الإثنين 10 شباط / فبراير 2025, 01:40
الأيدلوجيات العنصرية و ما وراء إنسحاب الكورد من مؤتمر المعارضة السورية المنعقد في استنبول




الأيدلوجيات العنصرية و ما وراء إنسحاب الكورد من مؤتمر المعارضة السورية المنعقد في استنبول
السبت 31 آذار / مارس 2012, 01:40
كورداونلاين
المحامي أحمد دادو : فإذا كان لكم الحق في الإعتزاز بقوميتكم وبثقافتكم كان بالأحرى لكم أن تحترموا وتعترفوا بالإنتماأت ألأخرى سواء كانت قومية أو دينية أو أي إنتماء آخر.

مما لا شك فيه ان الثورة السورية قامت على أساس مطالب مشروعة ومحقة وإنفجرت نتيجة الإحتقان الشديد و حرمان المجتمع السوري بكامله من أبسط حقوقه الديمقراطية والإنسانية في التعبير عن نفسه و في المشاركة السياسية والعدل و المساواة في توزيع الموارد والحقوق والواجبات ونتيجة الفساد المستشري في كيان الدولة والتي أدت إلي إهانة المواطن السوري وجعله يعاني من الذل والحرمان والإجحاف.

ولكن هنا لابد من إستعراض ما حصل من أخطاء فادحة و جسيمة من قبل المعارضة السياسية في لعب دورها المطلوب في هذه المرحلة التاريخية لقيادة العملية السياسية

وتوجيه الثورة إلي المسارها الصحيح

حيث أن هذه المعارضة و خاصة ما يسمى بالخارجية كانت وراء الأحداث والظروف وتنجر معها بدلاً من أن تقود هذه الظروف والمبادرات السياسية.حيث أنها في البداية مثلاً رفضت المبادة العربية ثم تماشت في قبولها كأمر واقع وليس كقرار ذاتي ومن بعدها طالبت بشكلٍ ملح تحويل الملف إلى مجلس ألأمن ورحبت بالتدخل ألأجنبي في وقت الذي كانت يرفضها في بدايات الثورة وكل ذلك بدون أن تفكر أو تدرس خيارات أخرى وتداعيات عدم إمكانية إتخاذ المجلس الأمن القرار المطلوب فكانت ماكانت من الفيتو الروسي الصيني وماتالها من إفراط النظام في القمع الوحشي للثورة فكان هذه الخطوة فاشلة بكل المقاييس ثم بدأت هذه المعارضة بالصراخ والعويل دون جدوى عندما أصبح الوضع الإنساني متفاقماً ولا يحتمل ومازال مستمراً.

هذه المعارضة المتمثلة بشكل أساسي في المجلس الوطني السوري منذ البداية تسعى لإحتكار الشرعية والتمثيل الوحيد للشعب السوري بالنفس منطق النظام وهي مستمرة في هذا المسعى وتجاهلت أهداف ورؤى وهواجس الفئات اطراف المعارضة الأخرى.فدائماً كانت هدف هذا المجلس هو حصول على الشرعية من دول وعواصم العالم بدلاً من أن تتواصل مع الأطراف الأخرى للمعارضة للوصول الى التعاون المشترك في إتخاذ القرارت الصحيحة في تعامل مع ظروف الثورة.

حيث أن معظم أعضاء هذا المجلس تزاود على المعارضة في الداخل وتخاطب جماهير الثورة بشكلٍ عاطفي للحصول على موافقتهم وتمثيلهم بعيداً عن المهنية في التصرف.لأن صحيح هو تبني مطالب الثورة في الديمقراطية ولكن عليها أن تخلق الوسائل الممكنة لتحقيق ذلك وفق المعطيات والوقائع الموجودة وليس وفق الأحلام والتمنيات.وبالتالي أوقعت هذه القيادات نفسها في فخ جميع الخطط التي رسمها لها النظام السوري وهكذا ألحقت ضرراً بالغاً بالمعارضة السورة ككل وبالثورة شكل أخص وهناك أمثلة كثرة على ذلك لا يمكن شرح كلها الآن.

ولعل من أهم أسباب التي أدت إلى ضعف ورداءة تأثير قيادات المعارضة السورية العربية هي أيدولوجيات التي تتبناها بشكل متطرف وشوفيني ألا وهي الأيدولوجية الدينية الإسلامية والأيدلوجية القومية العربية على أساس أنهما الأفضل دائماً.فالأيدلوجية الدينية[ألإسلامية،المسيحية....الخ] بطبيعتها إقصائية لأنها تبنى على فكرة أن الأحكام الدين صحيحة مئة في المئة وبالمطلق وإلى الأبد في كل الظروف والأوقات ولا يمكن تغيرها أو تعديلها أو تطوريها فأتت بشكل نصوص ثابتة مقدسة لا يجوز المس بها إلا عن طريق التفسير و الشرح والتي أدت الى مزيد من الإنشقاقات ومذاهب المختلفة وأدت الى حروب وصراعات دينية كبيرة وكثيرة. أمآلأيدولوجية القومية عندما يمارس بشكل عنصري وأناني ولا تحترم إنتماءآت القومية ألأخرى تتحول عندئذٍ الى أيدولوجية شوفينية قمعية تؤدي بالنهاية الى صدام وصارع وحروب مع ألأمم ألأخرى. فمثلاً عندما تشكلت نواة الإتحاد الأوربي في بدايات الخمسينات على أساس ديمقراطي وإنساني وعلمي كانت نتيجة فهم وإستدراك النخب السياسية الأوربية لمخاطر وأضرار الحروب الدينية والقومية التي خاضوها فكانت قرارهم الحكيم وهو تجاوز المرحلة الدينية والقومية الشوفينية وإعتماد نهج خدمة المواطن والإنسان في الصحة والتعليم والحياة والحرية للوصول إلى الإستقرار الإجتماعي والإقتصادي والسياسي.[حيث كتب وزير الخارجية الفرنسية آنذاك الى نظيره ألألماني بأن يجعل أمر الحروب منسياً وأن يتعاون في بناء مستقبل اوربي يحقق الرفاه الإجتماعي والإقتصادي والحرية للإنسان]

بعد كل هذه المقدمة أردت وصول الى توضيح ما حدث وما رافق من إنسحاب الكرد من مؤتمر المعارضة السورية المنعقد في الأستنبول بتاريخ ٢٦.٢٧ـ٣ـ ٢٠١٢ وخيبة أمل الذي أصاب الكرد نتيجة تصرفات قيادات المعارضة العربية والتى مردها ألأساسي هو الفكر الديني والقومي العنصري الراسخ في وجدانهم والي تكون صعبة كثيرة بالنسبة لهم التخلي عنهما.لذلك نحن الكرد نعاني من ثقافة الفكر الإسلامي والقومي[العروبي٫ الطوراني٫ الفارسي] اللذان يسعان طوال التاريخ وبشكل دائم ومستمر على إقصاء وتهميش لا بل طمس كل ما هو كردي عبر سياسات التمييز العنصري والتعريب ٫ التتريك والتفريس وعلى كافة المستويات السياسية والنخبوية والإعلامية والشعبية التي لا تسطيع أن تفهم أو تستوعب وجود فكرة قومية أو ثقافة أخرى. فكانت هذه القوميات الثلاثة تحتكر وتستغل راية الإسلام خدمةً لمشاريعها العنصرية ومصالحها القومية ولم تكن صادقة مع رسالة ألإسلام الحقيقية.

لذلك علينا ككرد سياسين وأفراد أن نعلن بالوضوح وبكل الإصرار والحزم بأننا أصحاب حقوق وأننا لسنا مسلمون لخدمة مصالح القوميات الأخرى وأن إعتقادنا للدين هو فقط في العلاقة مع الرب ولأن هدف كل الأديان هو تهذيب الروح والأخلاق وليست إستغلالها لأهدافٍ سياسية.فإذا كان لكم الحق في الإعتزاز بقوميتكم وبثقافتكم كان بالأحرى لكم أن تحترموا وتعترفوا بالإنتماأت ألأخرى سواء كانت قومية أو دينية أو أي إنتماء آخر.

من أجل ل ذلك نعتقد إذا كنا نريد فعلاً أن نحافظ عى سوريا كما هي فاعلينا أن نكون سوريين أولاً وأخيراً وأن نعطي الأولوية للهوية السورية قبل أي إنتماء آخر وأن نركز كيف سنبني مجتمع سوري قوي على قاعدة الإزدهار الإقتصادي والإستقرار الإجتماعي والثقافي والإلتزام بالمبادئ الديمقراطية.حيث أن الديمقراطية هي مؤسسة متكاملة ولايجوز تجزئتها فمثلاً الديمقراطية ليست صناديق ألإقتراع فقط كا يعتقدون البعض.

لذلك هذه المحاولة لتوحيد صف المعارضة سوف تكون ناقصة وتلحق مزيد من الفشل والضرر بالثورة وتخلق الشكوك والهواجس لدى مختلف الفئات الشعب السوري حول مستقبل سورية.وبالتأكيد نحن الكرد لا نقبل ولا نرضخ لهذه الممارسات التي لا تؤدي إلا إلى مزيد من الإحتقان لدى الشعب الكردي في سوريا نحو الفكر العربي والإسلامي وبالتالي مزيد من الشرخ الذي أساساً بناه الحزب البعث بفكره العنصري.

 المحامي أحمد دادو

 مسؤول حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا فرع بريطانيا

31-03-2012

502.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات