كلمة الأستاذ ريزان شيخموس رئيس مكتب العلاقات العامة لتيار المستقبل الكوردي في أربعينية الشهيد جوان قطنا

الحضور الكريم :

إن إحياء ذكرى الشهداء وفاء جميل منا لهم ، لكن الوفاء الأعظم والأكبر، هو الثبات ومواصلة النضال من أجل تحقيق أهداف الثورة السورية العظيمة في إسقاط النظام  وبناء سورية مدنية تعددية خالية من العنف والاستغلال ، سورية لكل السورين بمختلف مكوناتها القومية والاثنية ، كوردا وعربا، تركمان وعلويين ، دروز وسريان ، مسلمين ومسيحيين وايزيدين ، ومن اجل ذلك ستنتصر ثورة الشعب السوري بقوة إرادة أبناءها مهما تآمر المتآمرون والطغاة ، لان هناك الكثير من البشائر على نجاح هذه الثورة  .                                                           

الأخوة الحضور:                                                                           

لقد كان الشهيد جوان قطنا احد أبرز نشطاء الحراك الشبابي الكوردي في مدينة الدرباسية ، وبقي كذلك حتى آخر لحظات حياته. وهو موضع فخر واعتزاز لكل شبابنا الثائر، كما كان الشهيد القائد مشعل التمو الذي  فتح عهد البطولة والفداء في كوردستان سوريا عبر ميزة الصبر الثوري والتفاعل ما بين الفكر والتطبيق التي أنتجت طاقة هائلة للقيام بأفعال ثورية مبدعة ، من شأنها دفع شبابنا وشاباتنا إلى تقديم  التضحيات اللازمة لاستقلال وحرية الوطن .                                               
اغتيال جوان لم يكن الأول من نوعه الذي جرى تحت أنظار ومسمع النظام  ، فقد سبقه من قبل اغتيال الشهيد مشعل التمو الناطق الرسمي لتيار المستقبل الكوردي من قبل عصابات النظام ومخابراته في مدينة قامشلو في 7/10/2011 ،  وباعتقادي لن يكون الاغتيال الأخير،لان البلد يمر بأزمة حرجة للغاية بسبب عدم انصياع  السلطة  لإرادة الشعب السوري الثائر .

أيها الأخوة :

لقد علَمنا التاريخ أن الأبطال لايموتون ولنا في تجارب الشعوب أبطالا استشهدوا ورحلوا،  لكن الثورة تجددت وتعمقت برحيلهم .                                                      
سيبقى تيار المستقبل وفيا لمبادئه وخطه السياسي ، ولن  يحيد عنه حيث أعلن انحيازه إلى الثورة السورية وتحقيق أهدافها في اسقاط النظام منذ اليوم الأول ، لن يساوم على الوجود والحق الكوردي مهما كانت الأسباب والمبررات ، ويعمل في الوقت نفسه على توحيد الصف والخطاب الكوردي في سياق الثورة ، دون نسيان الاختلافات السياسية والمعرفية التي تميز كل طرف ،لان اللحظة التاريخية الراهنة مهمة ومفصلية في حياه الكورد، قد لا تتكرر في المستقبل ، فإما أن نكون بمستوى اللحظة أو لا نكون.

أخوتي الأعزاء :                                                          

أعاهدكم من هذا المنبر أن أكون وفيا  للمبادئ والقيم التي أرساها الشهيد مشعل التمو لسوريا المستقبل ، دولة ديمقراطية مدنية تعددية لكافة أبنائها،  بحيث يكون فيها الكورد شركاء حقيقيون مع كافة المكونات .
باستشهاد مشعل التمو ونصر الدين برهك وجوان قطنا و إدريس رشو ،  فقدت الحركة الكوردية مناضلين جسورين ، وأعلاما كبار، لا يهادنون في حقوق أهلهم ، ولا يساومون في كرامة وحرية أبناء وطنهم.
قسماً سنبقى أكثر صموداً وأشد شكيمة وأعتى عزيمة من أجل إكمال الطريق،  قسماً سنمضى قُدماً لإرساء قيم الحرية والعدالة وإحقاق الحق في كل شبرٍ ولكل فرد في وطننا الحبيب .

عاشت سورية وطنا ومواطنين

والسلام عليكم