الأطراف والأقليات في سوريا.
وعبر
الفنان فؤاد عن أمنيته في نصر الثورة السورية من دون سلاح، وقال أن النصر الذي يأتي
بالسلاح من شأنه أن يفرز ديكتاتورية أخرى، لافتاً إلى دور السلمية التي ستجلب الديمقراطية
للشعب السوري، لكنه عاد وقال أن إقامته الحالية في بلد أوروبي لا تمكنه من معرفة ردود
الفعل الناتجة من الأناس الأبرياء الذين فقدوا ذويهم وبالتالي جاء حملهم للسلاح للدفاع
عن أنفسهم من بطش النظام، وأكد أنه سيبقى مع السلمية لأن المجتمع الإسلامي كله يدرك
تماماً ما عاناه السيد المسيح الذي بقي سلمياً إلى اللحظة الأخيرة.
وأكد
الفنان إلى أن دروس التاريخ والقومية البعثية التي تعلم في المدارس السورية لازالت
في ذاكرته، وأن الشعب السوري لو بقي أسير هذه الكتب لما قام بثورته، وأن الأوروبيين
لا يتعلمون التاريخ في مدارسهم كي لا ترجع ذاكرتهم إلى الوراء وإنما يريدون التفكير
بالمستقبل، وأنه أراد من خلال ترجمة الأغنية إلى الألمانية والإنكليزية لإيصال صوت
السوريين إلى العالم بشكل بسيط ومعبر عن الثورة.
بدوره
عبر الفنان محمد ملص عن سعادته بالتجربة وقال لـ"إيلاف" بأن الثورة جعلته
يتعرف على فن حقيقي مدفون من قبل الشباب السوري في كل أنحاء الأرض، وأنه يستطيع الآن
أن يعبر ما بداخله ويتشارك مع الفنانين أمثاله بأبسط الطرق من خلال التواصل على الفيس
بوك والسكايب، مشيراً إلى أن الثقة لغتها الحرية فقط.
والجدير
ذكره بأن الفنان فؤاد بدأ حياته الموسيقية منذ سن مبكرة في مجال الغناء والتلحين والعزف
على الألة الكردية (الطنبور)، إضافة إلى الغيتار، وشكلت الموسيقى جزءًا من حياته، وساهم
في تلحين العديد من الألحان الغربية في ألبومه الخاص الذي أكمله عام 2008 وشارك في
عدة مهرجانات غنائية، وهاجر إلى ألمانيا لكن لم يتسنى له دراسة الموسيقى فاختار هندسة
الصوت والصورة في التشكيل الإعلامي كدراسة ومهنة له، فأخرج العديد من الكليبات لصالح
عدد من القنوات ويملك الآن شركة إنتاج صغيرة يقوم بتنفيذ مشاريعيه.