السبت 21 كانون الأوّل / ديسمبر 2024, 14:47
رودي عثمان : تناغم في استهداف الكورد




رودي عثمان : تناغم في استهداف الكورد
الجمعة 27 نيسان / أبريل 2012, 14:47
كورداونلاين
ما يدعو إلى التساؤل هو هذا التناغم في التوقيت من حيث استهداف الكورد من قبل تركيا, إيران, العراق و سورية, فهذه الأنظمة بينها من المشاكل و التناقضات ما يدفعها للمواجهة و الصدام العسكري

تشهد منطقة الشرق الأوسط مرحلة جديدة في تاريخها تحدد ملامح المستقبل لعقود و سنوات تالية. فالمرحلة التي شارفت على الانتهاء أو الدفن ما هي إلا ميراث لثقافة و إيديولوجية الدولة القومية التي صُدرت إلى الشرق الأوسط مع بزوغ نجم الاستعمار المباشر "فرنسا و بريطانيا", و نشهد اليوم نهاية حقبتها التاريخية؛ و الولوج إلى حقبة جديدة. و ما نلحظه من نشاط محموم للكثير من دول الإقليم و الغرب ليس إلا ضرورة تحتمها الظروف المستجدة عليهم, لأنهم إن لم يملئوا الفراغ الحاصل من انهيار الأنظمة الديكتاتورية فشعوب المنطقة المنتفضة ستقيم نظامها الاجتماعي الديمقراطي الذي يمثل مصالح مجتمعاتها. لذا و للحفاظ على مصالح القوى الغربية و الإقليمية نرى تلونهم و وقوفهم في صف الثورات للإبقاء على مصالحهم؛ و لتحين الفرصة لتمرير مخططاتهم على المدى البعيد.

اليوم نشهد من جديد فصل أخر من فصول استهداف الشعب الكردي متمثلا باستهداف حركة التحرر الكردستانية حيث الحملات السياسية و العسكرية التي لم تتوقف في شمال كردستان و القصف المتكرر لمعاقل قوات الكريلا و القرى الأهلة بالسكان في الجنوب, و دخول النظام الإيراني مجددا على خط استهداف قوات حزب الحياة الحرة الكردستاني حيث قام مؤخرا بشن هجمات عسكرية أخرها قبل أيام, و في جنوب كردستان الأزمة السياسية بين المالكي ناكر الجميل و إقليم كردستان تتصاعد يوما بعد يوم, و في غرب كردستان نلحظ مؤخرا استهدافا ممنهج و خفي و بتركيز كبير على ضرب المشروع الكردي المتمثل في الإدارة الذاتية الديمقراطية, الذي يتهيأ المجتمع الكردي من خلاله لدخول المرحلة المقبل من تاريخ سورية المستقبل؛ و ليكون شريكا حقيقيا في البلاد.  فقد باتت رسائل النظام الأمني ترسل بقوة و وضوح من خلال أفعال أجهزته الأمنية على ارض الواقع؛ اعتقال, تعذيب و التضييق على الناشطين.

ففي الخامس و العشرين من الشهر الحالي اعتقلت الأجهزة الأمنية احد شبان لجان الحماية الشعبية, و عندما قام أهالي مدينة قامشلو باعتصام أمام مديرية المنطقة للمطالبة بالإفراج عن المعتقل الشاب "عبد الخالق الحسن" قامت الأجهزة الأمنية بقمعهم و إطلاق الرصاص الحي و الغاز المسيل للدموع عليهم؛ و اعتقال شابين أخريين, الرد الكردي لم يتأخر و كان سريعا باعتقال ثلاثة عناصر أمنية بينهم مساعد أول من الأمن العسكري في كلا من قامشلو و عامودا, و عليه تم إطلاق سراح الشبان الثلاثة. هكذا حوادث تكررت في سريه كانيه و كوباني و حلب و ديرك, و هي تحذر بأنه إذا ما استمرت السلطات السورية بمضايقة الكرد فلن يكون التعامل مع الأفعال الأمنية كما كان سابقا أي سيعاملون بالمثل و الشعب الكردي سيدافع عن نفسه...

لكن ما يدعو إلى التساؤل هو هذا التناغم في التوقيت من حيث استهداف الكورد من قبل تركيا, إيران, العراق و سورية, فهذه الأنظمة بينها من المشاكل و التناقضات ما يدفعها للمواجهة و الصدام العسكري "سورية و تركيا" مثلا؟. و رغم ذلك تصب مياه مصالحهم و حقدهم في مجرى واحد لضرب الكورد. إذا لازالت هذا الأنظمة تتبادل رسائل و إشارات على حساب الشعب الكردي. ربما لا يكون التناغم انعكاسا لتنسيق مباشر؛ لكنه يعبر عن سياسة و هدف مشترك لجميع الأنظمة الحاكمة في كردستان. في ظل هكذا ظروف ربما بتنا اليوم بحاجة ماسة إلى عقد المؤتمر الوطني الكردستاني ليحدد أهداف الكورد و خطوطهم الحمر.

نتحدث كثيرا عن حساسية المرحلة و ضرورة التعامل بحذر. إذا فليكون الإسراع في عقد المؤتمر الوطني إحدى هذه الحساسيات؛ و ضرورة وطنية.   

رودي عثمان- 27\4\2012

449.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات