الدواليبي يطالب الحكومة اللبنانية بالاهتمام بالنازحين السوريين ويدعو لعلاقات ممتازة
الثلاثاء 01 أيّار / مايو 2012, 17:45
كورداونلاين
اعتبر الدواليبي أن مواقف المجلس الوطني السوري متضاربة ومتناقضة، موضحاً أنه كان من دعاة توحيد المعارضة "لكن المجلس الذي نعلم من هم أعضاؤه أقصوا جميع الناس"،
ماهر الخطيب - مقابلات النشرة
طالب رئيس الحكومة السورية الانتقالية نوفل دواليبي الحكومة اللبنانية بالاهتمام بالنازحين السوريين، لافتاً إلى أن أوضاع القسم الأكبر منهم صعبة وبينهم جرحى، موضحاً أنه يتكلم عن أوضاع إنسانية بغض النظر عن المواقف السياسية. الدواليبي الذي فضّل، في حديث لـ"النشرة"، عدم التعليق على مواقف الحكومة اللبنانية من الأحداث السورية، لفت إلى أنه يعلم ما هو اتجاه الحكومة الحالية "التي لها لون خاص مؤيد لنظام بشار الأسد"، لكنه شدد على أن الشعب السوري يريد علاقات ممتازة مع لبنان "لأن العلاقة بين الشعبين تاريخية". وفي الشأن السوري، أوضح الدواليبي أن حكومته هي كأي حكومة في العالم أداة تنفيذية ، لافتاً إلى أن الشعب السوري هو المشرع اليوم، وأشار إلى أنه لم يعد من الممكن الكلام مع "المجلس الوطني السوري"، واصفاً سياسته بـ"المتناقضة" و"المتضاربة"، وأكد أن "الجيش السوري الحر" جزء مهم من حكومته تحت مسمى وزارة الدفاع.
الحكومة أداة تنفيذية والشعب السوري هو المشرع
رئيس الحكومة الانتقالية السورية أوضح أن الهدف من الإعلان عن تشكيل حكومته في هذا الوقت يعود إلى أن "هناك الكثير من الخطوات غير الفاعلة والتي تدور في دوار فارغ من الذين يدعون تمثيل الشعب السوري بسبب المواقف المتضاربة من قبل المجلس الوطني السوري"، مشدداً على أن "هذا الأمر لم يعد مقبولاً لأنه استهزاء ومتاجرة بدماء السوريين الذين يقتلون يومياً"، معتبراً أن "تشكيل الحكومة الانتقالية خطوة إلزامية لمساعدة الثورة"، مشيراً إلى أن حكومته هي كأي حكومة في العالم "جسم تنفيذي لما يقرره المشرع الذي هو اليوم الشعب السوري". وأكد الدواليبي أن "الجيش السوري الحر" هو جزء مهم من حكومته تحت مسمى وزارة الدفاع، لافتاً إلى أنه خلال المؤتمر الذي تم فيه الإعلان عن تشكيل الحكومة تم إظهار العديد من الفيديوهات التي تظهر تأييد ضباط الجيش للحكومة الانتقالية.
لم يعد من الممكن الكلام مع المجلس الوطني السوري
ومن جهة ثانية، اعتبر الدواليبي أن مواقف المجلس الوطني السوري متضاربة ومتناقضة، موضحاً أنه كان من دعاة توحيد المعارضة "لكن المجلس الذي نعلم من هم أعضاؤه أقصوا جميع الناس"، ولفت إلى أن العديد من الجهات المعارضة سعت لإعادة هيكلة المجلس للحفاظ على وحدة المعارضة ولكن ذلك كان مستحيلا، فالخلية السرطانية كانت تريد أن تضم جهات أخرى كي يكونوا شهود زور وليس أعضاء فاعلين"، مشدداً على أنه لم يعد من الممكن الكلام مع المجلس. وأشار الدواليبي إلى أنه أمام هذا الواقع "وجدنا أنه علينا أن ندع الفكرة التشريعية إلى وقت صناديق الاقتراع بعد إسقاط النظام ونذهب إلى الفكرة التنفيذية"، وأوضح أن "المجلس الوطني السوري لم يحظ باعتراف الدول به بل أن العديد من الدول حاولت أن تقول أنه الممثل الشرعي للشعب"، لكنه شدد على أن الأهم هو أن يعترف الشعب به، ولفت إلى أن الشعب السوري لم يعد يؤمن بالمجلس.
إسقاط النظام ومن ثم الاستقرار والانتخابات
وفي ما يتعلق ببرنامج الحكومة الانتقالية، أوضح الدواليبي أن هذا البرنامج واضح لا لبس فيه، مشيراً إلى أن حكومته تطالب بتنفيذ ضربات جوية تستهدف قوات النظام السوري، وبتأمين ممرات آمنة ومنطقة عازلة، وبدعم الجيش السوري الحر الذي هو جزء من الحكومة، ومن ثم السيطرة على الوضع وإبعاد الميليشيات التي جاءت من الخارج، وتقديم المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري. وأشار الدواليبي إلى أن أهداف هذه الحكومة الانتقالية تتلخص بإسقاط النظام الحالي ومن ثم تأمين الاستقرار وإجراء انتخابات حرة ديمقراطية، وأعلن أنه حصل على وعود من قبل العديد من دول العالم بتأييد حكومته.
نريد علاقات ممتازة مع لبنان وعلى الحكومة الاهتمام بالنازحين
وعلى صعيد العلاقات اللبنانية السورية، طالب الدواليبي الحكومة اللبنانية بالاهتمام بالنازحين السوريين، لافتاً إلى أن أوضاع القسم الأكبر منهم صعبة وبينهم جرحى، موضحاً أنه يتكلم عن أوضاع إنسانية بغض النظر عن المواقف السياسية. وفيما فضّل الدواليبي عدم التعليق على مواقف الحكومة اللبنانية من الأحداث السورية، لفت إلى "أننا نعلم ما هو إتجاه الحكومة الحالية التي لها لون خاص مؤيد لنظام بشار الأسد"، لكنه شدد على "أننا نريد علاقات ممتازة مع لبنان لأن العلاقة بين الشعبين تاريخية ونريد أن تكون دائماً على أحسنها". الدواليبي، الذي لفت إلى أنه يعتبر أن "المواقف الداخلية في لبنان شأن داخلي نرفض التدخل فيه"، شدد على رفضه تدخل جهات لبنانية بالشأن الداخلي السوري.
نحن دعاة سلام وهناك مبادرة عربية لذلك
على صعيد موقف الحكومة الانتقالية السورية من إسرائيل، أوضح الدواليبي أن النظام السوري حاول أن يلصق بحكومته الكثير من الاتهامات، لكنه لفت إلى أن هذه الاتهامات هي بمثابة شهادة وطنية، داعياً النظام إلى أن يسأل عن موقفه وهو الذي كان مقبولاً من إسرائيل طوال عقود من الزمن. ولفت الدواليبي إلى أنّ حكومته تهتمّ بشؤون الشعب السوري وتسعى إلى تحقيق الاستقرار والسلام وبناء الدولة من جديد، وقال: "نحن دعاة سلام والسلام لا يبنى إلا على العدل وهناك مبادرة عربية، ولتبحث هذه المبادرة بشكل صريح وبالتنسيق مع الدول العربية"، وأكد أن موقفه لا يخرج بحال من الأحوال عن مضمون المبادرة العربية التي قدمها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز عندما كان ولياً للعهد وذلك في القمة العربية التي انعقدت في بيروت عام 2002.
لست رفيق الحريري
ورداً على سؤال عن تشبيهه من قبل البعض برئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري خاصة وأنه رجل أعمال مقيم في السعودية، شدد الدواليبي على أنه مع احترامه لدم الحريري "إلا أنّ هذا التشبيه لا يجوز"، ولفت إلى أن "هناك فرقاً جوهرياً هو أن عائلة الحريري دخلت إلى السياسة من باب عالم المال والاقتصاد، بينما تاريخ عائلة الدواليبي هو تاريخ وطني عريق منذ الاستقلال"، في إشارة إلى أن والده كان رئيس وزراء سوريا بآخر حكومة قبل وصول حزب "البعث" إلى السلطة.