السبت 01 حزيران / يونيو 2024, 21:30
صبيحة خليل :البرزاني .. و زي البيشمركة




صبيحة خليل :البرزاني .. و زي البيشمركة
الخميس 03 أيّار / مايو 2012, 21:30
كورداونلاين
أن رسالة البرزاني كانت واضحة بلا تعقيد , تريد الإفصاح للكرد قبل الترك بأن ضيف تركيا هو رئيس حكومة إقليم كردستان بشخصيته الكردية التي أبت أن تتخلى عن رمزه التقليدي المتمثل في الزى, و هو إنما يقدم نفسه كندّ أكثر منه كصديق

لا يخفى على أحد ما للمظهر و الشكل الخارجي الذي تطل به الشخصيات السياسية من أثر هام   و وقع بالغ الأهمية على المشهد السياسي, و هي كثيرا ما بثت رسائل مخفية للخصم أو المتلقي بعدما تخلت عن المباشرة و الوضوح و اعتمدت لغة الإيحاء و الترميز .  ليس هذا فحسب بل ان  حركات الجسد ما عادت سمة شخصية تميز شخصا ما عن أخر إذ عندما يتعلق الأمر  بالقادة  تصبح الحركات محسوبة بدلالاتها الفلسفية و السياسية  وحدها و تنتفي الصدفة و العفوية ,  لذا ليس غريبا أن  تدرس و تفسر و تفكك هذه الحركات و السلوكيات  ليكون  لها دارسيها  بوصفها علماً قائماً  بحد ذاته .
ما أود إثارته في عجالة هذه المقالة هو طغيان الصورة الكردية الصرفة على مشهد الزيارة التي قام بها السيد مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان لتركيا. فقد بدت الرسالة جلية و واضحة لدرجة لا تقبل الشك و لا الفرضيات من خلال اختيار البرزاني زيا كرديا له بعد واحد متعلق بنضالات الكرد ومعاناتهم طيلة العقود المنصرمة من القرن الماضي  أنه زي  البيشمركة الذي يتباهى به الكرد و ليس غريبا إن وجدنا السيد مسعود في زياراته لأمريكا و أوربا مرتديا البذلة الرسمية أما أن  يقف إلى جانب مضيفه التركي رئيس مجلس الوزراء التركي السيد رجب طيب أردوغان مرتديا زيا له ارتباط بتاريخ طويل من الكفاح .  فتلك جزما كانت رسالة  موجهة على حامل باتجاهين و كأنما أراد أن يصطاد بذلك عصفورين أحدهما  كردي و الأخر تركي.
على الجانب التركي تصل الرسالة واضحة وبدون ترميز على الشكل التالي,  بعد الآن لا يمكن طمس الشخصية الكردية  و لا اللعب على المفردات و الدلالات , و على أنقرة أن تدرك أن ثمة لاعب إقليمي جديد يشتد عوده يوما بعد أخر , و بدأ يأخذ مكانه  بين القوى الإقليمية في المنطقة , حتى و إن كان وطئ الرسالة على المضيف التركي ثقيلاً, خاصة و أنه اعتاد  لعقود طويلة من الزمن أن يتنكر لهذا المكون الشرق أوسطي العريق بديمومة نضاله , بالرغم من أنه  لم يغب يوماً عن الظهور عند  كل هزة سياسية  كانت تصيب الشرق الأوسط , و كثيرا ما أقلقوا  مضجع العثمانيين الجدد الذين أتقنوا أبان حكم العسكر الاحتيال و الالتفاف على  الديمقراطية و جاهدوا ما استطاعوا في تغييب الكرد من المعادلة الإقليمية.
و على ما  يبدو أن أردوغان نفسه كان مكرهاً لا بطل  في قبول الوضع الجديد, و ربما تكبّد عناء انتقاد أسياده العسكر في ممرات الميت ( المخابرات التركية ) السوداء على تساهله هذا مع ضيفه الغير مرغوب فيه , و لكن لا أعتقد أنهم كانوا سيفعلون الكثير فيما لو كانوا مكانه في سدة القرار, كما في سالف الأزمان.
أما الوجه الآخر للرسالة فقد يلقى تفسيراً لدى بعض الأطراف الكردية التي لا تتوانى عن شن هجومها و افترائها على شخص السيد بارزاني, بحجة أنه لا يعبأ بما ينالهم من ظلم و إنكار من الدولة التركية و حكوماتها المتعاقبة, فيشرع في إقامة علاقات ودية معها, الأمر الذي يضر بمصلحتهم من وجهة نظرهم.
في اعتقادي أن رسالة البرزاني كانت واضحة بلا تعقيد ,  تريد الإفصاح للكرد قبل الترك بأن ضيف تركيا هو رئيس حكومة إقليم كردستان بشخصيته الكردية التي أبت أن تتخلى عن رمزه التقليدي المتمثل في الزى, و هو إنما  يقدم نفسه كندّ أكثر منه كصديق.  لأن العلاقة  دخلت حقيقة  طور الندية الجادة, فهل من مشكك؟
542.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات