ندعو نحن اتحاد تنسيقيّـات شباب الكورد في سوريا غداً أبناء الطبقة العاملة وباقي فئات الشعب السوري إلى التظاهر في هذه الذكرى المجيدة، فما أشبهنا جميعاً بأولئك العمال الذين أطلق عليهم الرصاص في شيكاغو
تمرّ علينا اليوم ذكرى عالميّة عظيمة، هي ذكرى عيد العمال العالمي، في
مثل هذا اليوم كان الرصاص مصوّباً إلى صدور عمال سلميّين خرجوا للمطالبة بحقوقهم
ضد العسف الاقتصادي الذي كانوا يتعرضون له، ولم يكن حينها مفهوم الديمقراطية
بمؤسساتها وقوانينها وحواملها الاجتماعية قد ترسخ بعد في العالم، ودون شك تحمل
ذكرى 1 أيار دلالات عديدة فهي تعبير عن هموم شريحة كبيرة من الناس تشكل نسبة ضخمة
من المجتمع ونضالاتهم المطلبية، ودوماً كان العمال العماد الأساسي للثورات وأسهمت
نضالاتهم في تطوير مفهوم الديمقراطية وترسيخها عبر العالم.
في بدايات القرن العشرين كانت الطروحات الأيديولوجية الكلاسيكية
للحركة الاشتراكية ترى أن الثورة تقودها الطبقة العاملة وهي التي ستنتهي إلى حكم
المجتمع وفرض دكتاتوريتها، ونظرت بعين الشك والريبة إلى باقي الفئات الاجتماعية،
خاصة المثقفين . غير أن تطور العالم خاصة من الوجهة الاقتصادية سرعان ما أطاح بهذا
المفهوم البالي، فباتت الثورة تعني احتجاجاً مجتمعياً عاماً يشارك فيه الطلبة
والمثقفون والفلاحون وأصحاب المهن المختلفة وليس حكراً على طبقة أو فئة دون غيرها
اعتماداً على عامل الوعي والرغبة في تغيير الواقع، وكانت انتفاضة الطلبة في /أيار؟
مايو 1968 مثالاً حياً على تغير مفهوم الثورة فسرعان ما لبى العمال نداء الطلبة
وهبوا إلى شوارع باريس .
وفي البلدان العربية تبنّت أحزاب كثيرة الدعاوى الاشتراكية وحكمت باسم
العمال والفلاحين، ولكنها بمجرد وصولها للحكم حرمت المجتمع من السياسة، مما أدى
إلى تخريب بنية المجتمع وإفقاره اقتصادياً،
وبات بلدنا سوريا مثلاً محكوماً من قبل طغمة من اللصوص ما برحت تردد دعاوى الدفاع
عن العمال، وهي التي أفقرتهم ، وخلقت بيئة للعمل أشبه بالغابة، لا يتوافر فيها
الضمان الاجتماعي، ولا الشروط الصحية، والأهمّ أن النقابات التي تناضل في سبيل
تحسين شروط معيشة العمال أُلحِقت بالحزب الحاكم الفاسد، وهكذا حُرم العامل من
الدفاع عن حقوقه ، فإن اعترض طُرِد من العمل، وإن فكر في التظاهر فمصيره السجن
والتعذيب تحت طائلة الأحكام العرفية، والمفارقة أن النظام حين شوّه بيئة العمل
واضطهد الطبقة العاملة ترافق ذلك مع تدمير الطبقة البورجوازية الوطنية، وخلق طبقة
من الرأسمالية المافيوية تكونت من المسؤولين الحكوميين وأقرباء الطاغية بشار،
وبقايا عائلات رأسمالية دخلت في لعبة النظام وشاركته فساده.
في سوريا انتفض الشعب السوري في ثورة الحرية والكرامة بكل فئاته لأنه
أدرك أن الديمقراطية هي المدخل إلى حقوقه الأخرى وفي مقدمتها الحقوق الاقتصادية،
وسواها، والطبقة العاملة في سوريا بادرت إلى مشاركة باقي أبناء شعبها في الثورة
على نظام فاسد أفقرها ومنعها من ممارسة حقها النقابي وحظر عليها مثل باقي أفراد
المجتمع مزاولة السياسية.
ندعو نحن اتحاد تنسيقيّـات
شباب الكورد في سوريا غداً أبناء الطبقة العاملة وباقي فئات الشعب السوري إلى التظاهر
في هذه الذكرى المجيدة، فما أشبهنا جميعاً بأولئك العمال الذين أطلق عليهم الرصاص
في شيكاغو، ونحن نواجه رصاص نظام بشار الأسد لأننا نطالب بحقوقنا، كما نودّ أن نشير
إلى أن دعوتنا في سوريا إلى الديمقراطية تتضمن بعداً اجتماعياً هاماً هو صيانة
حقوق الفئات الفقيرة وتحسين شروط عملها، فكرامة سوريا من كرامة عمالها الشرفاء،
ولا يمكننا بناء مجتمع سليم ديمقراطي دون صيانة حقوق العمال.
عاشت ذكرى الأول من أيار ولتكن هذا العام عيداً للديمقراطية والحرية في
سوريا ضد نظام الطاغية بشار الأسد – ندعوكم للتظاهر.
اتحاد تنسيقيات شباب الكورد في سوريا 1/ 5/2012
المكتب الاعلامي