الإثنين 19 أيّار / مايو 2025, 09:36
نداء من أجل وحدة القوى الكوردستانية




نداء من أجل وحدة القوى الكوردستانية
الجمعة 20 نيسان / أبريل 2012, 09:36
كورداونلاين
حركة استقلال كوردستان :يجب تطوير العمل من أجل اقرار الخريطة النهائية لكوردستان، بهدف التوثيق والضبط والتأكيد، وتحضيره لتقديمه لمختلف المؤسسات والأحزاب والقيادات والمواقع والهيئات الكوردستانية

أيها الكوردستانيون في كل مكان

لقد بلغ السيل الزبى ووصل الأمر بالعنصريين المعادين لطموحات الأمة الكوردية في الحرية والاستقلال لدرجة إنكار الحقائق التاريخية الساطعة المتعلقة بالوجود القومي وبالأرض الكوردية، كما فعل بوقاحة نادرة، رئيس المجلس الوطني السوري، الدكتور برهان غليون، في مقابلته الشهيرة مع "روداو" الكوردية، فكأنه يقول لكل الكوردستانيين بصراحة تامة: ها أنذا أصارحكم وجهاً لوجه بأن المجلس الوطني السوري لايعترف بوجود جزء من كوردستان تم إلحاقه بسوريا، التي أسسها المستعمر الفرنسي حسب مصالحه كدولة في المنطقة، مقتسماً إياها مع المستعمر البريطاني، بمعاهدة سايكس – بيكو الشهيرة في عام 1916.

وها هو السيد نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي، الذي يبني في وضح النهار دكتاتورية بكل معنى الكلمة، يرفض تطبيق بنود الدستور العراقي بصدد الغاز والبترول والبيشمه ركه والمناطق المسلوبة من كوردستان ومدينة كركوك على وجه الخصوص، ويهدد حكومة الاقليم تحت رعاية رئيس كوردي، كان قد أطلق في يومٍ من الأيام شعار (كركوك قدس الأكراد). ومعلوم أن حكومة أحمدى نجاد الغاشية تعدم كل ناشط كوردي لايتردد في تقديم أعظم التضحيات من أجل شعبه المظلوم، وسياسات الحكومة الأردوغانية المتذبذبة والمناهضة ضد أي تقدم تحرزه القضية الكوردية في شمال كوردستان في تصعيد وانتكاس نحو الأسوأ، بعد أن طرح أردوغان نفسه كمصلح سياسي كبير وخدع بذلك كثيرين في العالم.

في مثل هذا الوضع الذي لايمكن أن تقبل به أية أمة من أمم الأرض وأي حر من أحرار العالم، يجب أن يكون رد الكوردستانيين على هكذا استخفاف بحق أمتنا في الحرية والوحدة والاستقلال رداً مناسباً على التحديات التي تفرزها هذه المرحلة التاريخية، وهذا يعني إعطاء جوابٍ عن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه علينا جميعاً نحن الكوردستانيين، ألا وهو: ما العمل؟

مما لاشك فيه أن كل الفئات السياسية والدينية والاجتماعية تود العيش مع بعضها بعضاً في جمهورية كوردستان المستقلة، وتأمل أن تتمتع بحقوقها دون نقصان وتقوم بواجباتها وتشارك في صنع القرار الكوردستاني السياسي، ولذلك فإن على سائر الكوردستانيين من أي جهة كانوا، المساهمة في بناء البيت الكوردستاني أولاً، قبل التفكير بالحصول على أي حق من الحقوق، ونستثني هنا بالطبع أولئك الذين يزعمون أنهم كوردستانيون، رغم أنهم يسيرون وفق مصالح الأنظمة المستبدة بنا ومعارضاتها المعادية لطموحات أمتنا الكوردية والمغتصبة أرضها والسارقة خيراتها، ويخدعون أنفسهم بتلك الحقوق التي حصلوا عليها أو طالبوا بها نتيجة ضعف تلك الأنظمة وليس بسبب إيمانها بالوجود والحق الكوردي. فالكوردستاني هو الذي يرفض السكوت على التجزئة والتقسيم ونهب الثروات الكوردية ولاينخدع بوعود أعداء الكورد وكوردستان ويعمل ليل نهار على إظهار الصورة الحقيقية للقضية الكوردستانية العادلة، وهي وحدة النضال القومي الكوردستاني، التي لاتقبل التزويير والتضليل والتشويه. ولذا يجب رص الصف الكوردستاني على مختلف المستويات وفي كل الساحات وبشكل عميق ومناسب لكفاح هذه الأمة، حتى نتمكن من الإجابة عن السؤال المطروح.

والإجابة عما يجب القيام به، في نظر "حركة استقلال كوردستان" تكمن في:

قبل كل شيء، يجب أن يرفع العلم الكوردستاني،الذي تؤمن ملايين الكورد في سائر أنحاء العالم بأنه الرمز الخاص والأول لوحدة الأمة الكوردية، في مختلف المناسبات والاحتفالات والمظاهرات الكوردية أينما كان، ورفض رفع أي علمٍ آخر كرمز ممثل للأمة الكوردية أو القوم الكوردي، مهما كانت ضغوط وتوسلات البعض بالتنازل عنه قوية ومبررة، ففي سبيل حماية هذه الراية التي امتزجت ألوانها وشمسها بوعي امتنا وامتزجت بثقافتها القومية، قدم الشباب الكوردي وبيشمركته وقادته الأحرار أعناقهم. وفي حالات الاضطرار القصوى، كتنظيم احتفالٍ أو تظاهرةٍ مشتركة مع قوى غير كوردية، يمكن رفع أعلام الجهات المشاركة إلى جانب العلم الكوردي، ولكن ليس بدونه، ويجب أن تكون مشاركة الكورد في أي نشاط مشترك مع غيرهم مرهونة بحقهم في رفع علمهم القومي عالياً.

الرمز الثاني لوحدة الكوردستانيين هو بالتأكيد (نوروز)، الذي يحاول البعض منذ سنوات التملص من الاحتفال به لسببٍ من الأسباب، كمقتل نجل رئيس من رؤساء الدول التي تقتسم كوردستان، أو بذرائع أخرى، وهذا ما يجب رفضه، إذ رغم توالي كل الآلام والنكبات، فإنه اليوم الذي يرى الكورد فيه أنفسهم سعداء، متحدين، وواثقين من أنهم سيحرقون الطغيان وسيسحقون العدوان، وسيلغون الحدود المرسومة بينهم. في نوروز يحتفل الكورد كأبناء وأمة واحدة، وهذا هو اليوم الوحيد الذي تتوحد فيه كوردستان سنوياً، فلنحافظ عليه ولنناضل من أجل الاحتفال به كل عام ككوردستانيين مخلصين لأمتهم، ولنرفض تلك المحاولات التي تقلل من أهمية الاحتفال بنوروز.

إن نشيدنا الوطني "أي رقيب"، يجب أن لا يهمل في أي مناسبة سياسية كوردستانية، وعلى الكوادر الكوردستانية تعلم النشيد وتعليمه، في بيته وفي حزبه وفي كل مكان يتواجد فيه الكورد، إذ لكل أمة من الأمم نشيدها الوطني، وللكورد "أي رقيب" الذي صار الآن في اقليم من أقاليم كوردستان نشيداً رسمياً.

لقد حاولت بعض الجهات الكوردية في العقود الثلاثة الأخيرة من الزمن الاستهزاء برموزنا التاريخية من قادة ورجالٍ تقدموا صفوف الكفاح الوطني، فمنهم من استشهد، ومنهم من قضى نحبه في المعتقلات ومنهم من تم نفيه من وطنه أو عانى من الحرمان في آخر حياته ومنهم من قاتل أو كافح سياسياً حتى الموت، والهدف من ذلك هو شطب ذاكرة الأمة الكوردية السياسية، وهذا مخطط استعماري خطير سعى بعضهم إلى تنفيذه تحت يافطة كوردستانية مزيفة، ولكنه فشل فيها فشلاً ذريعاً. ولذلك فإن الدفاع بقوة عن قادتنا الميامين من كاوا الحداد إلى آخر شهيد سقط في سبيل الكورد وكوردستان هو واجب وطني وعمل ضروري ضد مشروع إلغاء التاريخ السياسي للأمة الكوردية.

يجب تطوير العمل من أجل اقرار الخريطة النهائية لكوردستان، بهدف التوثيق والضبط والتأكيد، وتحضيره لتقديمه لمختلف المؤسسات والأحزاب والقيادات والمواقع والهيئات الكوردستانية، وتوسيع دائرة نشرها اقليمياً ودولياً، ورفض كل المحاولات التي تتملص من توزيعها والاعتماد عليها بذرائع سياسية أو اختلاقات مبعثها المصلحة الحزبية الضيقة.

لابد من إضافة نقاط أخرى تزيد إطار العمل الكوردستاني وضوحاً، وتزيل الشوائب العالقة بنضالات الكوردستانيين، منها السعي المستمر لبناء القوة الدفاعية الكوردستانية، وإيجاد العملة النقدية الكوردية، وكذلك مصرف مركزي كوردستاني، ونظام معلوماتي – أمني كوردستاني، وكل ما يستلزمه الكفاح الوطني المشترك. فالذي يسعى لبناء دولة ملزم بتنفيذ كل ما تتطلبه هذه الدولة، اليوم أو مستقبلاً.

من أجل تحقيق إنجازات وتقدم في سائر المجالات التي يقتضيها النضال الكوردستاني، لابد من توجيه الدعوة لسائر القوى الكوردستانية إلى العمل المشترك، بتطوير برامجها السياسية، بتصحيح مساراتها، بتغليب المصلحة القومية على المصالح الحزبية، بالكف عن الحرب الفكرية التي يجب تأجيلها إلى ما بعد بناء الأسس السليمة لوحدة الكوردستانيين، وعدم الانجرار إلى المعارك الجانبية، أو الانخداع بوعود النظم التي لاتريد للكورد أي نجاة أو خلاص من العبودية، وبتشجيع مختلف الأطراف والشخصيات الكوردية التي تعمل ضمن الأحزاب والهيئات لتوجيه الدفة نحو هدف "الكوردستانية" وتحقيق "الفيدرالية" كدرجة أساسية وكضمان للعمل الكوردستاني في الاقاليم الكوردية التي تسيطر عليها الدول المقتسمة لكوردستان حتى الآن.

قد يكون هذا مجرد نداء ربما لايلقى آذاناً صاغية من الحركة السياسية الكوردية المنشغلة بتحقيق برامجها في اقليم من الاقاليم دون الأخرى، ولكن الكوردستانيين يعلمون بأن مثل هذا النداء ضروري لتعميق وعي شبابنا الكوردي الذي تتخطفه النوازع والأفكار التي لاتخدم كوردستانية النضال، بل تحرفه عن ذلك بآمال وأحلامٍ في الحياة على مستوى النظر مع من لايعترف ضمناً بالحق القومي العادل للكورد ولايرى أمامه في خرائط الشرق الأوسط أي أثر لكوردستان، لأنه تعلم هكذا منذ صغره وتمت تنشأته على كره الكورد وكوردستان والوقوف ضدهما حتى في الحندق المشترك ضد الكتاتورية وفي سبيل الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان.

‏20‏ نيسان‏، 2012

حركة استقلال كوردستان

553.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات