ارتدت ملابسها الزيتية ووضعت شريطان أحمران على كتفيها ، ثم شدت شعرها من الخلف و اتجهت نحو المرآة لترتب وضع سيدارتها ،نظرت إلى الساعة التي كانت تشير آنذاك إلى الثامنة إلا ربعاً
ارتدت
ملابسها الزيتية ووضعت شريطان أحمران على كتفيها ، ثم شدت شعرها من الخلف و اتجهت
نحو المرآة لترتب وضع سيدارتها ،نظرت إلى الساعة التي كانت تشير آنذاك إلى الثامنة
إلا ربعاً ، ابتسمت وخرجت للحاق بزميلاتها اللاتي تنتظرن بعضهن في نفس الموعد .
خرجت بدوري – بعدها بلحظات – إلى متجري , وأنا في
الطريق أفكر في كيفية ترتيب واستلام البضاعة الجديدة المستوردة من ( ... ..
) . ما إن دخلت للتو حتى لمحتها وهي متجه نحوي ، ظننت بأن هناك حصة فراغ في
المدرسة قد غاب عنها المدرس .أو أنها بحاجة إلى مبلغ من المال لشراء دفتر أو لوازم
مدرسية .
دنت بضع خطوات وهي ترنو اليّ ، وقد
توردت خديها ثم انفجرت ينبوعاً من الدمع بعد أن ألقت الكتب على الطاولة غاضبة .
- ما بك
؟ …هل أساء إليك أحد ؟.
-
قالت
متحشرجة : لقد منعني المدرب من الدخول للمدرسة ؟!
-
ألم
تخرجي من البيت قبلي ، لم التأخير إذن ؟
-
لم أتأخر
.
-
إذاً ؟.
-
تصور بسبب القميص !...منعني من الدخول ...!.
-
قلتها باستغراب : القميص ! . ثم استأنفت حديثي - ما به ؟ هل كان متسخاً
أم غير مكوي ، أعرفك كم أنت كسولة في الأعمال المنزلية أو انك نسيت ربطة العنق ،
أليس كذلك ؟ - قلتها مازحاً -
-
لا أبداً ، أعترف بأنني كسولة للأعمال
المنزلية ولكنني أحب الأناقة و الشياكة ؟
-
وهل تخبرينني بذلك ، طبعاً أنا الذي أعرفك ؟
ولكن لماذا ؟
-
مجرد أنه / وبحركة من يديها وشفتيها المقلوبتين
/ والله لا أعلم ولا أعرف كيف أعبر بل مستغربة ؟. مستغربة تماماً ؟..
-
مستغربة ،
ممن و لماذا؟
-
كل ما فهمته السبب يعود إلى لون القميص ، اللون
الأصفر ، والمدرب لا يعجبه هذا اللون
ومنعني من الدخول الى المدرسة وقال
: اذهبي وارتدي قميصاً آخر .
-
قلت له :
حضرة المدرب , الله يخليك , دعني أحضر فقط حصة الرياضيات وسأذهب لأبدل قميصي ؟.
-
رمقني
بغضب وقال : اخرجي حالاً من المدرسة وإلا سأفصلك من كل مدارس المحافظة, هل فهمتِ
؟!..
-
واستأنفت
_بالله عليك ماذا أرتدي على اللون العسكري
، أنه لا يعرف معناً للذوق والأناقة ؟ !.ثم اذا منعني من الدخول الى المدرسة لأجل
لون القميص ، فهل يستطيع منع قوس قزح من الظهور في السماء ؟.
-
نظرت إلى
الساعة وقلت لها : تفضلي .
-
إلى أين ؟.
-
لا عليك . واتجهنا إلى محل قريب لتختار قميص آخر
.وأنا في الطريق تذكرت حادثة مماثلة جرت منذ سنوات وقائعها معي ، عندما كانت لدينا
مكتبة و اقتحمها أو بالأصح داهمنا رجل أمن وبدأ ينهمر علي بأسئلة مستفزة ومن أين
اشتريت البضاعة وهل أنت تطبع هذه الصور واخرج صورة كبيرة وقال هل هي من صنعك ،
فقلت :لا أنني اشتريها من (........) .والفواتير موجودة ونظامية وأي خطأ في شراء ذلك .
-
قال : الخطأ في انك تختار صوراً ألوان إطارها
غير مرغوبة لدينا وتستفزنا مستقصداً بذلك .وأنت تدري جيداً ماهي هذه الألوان المستفزة ؟.
-
فقلت : أخي الكريم أنا لا استفز أحداً ، والصور
وهذه البضاعة كلها ليست من نتاجي أو من
مطبعة والدتي ؟ أنا اشتريها من بائع الجملة …..وفجأة سمعت صوت مكابح
سيارة مارة أيقظتني من شرودي و كادت أن تدهس أختي ، إلا أنني تمكنت من سحبها بعنف
نحوي ، فتألمت قليلاً و بعفوية غير آبهة
بما حصل لها قالت: أخي لماذا يمنع المدرب هذا اللون ؟
-
ابتسمت وقلت مازحاً : حتى لا تجعلي الناس يجنون
و يفقدون صوابهم ، لأن لون الأصفر هو لون الغيرة لون الشمس ، لون الدفء، لون
السعادة والثراء .
بقلم
: ماهين شيخاني