جاءت تصريحات وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في مؤتمر "اصدقاء سوريا" المنعقد في العاصمة الفرنسية ويشارك فيه عدد من كبار المسؤولين من الدول التي تؤيد فرض عقوبات على سوريا لاجبار الاسد على الالتزام بخطة انان
حذرت فرنسا
الخميس من ان عدم التزام نظام الرئيس السوري بشار الاسد بتطبيق خطة مبعوث الامم
المتحدة والجامعة العربية كوفي انان سيفتح الباب امام "حرب اهلية" في
سوريا، داعية الى منح المراقبين الدوليين الوسائل التي تمكنهم من الاشراف على وقف
اطلاق النار.
وجاءت
تصريحات وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في مؤتمر "اصدقاء سوريا"
المنعقد في العاصمة الفرنسية ويشارك فيه عدد من كبار المسؤولين من الدول التي تؤيد
فرض عقوبات على سوريا لاجبار الاسد على الالتزام بخطة انان.
وقال جوبيه
ان "خطة انان هي فرصة للسلام، وهي فرصة ينبغي الا تفوت".
وقال ان
المعارضة السورية "وفت بالتزاماتها" بشان احترام وقف اطلاق النار خلافا
للنظام.
واضاف
جوبيه في بداية اجتماع وزراء خارجية نحو 15 دولة غربية وعربية ان "المعارضة
وفت بالتزاماتها بموجب خطة انان التي رحب بها المجلس الوطني السوري".
وتابع ان
"المجموعات (المعارضة) على الارض احترمت وقف اطلاق النار رغم ان التنسيق
بينها كان صعبا بسبب استفزازات النظام".
واكد
"لا نستطيع ان نقول الشيء نفسه بالنسبة للنظام السوري الذي يواصل من دون حياء
اساليبه القمعية التي خلفت حتى الان عشرات القتلى منذ الوقت الذي كان من المفترض
ان يبدأ فيه سريان وقف اطلاق النار".
ودعا جوبيه
الى فرض عقوبات اشد على دمشق، والى زيادة عدد المراقبين الدوليين المنتشرين في
سوريا، وتعزيز هؤلاء المراقبين عن طريق تزويدهم بالامكانات البرية والجوية.
وقال انه
يجب ان يكون للمراقبين كل الوسائل التي تتيح لهم "اجراء تقييم واضح للتطبيق
الفعلي لخطة (كوفي) انان".
واكد ان
"خطة انان هي ضمان للسلام والحرية -- وفشلها هو الطريق لحرب اهلية وربما
اقليمية. دعونا نتحمل مسؤولياتنا"، وحض الدول الكبرى على دعم جهود الجامعة
العربية لوقف العنف في سوريا.
بدورها،
دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون باسم بلادها الى "تشديد
الاجراءات" بحق النظام السوري بهدف ضمان احترام خطة كوفي انان، على ان يشمل
ذلك قرارا لمجلس الامن يتضمن عقوبات وحظرا على الاسلحة.
وقالت
كلينتون في اجتماع الوزراء الغربيين والعرب "علينا ان نتجه بقوة نحو مجلس الامن
بهدف (اصدار) قرار تحت الفصل السابع يلحظ عقوبات ومنعا للسفر وعقوبات مالية وحظرا
على الاسلحة".
وفي وقت
سابق الخميس قال جوبيه ان نظيره الروسي سيرغي لافروف رفض الدعوة بحضور اللقاء.
وحذرت
فرنسا روسيا من ان رفضها المشاركة في هذا الاجتماع سيزيد من عزلتها.
وصرح جوبيه
"يؤسفني ان تستمر روسيا في التقيد برؤية تعزلها اكثر فاكثر ليس عن العالم
العربي فحسب بل عن المجتمع الدولي".
ودعيت
روسيا والصين الى هذا الاجتماع لكنهما اعتذرتا عن الحضور كما اعلنت وزارة الخارجية
الخميس.
وقال جوبيه
"دعوت شخصيا السيد (سيرغي) لافروف".
ومع معارضة
روسيا لاصدار اي قرار من مجلس الامن الدولي يدين سوريا، فان مجموعة الدول التي
اطلقت على نفسها اسم "اصدقاء سوريا" ستدرس الخيارات الاخرى.
وقال
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخميس ان هذه الخيارات قد تشمل اقامة ممرات
انسانية داخل سوريا من اجل تقديم المساعدات للمدن التي تشهد تمردا.
الا ان
لافروف قال ان موسكو "تقوم بدورها بكل صدق" لانهاء العنف، وان على
المجتمع الدولي ان يتوقف عن توقع فشل خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية
كوفي انان.
وقال
"لقد دعوت زملائي اليوم الى التخلي عن الخطاب المليء بالتكهنات الشخصية بان
خطة كوفي انان مصيرها الفشل".
وتابع
"قبل التفكير في ما يمكن ان نفعله في المستقبل، علينا ان نفعل ما بوسعنا من
اجل انجاح خطة السلام هذه".
وقالت
روسيا ان هذا الاجتماع لا يختلف كثيرا عن الاجتماعين السابقين ل"اصدقاء
سوريا" والتي لم تحضرهما موسكو لانهما اشتملتا على دعوة لتنحي الاسد.
وصرحت
وزارة الخارجية الروسية بان اجتماع باريس "منحاز" لانه لا يضم ممثلين
للنظام السوري.
وكانت
روسيا والصين اثارتا انتقادات عالمية مطلع هذا العام لتصويتهما بالنقض على مشروعي
قرار يدينان الاسد.
كما دعا
الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى ارسال مزيد من المراقبين الى سوريا
للاشراف على وقف اطلاق النار الهش، وقال ان "فرصة احراز تقدم ربما لا تزال
قائمة، وعلينا ان نبني عليها".
وقال
الامين العام انه يرغب في نشر 300 مراقب غير مسلح للقيام بمهمة مدتها ثلاثة اشهر،
واضاف انه "من المهم للغاية" ان يلتزم نظام الاسد بالخطة المتفق عليها
مع انان.
وسيتم نشر
300 مراقب خلال الاسابيع المقبلة في عشر مناطق مختلفة من سوريا لمراقبة وقف اطلاق
النار الذي بدأ سريانه في 12 نيسان/ابريل، وتطبيق خطة انان.
المصدر : ا
ف ب