هناك تحالف ثلاثي قديم وحديث بين كل من / إيران – تركيا – سوريا / لا يمكن لأي طرف أن يتنازل عن هذا التحالف مهما طالت الخلافات والمزودات لأن قضيتهم مشتركة ألا وهي إنكار القضية الكوردية
بداية لابد أن نقف عند الأزمة السورية والسيناريو
الجاري حالياً على المستوى الإقليمي والدولي وهذه السيناريوهات تجري على ثلاثة
محاور رئيسية :
أولاً : هناك تحالف ثلاثي قديم وحديث بين كل من /
إيران – تركيا – سوريا / لا يمكن لأي طرف أن يتنازل عن هذا التحالف مهما طالت
الخلافات والمزودات لأن قضيتهم مشتركة ألا وهي إنكار القضية الكوردية في كل من هذه
الدول المقسمة لكوردستان .. وكما أن هناك أدوار مسرحية بين هذه الدول عندما نلاحظ
الدور الإيراني الداعم للنظام السوري وبالمقابل يشتد الدور التركي ضد النظام
السوري الهدف هو تكملة دور المسرحية من ناحية ومن ناحية أخرى إعطاء الوقت للنظام
السوري لتدبر شؤونه الداخلية بقمع المظاهرات المناهضة للنظام الحاكم في سوريا ومن الناحية
الثالثة جذب المعارضة السورية إلى جانبها باسم مساندة الشعب السوري وثورته السلمية
كي لا تعترف هذه المعارضة بالمكون الكوردي وبحقوقه القومية المشروعة لذلك نرى أن هناك
تشتت في موقف المعارضة السورية لأن المكون الكوردي السوري رقم صعب وأي اعتراف به
بشكل رسمي في أدبيات المعارضة البديلة للنظام القائم في سوريا تكون نهاية النظام
قريبة جداً وهذا لا يرضى تركيا ولا إيران بالإضافة سيخلق الربيع الكوردي داخل كل
من الدولتين تركيا وإيران .. والدليل على ذلك اعتراف المعارضة السورية في الخارج المتمثلة
بالمجلس الوطني السوري بالقضية الكوردية والهدف منه جذب أكبر قدر من الأكراد السوريين
إلى جانبهم وإشغالهم .. أما عند الوصول إلى نقطة الحل النهائي سيرفضون الاعتراف بهم
وهذا يعود إلى نقطتين :
1 – تحويل المناطق الكوردية في سوريا إلى مناطق
صراع ومعركة بين الكوردي وأخيه الكوردي ..
2 – تخلص تركيا من حزب العمال الكردستاني ومسلحي
هذا الحزب وتحويل المعركة من عمق تركيا إلى المناطق الكوردية في سوريا .. وتخلص إيران
من حزب الحياة الحرة ومسلحيه لأن المعركة توقفت بين هذا الحزب والنظام الإيراني
عندما بدأت الثورة في سوريا بالإضافة إلى لعبة النظام السوري بإشغال حزب العمال
الكردستاني وجناحه السياسي الاتحاد الديمقراطي / ب ي د / في المناطق الكوردية باسم
تنفيذ الإدارة الذاتية في هذه المناطق أي جر الكورد السوريين وانشغالهم فيما بينهم
وهذا ما حاولته بعض التيارات الكوردية لكن حتى الآن هذه السياسة باءت بالفشل في
المناطق الكوردية وهذا نتيجة الوعي السياسي الكوردي السوري ولهم تجارب نضالية خلال
عقود من الزمن مع هذه الأنظمة المقسمة لكوردستان ..
ثانياً : الروسي والصيني والإيراني أي إيران
الوسيط بين كلا الدولتين والغرب لتقسيم الحصص في منطقة الشرق الأوسط أي العملية
الاقتصادية بمعنى سوريا منفذ تجاري روسي وصيني بالإضافة إلى أن إيران متحالفة مع
سوريا حول القضية الأساسية المشتركة .. إذاً من الصعب أن يتنازل هذا التحالف عن
النظام السوري ..
ثالثاً : الأمريكي والإسرائيلي التركي وهذا الحلف
لم يرى البديل القادم للنظام القائم في سوريا لأن أي خطأ سيحصل ستكون الدولة
العبرية في خطر .. أما النظام الحالي في سوريا مصدر الأمان لحدود الدولة العبرية
بالمقابل الدور الأمريكي في المنطقة دور المصالح والفائدة والحفاظ على الدولة
العبرية وبالمقابل الدور التركي المشترك مع النظام السوري .. ومن هنا نلاحظ الموقف
الأمريكي يطالب الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي وبالمقابل يرفض تسليح المعارضة وهذا
يعود إلى أن الموقف الأمريكي متناقض تماماً بمعنى لا يريد أي تغيير في سوريا لكن
يطالب الحصة الأكبر والأكثر وهذا على ما يبدو قدمه له النظام السوري من خلال مجيء
كوفي عنان إلى دمشق وبالمقابل الجانب التركي شد الخناق على المعارضة السورية في
اسطنبول بعدم الاعتراف بالقضية الكوردية كي يسحب الكتلة الكوردية منها لإعطاء
الوقت الكافي للنظام السوري لإبقائه على صدارة السلطة ..
أما الجانب الكوردي وخاصة المجلس الوطني الكردي
فكان على أتمت الاستعداد أن ينسحب من المعارضة لأن سياسته ليست بيديه إنما بأيادي
أطراف أخرى .. وهذا يدل على أن المجلس
الوطني الكردي والمجلس الوطني السوري مخترقان من قبل أجندات النظام السوري ..
إذاً
بإمكاننا أن نجزم بأن المعارضة فشلت تماماً بعد عام من الثورة والقتل والتشريد
والمجازر بحق السكان الآمنين ..