لا ضير ان نكون مختلفين عقائديا او اثنيا او قوميا ..او دينيا ..ولكننا متفقون اننا ابناء سوريا واحدة ونعيش على تراب هذا الوطن , ومهما اختلفنا فنحن متفقون اننا في ثورة محقة نطلب الحرية واقامة دولة العدل والمساواة
شڤگر 12.5.2012
في يوم
محدد غادر أبطال الأمس وقادة عالميين مناصبهم، بعد أن أعطوا جل ما عندهم حتى باتوا
يكررون أنفسهم، والناس تواقة لمرحلة جديدة تفرضها المتغيرات والتحولات, فالقادة
المناسبون يكونون دوماً لانجاز مهام معينة تتوافق مع طبيعة شخصيتهم وثقافتهم، يكون
ذلك لمدة زمنية معينة، يغادرون من بعدها حفاظاً على ماء الوجه، وفي حال خسروا
رهاناتهم الشعبية وفشلوا في كسب ثقة ناخبيهم، يغادرون بكرامة معترفين بخطأهم
متحملين مسؤولياتهم، هكذا أفهم انسحاب ساركوزي البارحة من العمل السياسي معترفاً
بفشلة في كسب الثقة مجدداً، هذا هو الشخص ذاته الذي غرد قسم كبير من الفرنسيين
لفوزه منذ خمسة سنين , لكن تلك السنوات حملت الكثير وغيرت في مزاجية الناخب
الفرنسي وإرادة الناخب تعلو ولا يعلى عليها .
البشر في طباعهم ميالون للتغيير، للرضوخ لسنة الكون القائمة على الحركة والتطور،
وعندما يستسلمون للعادة و لما هو سائد على أنه الأفضل يدخلون الركود الحضاري،
عصراً من التخلف ، يستكينون لحالة يتخيلونها قدرهم المحتوم وهذه كارثة , وإذا كانت
السياسة في الدول تعكس حراكها وتقدمها فهي في سوريا قد توقفت منذ زمن طويل، وعندما
يفيق الشعب السوري منتفضاً وثائراً، مطالباً بالتغيير وتحطيم أصنام العبودية، فهذا قرار صلب لا رجعة فيه، وعندما
يعجز الأسد عن التنحي ومغادرة السلطة فلأنه مصدر التخلف ووالاصرار على السباحة
بعكس التيار الكوني الحضاري ومصيره بشع لأنه يمضي مخالفاً طبيعة الأشياء .
ستشرق شمس الحرية , وشمس الحرية يجب أن تشرق في
كل نفس, فمن عاش محروماً منها عاش في ظلمة حالكة, يتصل أولها بظلمة الرحم وآخرها
بظلمة القبر, ليست الحرية في تاريخ الإنسان حادثاُ جديداُ أو طارئا غريبا, وإنما
هي فطرته التي فًطِر عليها منذ كان وحشا يتسلق الصخور, ويتعلق بأغصان الأشجار, إن
الإنسان الذي يمدُّ يده لطلب الحرية ليس بمتسوّل ولا
بمُستجدٍ, وإنما هو يطلب حقا من حقوقه التي سلبته إيّاها المطامع البشرية, فإن ظفر
بها فلا مِنَّة لمخلوق عليه ولا يدَ لأحد عنده." المنفلوطي سننتزع حريتنا من
براثن الأسد بقوة و إرادة الشعب السوري الحر على العهد باقون , علـمتنا
الــــثورة أن اليأس هو السلاح الأقوى الذي يحاول النظام إلقاءه في قلوبنا
فلنحاربه بالأمل واليقين و بالنصر والتفاؤل .
لا ضير ان
نكون مختلفين عقائديا او اثنيا او قوميا ..او دينيا ..ولكننا متفقون اننا ابناء
سوريا واحدة ونعيش على تراب هذا الوطن , ومهما اختلفنا فنحن متفقون اننا في ثورة
محقة نطلب الحرية واقامة دولة العدل والمساواة , دولة القانون الذي يجمعنا ويمنح
الجميع حق المواطنة بالتساوي والعدل , دولة ديمقراطية علمانية تعددية لامركزية
يعترف دستوريا بحقوق كافة مكوناته وقومياته ويحترم الاديان بنفس القدر , فلنكن اشد
عزيمة واصرارا على اسقاط الطاغية واركان استبداده , أتمنى
أن نتعلم الدروس في الديمقراطية أن البشر ميالون للتغيير والتجديد، وأنه ليس هناك
آلهة في السياسة، كلهم وفي يوم ما يغادرون ويعاودون نشاطهم الأصلي ويتمتعون بجانب
آخر من الحياة، حياة جميلة وإن افتقدت للأضواء , كم نشتهيكي أيتها الديمقراطية وكم
نحتاجك اليوم قبل الغد، كي نعيش طبيعتنا وننعم بالتغيير.
شڤگر 12.5.2012