كلمة المجلس المحلي في الحسكة للمجلس الوطني الكردي في سوريا ، في أربعينية الشهيد إدريس أحمد رشو بتاريخ 24 / 4 / 2012 ، ألقاها في الحشد الغفير رئيس المجلس الأستاذ عبد الرحمن عبطان
كلمة المجلس المحلي في
الحسكة للمجلس الوطني الكردي في سوريا ، في أربعينية الشهيد إدريس أحمد رشو بتاريخ
24 / 4 / 2012 ، ألقاها في الحشد الغفير رئيس المجلس الأستاذ عبد الرحمن عبطان .. أيها
الحضور الكريم .. باسم المجلس المحلي في الحسكة للمجلس الوطني الكردي في سوريا ، نحييكم
جميعا ، ونحيي فيكم روح الشهامة والإباء ، نحيي فيكم العزة والوفاء لشهدائكم
الميامين ، ومنهم الشهيد العزيز إدريس أحمد رشو ، الذي استشهد منذ أربعين يوم
برصاص حي أطلقته عليه عناصر من أجهزة نظام القمع والاستبداد بشكل مباشر وإثناء
تظاهرة سلمية نظمها وقادها شبابنا الأبطال في مدينة الحسكة (حي الصالحية )
بتاريخ 16 / 3 / 2012 ، مما أرداه قتيلا
شهيدا إلى جانب عدد آخر من الجرحى والمصابين ..
أيتها الأخوات أيها
الأخوة .. إن حضوركم هذا ، وبهذا الكم الهائل سواء يوم تشييع الشهيد أو أيام جلسات
التعزية والمواساة أو في يوم التأبين هذا ، ما هو إلا تعبير حي عن حبكم لشهدائكم
وتقديركم لتضحياتهم ، ودليل واضح على انخراطكم المباشر ومن غير التردد في صفوف
الثورة السورية السلمية والمستمرة منذ أكثر من ثلاثة عشر شهرا ، وهو برهان أكيد
على حسن التصاقكم الحر مع قضايا شعبكم الوطنية منها والقومية ، لأن شهداءنا هم
شهداء وطننا السوري وشهداء شعبنا الكردي الذي رزح لعقود طوال تحت نير الاضطهاد
والاستعباد والتمييز بما يحمل من معاني تجاهله أو إنكار وجوده ، أو محاولة صهره
ومحو معالمه القومية والحضارية ..
إننا اليوم أيها الأخوة
.. نقف جميعا بإجلال وتعظيم في محراب الأرواح الطاهرة لعموم شهدائنا البررة شهداء
الثورة السورية بكل مكوناتها الوطنية وانتماءاتها القومية والدينية والسياسية وفي
كل مدنها وبلداتها وأريافها من أقصاها إلى أقصاها ، وشهداء شعبنا الكردي سليمان
آدي ، وشهداء انتفاضة آذار التاريخية ، والشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي ، وشهداء
عيدي نوروز 2008 و 2009 ، والجنود الكرد الذين استشهدوا في صفوف الجيش السوري ، وصولا
إلى شهداء شعبنا الكردي في هذه الثورة المجيدة : مشعل تمو ، شيرزاد حاج رشيد ، نصر
الدين برهك ، جوان قطنة ، والشهيد الذي نحن في حضرة ذكراه بعد مرور أربعين يوم على
استشهاده ، إنه الشهيد بكل فخر إدريس أحمد رشو ..
لقد امتاز هذا الشهيد –
أيها الأخوة - كغيره من شهدائنا الميامين بالسجايا الطيبة والخصال الحميدة التي
حملته الروح المفعمة بالوطنية الصادقة
وبالإيمان القوي بعدالة قضيته القومية لشعبه الكردي المظلوم ، مما زادت في همته
وعزيمته الشبابية على مواصلة النشاط والعمل إلى جانب أقرانه وأصدقائه من شباب
الثورة ليكتسب معاني التضحية والفداء في سبيل تحقيق تطلعات الجماهير السورية
وأماني شعبنا الكردي من خلال دحر الاستبداد والنظام الشمولي القمعي وعبر انتصار هذه
الثورة المجيدة ، وبناء الدولة المدنية الحديثة على أسس راسخة من العدل والمساواة
ووفق نظام ديمقراطي برلماني يمتاز بالتعددية القومية والدينية والسياسية ، وتحترم
فيها الواجبات وتصان بها الحقوق ..
أيها الحضور الكريم .. نحييكم
ثانية ونشكر لكم هذا الحضور وهذا الوفاء ، ونكرر تحياتنا لأرواح شهدائنا الخالدين
مجددين عهدنا بمواصلة الدرب حتى تحقيق الأهداف والأماني التي استشهدوا في سبيلها ،
مع تمنياتنا لجرحى الثورة السورية بالشفاء
العاجل ، وعودة المنفيين والمشردين والمهجرين إلى ديارهم ، والحرية لكافة معتقلي
الرأي والموقف السياسي في سجون البلاد ، وتحياتنا الخاصة للقابعين خلف القضبان من
آماد طويلة نذكر منهم : المعتقل الشاب والناشط شبال إبراهيم ، والكاتب حسين عيسو
والدكتور سعيد علي وغيرهم كثيرون ..
في الختام نعزي أنفسنا
ثانية ونجدد تعازينا لكل أبناء شعبنا الكردي ووطننا السوري ، وتعازينا الخاصة لذوي
الشهداء وذوي هذا الشهيد لهم جميعا الصبر والسلوان ولشهدائنا البررة واسع الرحمة
وفسيح الجنان .
المجد والخلود لشهدائنا
وكل شهداء الحرية في كل مكان ..
الخزي والعار للقتلة
المجرمين ..
والسلام عليكم