وأشار موظفون حكوميون إلى أن دوام موظفي الدولة كان اليوم "إجبارياً" على الرغم من أنه يوم عطلة رسمية، كما أكّدوا على وجود "تعميمات من مؤسساتهم للمشاركة في هذه الاحتفالات تحت طائلة المسؤولية
شهدت واحدة من الساحات الرئيسية في العاصمة السورية
دمشق تجمعات ومسيرات للاحتفال بذكرى تأسيس حزب البعث الذي حكم سورية طوال نحو خمسة
عقود، ونقلت وسائل الإعلام الرسمية المرئية والمقروءة والمسموعة هذه الفعالية التي
شارك فيها موظفو الدولة والمؤسسات الحكومية بعد أن تم إلغاء عطلتهم الأسبوعية
وأشار موظفون حكوميون إلى أن دوام موظفي الدولة كان
اليوم "إجبارياً" على الرغم من أنه يوم عطلة رسمية، كما أكّدوا على وجود
"تعميمات من مؤسساتهم للمشاركة في هذه الاحتفالات تحت طائلة المسؤولية"،
فيما قال معارضون إن مؤسسات حكومية دعت إلى يوم عمل طوعي اليوم (السبت) كمظهر من مظاهر
الاحتفال بهذه المناسبة، وقال ناشطون إن الحكومة السورية منحت موظفي الدولة عطلة يوم
الاثنين المقبل بدلاً عن عطلة اليوم
ومازالت الحكومة السورية تستمر بالاحتفال بكل ما
يتعلق بحزب البعث رغم إلغاء الدستور الجديد الذي أصدره الرئيس السوري مطلع الشهر الماضي
للمادة الثامنة منه والتي تتوج هذا الحزب الذي استلم السلطة في سورية بانقلاب عسكري
عام 1963 قائداً للدولة والمجتمع، وتحوّله إلى حزب عادي كبقية الأحزاب الأخرى
وكانت رئاسة الوزراء السورية أصدرت قراراً سابقاً
قبل شهر بتعطيل الجهات العامة بمناسبة (عيد ثورة الثامن من آذار/مارس) يوم استلام البعث
للسلطة في سورية، ولم تلغ الاحتفالات بهذه المناسبة رغم أن الدستور ألغى أي امتيازات
خاصة لهذا الحزب الذي يرأسه رئيس الجمهورية
واعتبر ناشطون سياسيون سوريون الإبقاء على الاحتفال
بيوم تأسيس البعث ويوم انقلاب البعث على السلطة يوم عيد وعطله "دليلا على أن نظام
الحزب الواحد باق في الحكم وهو الأساس في النظام القائم"، وقال معارض سياسي إنه
"دليل على خداع السلطة وعلى أن ما قامت به السلطة من تغيير للقوانين والدستور
هو مسرحية لربح الوقت"، على حد وصفه
ويشار إلى أن حزب البعث تأسس في سورية في 7 نيسان/أبريل
1947 تحت شعار "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة"، وأهدافه وحدة حرية اشتراكية،
واستلم السلطة في سورية عام 1963 بانقلاب عسكري، ومازال حتى هذا العام قائداً للدولة
والمجتمع، وانقسم الحزب أكثر من مرة، وحصل أكثر من انقلاب داخلي، إلى أن تولى حافظ
الأسد السلطة عام 1970 باسم الحزب أيضاً
وكان حزب البعث يحظى (قبل تعديل الدستور) الشهر الماضي
بصلاحيات واسعة فهو الذي يضع السياسة العامة للبلاد بما فيها السياسات الاقتصادية والثقافية
والاجتماعية والإدارية والخطط الخمسية للدولة وكل ما يتعلق بمسيرة الدولة والمجتمع.
وتقول مصادر سورية إن نحو 10% من الشعب السوري ينتمي
إلى حزب البعث، أي ما يقارب مليوني مواطن، فيما يعزو البعض ارتفاع العدد إلى الفوائد
والاستثناءات التي يمكن أن يحصل عليها الحزبي من جراء انتماءه للبعث، بدءاً من الدرجات
الإضافية التي تمنح له لدخول الجامعة، وصولاً إلى أفضليته في العديد من الوظائف، واقتصار
بعض المناصب على الحزبيين فقط
(آكي)