الأحد 16 شباط / فبراير 2025, 19:04
رودي عثمان:مرحلة جديدة في تطور الوعي الجمعي الكردي




رودي عثمان:مرحلة جديدة في تطور الوعي الجمعي الكردي
الجمعة 04 أيّار / مايو 2012, 19:04
كورداونلاين
فقدان الأمل في الحركة السياسية الكردية إلى حد بعيد دفع بالمجتمع الكردي في غرب كردستان إلى تقبل و احتضان أي مشروع كردستاني يأتي من خلف أسوار "سايكس بيكو" و يحمل معه حلم الخلاص و الالتقاء مع الأشقاء

المجتمع الكردي في..(سورية- كردستان سورية- كردستان الغربية- غرب كردستان...) هذا الاختلاف في الاصطلاح كان له و بالضرورة انعكاس على الرؤية و المشروع السياسي, و بالتالي انعكاس على المجتمع الكردي في وقت كان من الأفضل أن تبعده قواه السياسية عن التشويش و التبعثر و فقدان تلمس الذات قبل المطالب و الأساليب المتبعة لتحقيقها. هذا الضياع رافقه و بسبب التمييز العنصري للنظام السوري تمترس و تمسك بالانتماء القومي في مواجهة سياسات الإنكار و الاضطهاد القومي. و ما يؤكد هذه الحقيقة ارتباط المجتمع الكردي بحركات التحرر الكردستانية في الأجزاء الأخرى من كردستان (شرقا و جنوبا و شمالا).

إذا الوعي المجتمعي كان سباقا في تلمس البعد القومي و إيجاد مضادات حيوية يدافع بها عن ذاته؛ وهو أيضا رفض "جمعي" للتجزئة القسرية المفروضة على الكرد. هذا الوعي المجتمعي ناقضته الواقعية السياسية و لازالت في كثيرا من الأحيان. و لا ننسى أيضا أن هذه الواقعية السياسية كانت نتيجة واقع التجزئة و الاستهداف المباشر للطموح الكردي. لكن الحركة السياسية الكردية في "سورية" لم تستطع إيجاد دفاعات قوية تصد بها هجمات النظام؛ فانقسمت و تبعثرت بفعل خارجي و داخلي, و لازال مسلسل الانقسام مستمرا إلى يومنا هذا.

فقدان الأمل في الحركة السياسية الكردية إلى حد بعيد دفع بالمجتمع الكردي في غرب كردستان إلى تقبل و احتضان أي مشروع كردستاني يأتي من خلف أسوار "سايكس بيكو" و يحمل معه حلم الخلاص و الالتقاء مع الأشقاء. احتضن المجتمع الكردي في غرب كردستان حركات التحرر و بشكل خاص " الحزب الديمقراطي الكردستاني و الاتحاد الوطني الكردستاني من جنوب كردستان, و حزب العمال الكردستاني من شمال كردستان" كما شهدت ساحة غرب كردستان توافد العديد من الحركات و بشكل خاص من الشمال لكنها لم تدم و لم تصمد طويلا, و كان البقاء لمن تفاعل مع المجتمع الكردي في غرب كردستان و سورية, و لازال هذا التفاعل و الاستقطاب الكردستاني مستمرا أيضا إلى يومنا هذا.

تكاثرت خلال السنة المنصرمة من عمر الثورة السورية الكثير من الأقاويل التي نالت من الكورد و أحيانا ابتزتهم؛ من قبيل حقيقة الانتماء إلى سورية!!؟ و تنافي الانتماء إلى سورية مع المطالبة بتثبيت الحقوق القومية دستوريا!!, و بحجة أنها؛ بداية تُأسس لمرحلة جديدة ينفصل فيها الكورد. ربما ما يهم في هذه المرحلة ليس الوقوف في موقع الدفاع؛ و إثبات سوريتنا و شرح صدق نوايانا و مشروعية حقوقنا, المهم في هذه اللحظة التاريخية هو ما يشهده الوعي المجتمعي الكردي في "غربي كردستان", هذا التبدل و القطع مع المراحل السابقة؛ حيث لم يعد يشعر من خلاله بأي تابعية و ينظر إلى نفسه ككيان اجتماعي له خصوصيته و استقلاليته الذاتية؛ و يؤسس للدفع باتجاه آفاق جديدة للحل من حيث الاستعداد و المطلب؛ فهو بات مستعدا لحمايتها و تثبيتها وفرضها "على من يعادي", و أي تشويش على هذه الظاهرة و التبدل في الوعي الكردي سيؤدي إلى مخاطر و انكسارات نعيشها و تعيشها الأجيال القادمة.

إن مفهوم " الأمة الديمقراطية و الوطن المشترك و الدستور الديمقراطي", هو إستراتيجية مرحلة الوعي القومي الكردي في غربي كردستان, و هذه المفاهيم كفيلة بتحقيق نمو و تطور المجتمع السوري بكافة أطيافه و مكوناته, بينما أي نزعة قوموية اقصائية تجاه الكورد و قضيتهم سيواجه بمضادات حيوية طورت دفاعاتها بشكل لا يستهان بها.

المستقبل للشعوب؛ و لكل ديمقراطي حر يؤمن بالحقوق و المساواة و العدالة الاجتماعية.

رودي عثمان 4\5\2012        

678.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات