توفرت مجموعة عوامل موضوعية وذاتية , داخلية وخارجية ,ونتيجة ظرف عالمي استثنائي حيث كانت الحرب العالمية الثانية قد حطت أوزارها بهزيمة دول المحور وانتصارالحلفاء، وبروز ملامح نظام عالمي جديد ساهمت في إنشاء أجواء ديمقراطية خطط له المنتصرون, ففي منطقة النفوذ السوفياتي وبعد اعلان جمهورية الحكم الذاتي في آذربيجان بقيادة الشيوعيين في 12 كانون الثاني 1946، اقتحم انصار الحزب الديمقراطي الكوردستاني دار الحكومة في مدينة مهاباد ورفعوا عليه العلم الكوردي، وأعلن القاضي محمد في 23 كانون الاول في ساحة جار جرا جمهورية مهاباد، بعد ذلك انتخب المواطنون برلماناً وتم تشكيل مجلس للوزراء يضم 13 وزيراً واعتماد اللغة الكردية لغة رسمية للدولة ولغة للتعليم , وتم طبع الكتب المدرسية والصحف والمجلات بالكوردية وعين الخالد مصطفى بارزاني قائدا عاما للبيشمركة . وكانت حدود الجمهورية مقتصرة على حوالي ثلث مساحة كوردستان ايران .

ففي العاشر من كانون الأول عام 1946 وبأمر من رئيس الحكومة أحمد قوام تحركت القوات بإتجاه أذربيجان الإيرانية, حيث أعلنت الأحكام العرفية فيها وتصفية القوى الديمقراطية في المنطقة, ومن ثم توجهت الحملات العسكرية إلى كوردستان الإيرانية , حيث أقمعت بوحشية الحركة الديمقراطية في كوردستان , وقضت على جمهورية مهابات الكوردية بدعم بريطاني ـ أمريكي , وفي 31 آذار 1947 أعدم وبشكل صوري رئيس الجمهورية قاضي محمد وشقيقه سدري قاضي عضو البرلمان الإيراني وإبن عمه سيف وزير الدفاع في الجمهورية وعشرات آخرون من قادة ومناضلي الكورد البررة .

بانهيار جمهورية مهاباد تم طي صفحة مشرقة من التاريخ الكوردي الحديث مازالت ذكراها حية في ضمير الشعب الكوردي في أجزاء كوردستان الأربعة والتي وحدت الشعب الكوردي من خلال العلم والنشيد الوطني آي رقيب والذي فيه بيتا تقول" ديننا وايمانا هو كوردستان " واعتباره لحد الأن نشيدا قوميا للامة الكوردية اللذين يعتبرهما جميع الأكراد رموزاً وطنية توحدهم أينما كانوا وفي اية بقعة من العالم .

ألف تحية الى روح الشهيد بيشوا قاضي محمد , وسيبقى خالدا ورمزا يفتخر به الامة الكوردية .

عاشت كوردستان حرة ومستقلة والمجد والخلود لشهداء كوردستان.

شفكر  31.3.2012