بيان تيار التغيير الوطني بمناسبة عيد الجلاء في سورية
الثلاثاء 17 نيسان / أبريل 2012, 17:57
كورداونلاين
استكمل هذا النظام الوحشي الخراب الممنهج للبلاد، ليشن حرب إبادة حقيقية. فقد دمر أحياء بأكملها، وحول مناطق برمتها إلى مناطق منكوبة، وقصف دور العبادة،
حيا تيار التغيير الوطني ، شهداء الثورة الشعبية العارمة التي تجتاح سوريا منذ أكثر من 13 شهراً، بمناسبة مرور 66 عاماً على جلاء المحتل الفرنسي عن سوريا، كما حيا الجرحى والمعذَبين والنازحين والمهجرين والمُحَاصرين والشعب السوري بكل أطيافه وفئاته، والجيش السوري الحر. مؤكداً، على أن ما يقوم به الثوار الآن على الأرض السورية، لا يقل أهمية عما قام به الثوار في العام 1946 بطرد آخر جندي فرنسي من أرض الوطن، وأن ثوار الأمس كانوا سينضمون إلى ثوار اليوم، فيما لو قُدرت لهم الحياة، لإزاحة وإسقاط نظام سفاح سوريا بشار الأسد، الذي يشن حرب إبادة ضد الشعب السوري الأبي، بكل الوسائل والإمكانات التي يملكها، والتي يمضي في تعزيزها على مدار الساعة.
ودعا تيار التغيير الوطني الشعب السوري، إلى اعتبار هذه الثورة المباركة، ثورة تحرير من نظام لا شرعي أصلاً استعمر البلاد لأكثر من أربعة عقود، قام بممارسات تفوق وحشية ممارسات المستعمر الفرنسي، بما في ذلك، رهنُ البلاد إلى أسرة واحدة، وسرقة مقدراتها وثرواتها، واضطهاد تلقائي لأبناء الشعب السوري، واعتقال مئات آلاف منه، وقتل عشرات آلاف آخرين، وارتكاب المجازر. ومع انطلاق الثورة الشعبية السلمية العارمة، استكمل هذا النظام الوحشي الخراب الممنهج للبلاد، ليشن حرب إبادة حقيقية. فقد دمر أحياء بأكملها، وحول مناطق برمتها إلى مناطق منكوبة، وقصف دور العبادة، واستهدف بالتدمير تاريخ سوريا، كما استهدف مستقبلها، واستخدم كل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، واستورد مرتزقة وقطاع طرق لقتل المدنيين العزل، وهجر واعتقل وعذب ونكل ومثل حتى بالجثث.
إن ذكرى الجلاء عن الأرض السورية، ليست إلا مناسبة أخرى تُلهم الثورة الشعبية العارمة، لمواصلة حراكها البطولي لاستئصال مستعمر يحمل هذه المرة (بحكم الولادة لا الوطنية بالطبع) جنسيتها. فلا يمكن وبأي صورة من الصور، أن يقبل أبناء وأحفاد الثوار الذين طردوا المستعمر الفرنسي الخارجي، الاستمرار خاضعين لمستعمر داخلي، وقف حتى أحفاد ذلك المستعمر الأجنبي ضده، من فرط وحشيته وفساده وخرابه وظلمه واستبداده وقمعه. إن الشعب السوري الأبي، يصنع الآن ثورة دخلت التاريخ ليس فقط بطبيعة حراكها الذي أذهل العالم، ولكن أيضاً بقيمها النضالية الفريدة، وبتصميمها (رغم كل المعوقات) على المضي حتى النهاية، لإنهاء نظام في سياق خدمتها للإنسانية أيضاً.
17 نيسان/أبريل 2012