ان معظم الدراسات التاريخية والمكتشفات الأثرية تؤكد على أن الشعب الكوردي واحد من أقدم شعوب منطقة الشرق , وقد ساهم في بناء الصرح الحضاري للمنطقة على مر العصور: العدد/36 من جريد شانه دره
ان معظم
الدراسات التاريخية والمكتشفات الأثرية تؤكد على أن الشعب الكوردي واحد من أقدم شعوب
منطقة الشرق , وقد ساهم في بناء الصرح الحضاري للمنطقة على مر العصور , أسس إمبراطوريات
وممالك قبل الميلاد , من أبرزها " مملكة ميديا " , وفي العهد الإسلامي ظهرت
دول وإمارات عديدة , كالدولة الدوستكية , وإمارتي كلس وبوتان . وبحكم الموقع الجغرافي
و السياسي الحيوي لكوردستان فقد أصبحت , فيما بعد , مسرحا
ان معظم
الدراسات التاريخية والمكتشفات الأثرية تؤكد على أن الشعب الكوردي واحد من أقدم شعوب
منطقة الشرق , وقد ساهم في بناء الصرح الحضاري للمنطقة على مر العصور , أسس إمبراطوريات
وممالك قبل الميلاد , من أبرزها " مملكة ميديا " , وفي العهد الإسلامي ظهرت
دول وإمارات عديدة , كالدولة الدوستكية , وإمارتي كلس وبوتان . وبحكم الموقع الجغرافي
و السياسي الحيوي لكوردستان فقد أصبحت , فيما بعد , مسرحا ً لتصارع الدول , وملتقى
للحروب والنزاعات التي شكلت مصدرا ً للمعاناة وعدم الاستقرار , مماأثر سلبا ً على تطور
الشعب الكوردي , حيث تعرضت كوردستان – نتيجة – هذه الصراعات – إلى التقسيم بين الإمبراطوريتين
العثمانية والصفوية بدءا ً من معركة جالديران ( 1514 م) , واتخذ طابعا ً رسميا ً في
معاهدة قصر شيرين ( 1639م ) , وهذا ما أحدث تشوها ً بنيويا ً في مسار التطور لدى شعبنا
الكوردي , وعرقل نموه الحضاري , وبالتالي كيانه السياسي المستقل وبعد الحرب العالمية
الأولى , وتغير موازين القوى الدولية , وبالرغم من أن معاهدة سيفر ( 1920 م) قد أكدت
على حق الشعب الكوردي في بناء كيانه السياسي بموجب استفتاء عام للسكان الكورد الخاضعين
لسيطرة الامبراطوريةالعثمانية , إلا أن الدول التي أقرت هذا الحق في معاهدة سيفر تخلت
عما جاء في بنودهذه المعاهدة فيما يتعلق بالشعب الكردي , وذلك في مؤتمر لوزان (
1923 م ) الذي أقر اقتسام أراضي الشعوب الرازحة تحت الاحتلال العثماني , وإعادة رسم
حدود المنطقة بعد انهيار الامبراطورية العثمانية تماشيا ً مع مصالح الدول المنتصرة
في الحرب , ولم ينجوا الشعب الكوردي , ووطنه كوردستان من انتداب فرنسا وبريطانيا ,
حيث أقر المؤتمر إعطاء كل من فرنسا وبريطانيا حق النفوذ والتصرف بجزء من التركة العثمانية
, الأمرالذي أدى إلى تقسيم كوردستان للمرة الثانية , وكان هذا التقسيم قد أعد سلفا
ً بين الدولتين في اتفاقية سايكس - بيكو 1916م , وهكذا ألحق جزءان من كوردستان بالكيانات
العربية الناشئة , الجزء الأكبر ألحق بدولة العراق تحت الانتداب الانكليزي , والجزءالآخر
بالدولة السورية ( أو اتحاد دول سوريا ) تحت الانتداب الفرنسي , وبذلك أصبحت كوردستان
خاضعة لسيطرة أربع دول في المنطقة وهي : تركيا , إيران , العراق , سوريا . وما أن أصبح
جزء من كردستان في إطار الدولة السورية , حتى بدأ شعبنا الكوردي بمطالبة سلطات الانتداب
الفرنسي بمنحه حق الاستقلال الذاتي أسوة بشعوب سوريا ودويلاتها آنذاك ( دولة العلويين
, دولة جبل الدروز , دولة حلب , دولة دمشق ... الخ ) ومن أكمل تلك المطالب كانت تلك
التي تضمنتها العريضة التي قدمت من قبل عدد منزعماء العشائر الكوردية والاقليات الاخرة
وعدد من الأدباء والمثقفين الكورد البارزين إلى اجتماع الجمعية التأسيسية السورية في
23 حزيران 1928م في دمشق , ومطالبة العريضة بالاستقلال الذاتي للشعب الكوردي في سوريا.ورغم
أن دستور الانتداب الفرنسي قد أقر في البند الثاني هذا الحق للشعب الكوردي إلا أن عوامل
عديدة – وأهمها مصالح الدول المنتدبة مع تركيا ( التي كانت تغتصب أكبر مساحة من كوردستان
) والتي كانت ترفض إقامة أي كيان كوردي في سوريا – قد حالت دون تنفيذ هذا البند , ودون
منح الشعب الكوردي الاستقلال الذاتي , ومن جانب آخر , إن عملية التقسيم قد ربطت مصير
الشعب الكوردي في سوريا مع مصير الشعب العربي والأقليات القومية الاخرى في البلاد بعد
رسم حدود دولية جديدة دون إرادتهم؟لذلك ندعوا الدول المنتصرة في ذلك الوقت ان تقوم
بواجبها اتجاه الكورد بمساندتها القضية الكوردية ودعمها والاعترف بالحقوق القومية للكورد
لانها تتحمل الجزء الاكبر من المسؤلية عن مأسات الشعب الكوردي وعدم نيله لحقوقه حتى
الآن
العدد/36 من جريد شانه دره
لتحميل
العدد كامل اضغط الرابط التالي
https://www.box.com/s/5990a72718b89bde4076