روسيا تعرب عن قلقها من تلويح تركيا باستدعاء 'الناتو' لمواجهة 'تهديدات' آتية من سوريا
كان أردوغان أعلن في وقت سابق من نيسان/أبريل الجاري أن أنقرة قد تطلب تفعيل المادة الخامسة من إتفاقية الحلف التي تنص على أن أي هجوم على دولة عضو فيه يعد هجوماً على جميع دوله، مضيفاً أن مسؤولية (الناتو) حماية حدود تركيا
عبرت وزارة
الخارجية الروسية، اليوم الخميس، عن القلق إزاء ما أعلنه رئيس الحكومة التركية رجب
طيب أردوغان مؤخراً من إمكانية إستعانة بلاده بحلف شمال الأطلسي (الناتو) لمواجهة
"التهديدات" الآتية من سوريا.
ونقلت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية عن المتحدث باسم الخارجية الروسية،
ألكسندر لوكاشيفيتش، قوله إن تصريحات أردوغان بأن تركيا تحتفظ بحقها في طلب
المساعدة من (الناتو) بموجب المادة 5 من معاهدة واشنطن الخاصة بالدفاع الجماعي
لأعضاء الحلف، نظراً إلى التهديدات الآتية من الأراضي السورية، "أثارت
قلقنا".
وكان أردوغان أعلن في وقت سابق من نيسان/أبريل الجاري أن أنقرة قد تطلب تفعيل
المادة الخامسة من إتفاقية الحلف التي تنص على أن أي هجوم على دولة عضو فيه يعد
هجوماً على جميع دوله، مضيفاً أن مسؤولية (الناتو) حماية حدود تركيا.
وقال المتحدث الروسي إن المطلوب من المجتمع الدولي الآن أن يؤيد مساعي مبعوث الأمم
المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان، مشيراً إلى "أننا نرى
ضرورة أن يلعب مجلس الأمن الدولي دوراً رئيسياً في عملية التسوية" في حين أن
"إنجرار اللاعبين الآخرين ينذر بزلزلة الوضع وتفاقم التوتر وتراجع عملية التسوية".
وأضاف أن تنفيذ خطة أنان وإطلاق الحوار السياسي داخل سوريا في أسرع وقت
"سيضمنان أمن جيران سوريا كافة بمن فيهم تركيا".
وأكد أن روسيا تعارض إقامة مناطق عازلة عند حدود سوريا "تحت ذريعة"
إيصال المساعدة الإنسانية، مشيراً إلى أن موسكو ترى ضرورة تقديم المساعدة
الإنسانية بموافقة الطرف المتلقي.
وكانت وزارة الخارجية الروسية، أعلنت اليوم أن المجموعة الأولى من مراقبي الأمم
المتحدة أدّت دورها في تثبيت الهدنة في سوريا.
وقال المتحدث باسم الخارجية إن "المجموعة الأولى من المراقبين التي وصلت إلى
سوريا ومن ضمنها ضابط روسي، أدّت دورها في تحقيق الإستقرار. ونأمل أن تبلغ بعثة
المراقبين قريباً حجمها العددي المقرر، أي 300 شخص".
وذكر لوكاشيفيتش أن المراقبين كانوا قد زاروا "بؤر النزاع الأساسية" في
سوريا، مشيراً إلى أن "مستوى العنف في البلاد تدنى إلى حد كبير مما يبرر
القول إن الوضع في سوريا يتغيّر رويداً نحو الأفضل، وإن كان ذلك يمثل نزعة
هشّة".
وأعرب عن أمله في أن "يتم خلال مدة عمل البعثة تهيئة الظروف الضرورية لإطلاق
حوار شامل في سوريا على الأساس السياسي الأوسع".
يذكر أن مجلس الأمن الدولي وافق بالإجماع في 21 نسيان/أبريل، على قرار يقضي بنشر
ما يصل الى 300 مراقب عسكري غير مسلح، في سوريا بشكل مبدئي لمدة 3 أشهر لمراقبة
وقف إطلاق النار الذي بدأ في منتصف شهر نيسان/أبريل، عملاً بخطة مبعوث الأمم
المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان.
(يو بي أي)