حصد فيلم (حلبجة – الأطفال المفقودون) للمخرج السينمائي الكوردي أكرم حيدو، لقب أفضل فيلم روائي أو "الجائزة الكبرى" في مهرجان الخليج السينمائي لعام 2012.
حصد
فيلم (حلبجة – الأطفال المفقودون) للمخرج السينمائي الكوردي أكرم حيدو، لقب أفضل فيلم
روائي أو "الجائزة الكبرى" في مهرجان الخليج السينمائي لعام 2012.
ولاقى
فيلم (حلبجة – الأطفال المفقودون)، الذي أنتجه المخرج أكرم حيدو بنفسه، استحسان النقاد
في المهرجان وكان حديث الفنانين. وتبدأ أحداث الفيلم بمشهد شاب اسمه "علي"
يقوم بزيارة قبر يحل اسمه وسط مدينة حلبجة في كوردستان التي تم قصفها النظام المباد
عام 1988 بالغاز الكيميائي.
واستنبط
المخرج أكرم حيدو حكاية فيلمه “حلبجة- الأطفال المفقودون” من آلاف الصغار الذين فقدوا
في هذه الحقبة من الزمن جراء القصف الكيماوي بغاز السيانيد، من قبل النظام المباد.
وينطلق العمل من قصة حقيقية للطفل علي زمناكو الذي فقدته والدته عندما كان رضيعاً في
شهره الرابع، واعتبره أهله في عداد الموتى، إلا أنه يعود للظهور في مدينة مشهد الإيرانية
بعد 21 عاماً على اختفائه، يبدأ المشهد الأول والكاميرا في الأسفل تتابع خطوات “علي”
وصولاً إلى مقابر حلبجة التي دفن فيها آلاف الأطفال مع ذويهم، يقف “علي” على مقبرة
كتب عليها اسمه فيتحدث قائلاً: قبل شهرين كان هذا قبري ولكن منذ الآن . . ويبدأ بسرد
حكايته، تتابع مشاهد الفيلم في 72 دقيقة وبحوار باللغة الكوردية مترجم إلى الإنجليزية،
حكاية “علي” وكيفية وصوله إلى إيران بعد أن تربى في كنف إيرانية اسمها حميد بور تبنته
بعد نقله إلى أحد مستشفيات كرمانشاه ومنه إلى دار الأيتام، حيث تعمل والدته بالتبني
في نفس الدار .
يدرس
علي زمناكو بعد شفائه من آثار الحرب والدمار الابتدائية ثم يكمل الثانوية، إلا أنه
لا يستطيع اللحاق بالجامعة لأنه ليس إيراني الأصل ولا يحمل هوية تثبت نسبه الأصلي،
وبعد بلوغ 16 عاماً تبلغه والدته بالتبني أنه كوردي الأصل ومن مدينة حلبجة، وإنها تبنته
بعد وصوله إلى دار الأيتام . وفي أحد مشاهد الفيلم وعندما تموت والدة علي الإيرانية
بحادث سير، بعد سنوات يقرر البحث عن عائلته والعودة إلى حلبجة وعند وصوله إلى مسقط
رأسه بعد 21 عاماً، يقف صامتاً أمام المقبرة نفسها، في لعبة ذكية من مخرج الفيلم ليعود
بذاكرة الجمهور إلى حكاية آلاف الأطفال الذين دفنت أسماؤهم في المقابر، إلا أنهم أحياء
بأجسادهم في مكان مجهول . بعد عودته تتناقل الأخبار عن وصول شاب اسمه “علي” فقد منذ
صغره في مجزرة حلبجة الكيماوية، فتجتمع خمس عائلات مع علي في مركز صحي بانتظار نتائج
فحص ال “دي إن إيه”، حيث يأمل الجميع أن يكون هو ابنها المفقود، بينما يقف علي مراقباً
ملامح الأمهات الثكلى بفقدان أطفالهن، ويتساءل في قرارة نفسه أيهم تكون والدته، وبالرغم
من أنه لا توجد وثائق وإحصائيات رسمية عن عدد الأطفال المفقودين من جراء تلك المجزرة
التي راح ضحيتها ما يقارب 150 ألف شخص بسبب القصف الكيماوي، وما سمي حملات الأنفال
وتدمير ما يقل عن 3 آلاف قرية، إلا أن المخرج نجح في رسم صورة البؤس وملامح الفقر والتهجير
وفقدان حنان الأهل وحقوق المواطنة والهوية .
كما
يجسد مشهد إعلان نتيجة الفحص التحليلي تعبيراً واضحاً وإنسانياً عن حالة شعور الأم
بلقاء ابنها بعد 21 عاماً من الفراق . وكما بدأ الفيلم بخطوات علي ينتهي أيضاً والكاميرا
تتفرس وجهه، وكأن المخرج أراد بتصوير هذا المشهد التركيز على الحاضر أكثر من الماضي،
لم يستخدم الفيلم أي مؤثرات خارجية أو تقنيات تصويرية في محاولة من المخرج لواقعية
الحكاية التي تروى على لسان أصحابها . نجح المخرج الكوردي أكرم حيدو الذي ولد في سوريا
عام ،1973 في إيصال المعنى الحقيقي والإنساني لمرارة واقعة “حلبجة” من خلال عيون أطفالها
المفقودين، فقصة علي زمناكو ليست الوحيدة من بين آلاف القصص التي تتكرر سنوياً في إقليم
كوردستان عن أطفال التقوا بذويهم بعد أن غزا الشيب رؤوسهم .
يذكر
ان أكرم حيدو مخرج ومصور وسينمائي ومنتج مستقل، هاجر إلى ألمانيا عام 1995 حيث شرع
العمل في مجال تصميم الإعلام الرقمي، ثم أتم دراسته في مجال الإخراج السينمائي عام
2009 في أكاديمية “رور” للفنون، ويعتبر هذا الفيلم باكورة أعماله السينمائية الطويلة
وشارك به في عدة مهرجانات عالمية منها: مهرجان ساوباولو السينمائي في البرازيل، ومهرجان
أورن في ألمانيا، ومهرجان ديار بكر السينمائي في تركيا، حيث حصد الجائزة الأولى، إضافة
إلى مهرجان سينما الحقيقة في طهران، ومهرجان الفن السابع للفيلم الكوردي في لندن، ومهرجان
الأفلام الوثائقية في كوردستان العراق، حيث حصد جائزة تقديرية كأفضل فيلم .
والفيلم
من إنتاج وسيناريو وتصوير أكرم حيدو، ومونتاج فرانسيسكا فون برلبش، وموسيقا جوان حاجو،
وعن قصة علي زمناكو محمد أحمد، وبمشاركة فخرالدين حج سليم .
PUKmedia وكالات