ونقل الموقع الإلكتروني الرسمي لخامنئي عنه قوله -خلال اجتماعه مع أردوغان الذي يزور إيران حاليا- "ستدافع إيران عن سورية
صرح المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، أمس الخميس، بأن إيران تعارض
بشدة أي تدخل أجنبي في سورية، وستدافع عن دمشق حتى تتمكن من مواصلة "المقاومة"
ضد إسرائيل، كما أعلن تأييده للإصلاحات التي أعلنها الرئيس السوري بشار الأسد.
وأدلى خامنئي بتصريحاته خلال اجتماع مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان
بمدينة مشهد شمال شرقي إيران. وساندت إيران الانتفاضات الشعبية التي أطاحت بزعماء تونس
ومصر وليبيا واليمن، لكنها حافظت بثبات على دعمها للرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة
احتجاجات مستمرة منذ نحو عام.
ونقل الموقع الإلكتروني الرسمي لخامنئي عنه قوله -خلال اجتماعه مع أردوغان
الذي يزور إيران حاليا- "ستدافع إيران عن سورية لأنها تؤيد سياستها القائمة على
مقاومة النظام الصهيوني (إسرائيل)، وتعارض بشدة أي تدخل لقوى أجنبية في الشؤون الداخلية
لسورية".
وعبر خامنئي عن تأييده "للإصلاحات" التي أعلنها الأسد، ومعارضته
"لأي خطة يعدها الأميركيون بشأن القضية السورية"، وقال "لا تقبل أميركا
أي دولة كبلد مستقل، ويجب أن يؤخذ هذا في الحسبان في عملية صنع القرار بالدول الإسلامية".
وكشفت تصريحات خامنئي مع أردوغان مرة أخرى عن الاختلاف بين موقفيْ إيران
وتركيا تجاه سورية، حيث حث أردوغان الأسد على التنحي، وسمح لجماعات معارضة سورية بالاجتماع
في إسطنبول.
وكان أردوغان التقى في وقت سابق الخميس الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد
لمناقشة البرنامج النووي الإيراني، حيث نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن أردوغان قوله
"أيدت الحكومة والدولة التركية دائما وبوضوح برنامج إيران النووي، وستسير جديا
على نفس السياسة في المستقبل".
في هذه الأثناء، قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الخميس إن
بلاده مستعدة للمساعدة في تنفيذ الاتفاق بين دمشق والمبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة
العربية إلى سورية كوفي أنان، المؤلف من ست نقاط، أبرزها الدعوة إلى وقف إطلاق النار،
وإجراء حوار سياسي.
وذكرت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء أن صالحي أعلن ذلك أثناء
لقائه مبعوث الرئيس السوري الخاص وكيل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. وأكد المسؤول
الإيراني دعم بلاده الشامل لسورية، مشيرا إلى "ضرورة تجاوز المرحلة الأمنية والمضي
في مسيرة الإصلاحات، والاهتمام بمطالب الشعب في إجراء الحوار الوطني".
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد أشاد بإدارة القيادة السورية
للوضع أثناء الثورة التي دخلت عامها الثاني، وقتل فيها أكثر من تسعة آلاف شخص، حسب
أحدث تقدير للأمم المتحدة.
وعلى صعيد متصل، نقلت وسائل إعلام رسمية عن الرئيس السوري بشار الأسد
الخميس قوله إن سورية لن "توفر جهدا في إنجاح" خطة كوفي أنان، لكنه طالب
بأن تتوقف الدول الأخرى عن تمويل وتسليح الجماعات المعارضة.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" إن الأسد أشار
- في رسالة بعث بها إلى اجتماع زعماء مجموعة "بريكس" (البرازيل، روسيا، الهند،
الصين، جنوب أفريقيا) المنعقد في نيودلهي - "إلى ضرورة إقناع الدول التي تدعم
المجموعات المسلحة بالمال والسلاح بالتوقف عن ذلك فورا، بما في ذلك دول الجوار التي
تحتضن هذه المجموعات وتقوم بتسهيل عملياتها الإرهابية ضد سورية".
وفي هذا السياق، وصفت الولايات المتحدة الخميس تصريحات الرئيس السوري
حول خطة كوفي أنان لحل الأزمة في سورية، بأنها "مخيبة للآمال". وحث المتحدث
باسم الخارجية الأميركية مارك تونر مجددا الأسد على وقف العنف "بأسرع ما يمكن"،
مؤكدا أن القوات الحكومية السورية لم تفعل شيئا للالتزام بخطة أنان، كما قال.
"أنباء موسكو"