السبت 21 كانون الأوّل / ديسمبر 2024, 14:12
دريد لحام: لا المعارضة راضية عني ولا الموالاة




تكبير الحروف : 12 Punto 14 Punto 16 Punto 18 Punto
دريد لحام: لا المعارضة راضية عني ولا الموالاة
الإربعاء 28 آذار / مارس 2012, 14:12
كورداونلاين
لم يعد هناك أي ممنوع، فالحوار عبر “الفيس بوك” موجود، لكنه للأسف حوار متدنٍّ لرفض الديمقراطية ويذهب باتجاه الشتم لمجرد الخلاف بالرأي، وبرأيي أنه علينا أن نتعلم الديمقراطية ثم نتحاور

* حوار: أيهم اليوسف

مسيرته حافلة بالنجاحات، تكاد لا تنتهي بكلمات وأسطر، اتخذ موقفاً إصلاحياً بشأن ما يدور في بلده سوريا بفعل الثورات العربية، التي أوقف بسببها عرض مسرحية “السقوط” والتي يتناول فيها أسباب ضعف العالم العربي . إنه الفنان دريد لحام الذي وجد دور الفنان يكمن في توحيد صف الشارع لا التشتيت، نافياً ما نشرته بعض صفحات الإنترنت عن أنه يحض على قتل المتظاهرين . وفي ظل ما تعانيه سوريا من أحداث مروعة يؤكد أن الحرية والديمقراطية هما الحل سورياً . الفنان دريد لحام تم تكريمه مؤخراً من قِبَل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ونال جائزة الشارع للإبداع المسرحي العربي (الدورة السادسة) ،2012 فالتقيناه وكان لنا معه الحوار التالي:

 

ما العلاقة التي تربطك بالشارقة؟

 

- شاركت في الكثير من الفعاليات في الشارقة، خاصة مهرجانات أيام الطفولة لثلاث مرات، وشاركت في برنامج تلفزيوني “مع دريد”، واليوم لبّيت دعوة كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتكريمي بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي (الدورة السادسة) 2012 في مسرح قصر الثقافة، وأشعرتني الجائزة التي منحني إياها سموه أثناء تكريمي بالفرح والفخر في آن واحد، وبأن هناك مَنْ يفكّر فيَّ، وأحيي “أيام الشارقة المسرحية” لأنها مختصة بالمسرحيين .

 

 من خلال وجودك في مهرجان أيام الشارقة المسرحية، ما تقييمك له؟

 

- لست بناقد كي أقيّم الأعمال، ولكنني بصفتي زميلاً لا أستطيع إلا أن أقول كلاماً طيباً عن تجارب الآخرين، وبغض النظر عن رأيي ورأي غيري، فإنه بشكل عام مجرد إقامة مهرجان للمسرح يعتبر شيئاً رائعاً وعظيماً، فالعمل المسرحي وجهة نظر، وقد نتفق أو نختلف معه، ولكنه وجهة نظر يجب أن نحترمها . والمهرجان خطوة متقدمة باتجاه الأفضل ودليل على أن الشارقة تهتم بالثقافة وتعدها المحرك الرئيسي للإنسان، وهذا كله بفضل انحياز صاحب السمو لمسألة الثقافة، وأتمنى أن ينحاز كل زعماء العرب للثقافة أسوة بهذا الشيخ الجليل .

 

 ما سبب توقف عرض مسرحية “السقوط”؟

 

- عرضناها في العام الماضي في الدوحة، وبعد أن قامت الثورات في العالم العربي لم يعد الجو مهيئاً لمتابعة العروض المسرحية، وإن شاء الله سنقوم بمتابعة عرضها عندما تذهب الأمور باتجاه الهدوء والعقلانية في التصرف .

 

 هل هذا مؤشر إلى أن مسرحية “السقوط” لها علاقة بالثورات العربية الجارية في المنطقة؟

 

- كلا، المسرحية لم تستبق أي حدث، ولكنها تتحدث عن أسباب ضعف العالم العربي، هذه الأمة التي تملك مقدرات لا تملكها أمة أخرى على الكرة الأرضية وثروات اقتصادية هائلة والثروة الإنسانية، ولكننا نراها بلداً ووطناً ضعيفاً، وكما يقال إن هذه الأمة فيها إمكانات لو أحسن تسييرها لغيرت وجهة التاريخ .

 

 برأيك، ما العوائق التي تحدث من تطور هذه الأمة؟

 

- عدم الالتفاف حول رأي واحد، ونحن نتمنى أنه كلما اجتمعت الجامعة العربية خرجت برأي موحد نحو مسألة ما، وألا يكون هناك خلافات حول أي مذهب، وليست المشكلة في وجود 22 دولة عربية ونظام حكم وزعيم سياسي، بل في إزالة الحدود عن التفكير، لأنه عندما تزول الحدود سنصبح أمة واحدة فعلاً، ولكن طالما هناك تباين لن يتم استغلال طاقات هذا الوطن العظيم .

 

 لو ربطنا هذا التباين القائم في الوطن العربي بالحراك المسرحي العربي، كيف تصف لنا حاله؟

 

- للأسف، المسرح العربي ليس بخير، واستبشرت خيراً للحراك المسرحي في مهرجان الشارقة، لأنه سيولّد إن شاء الله (عدوى خيّرة) لبلدان عربية أخرى، في سوريا مهرجان سنوي عربي للمسرح، لكن هذه السنة بالتأكيد لن يقام بسبب الظروف الأمنية .

 

 أين أنت مما يحصل في سوريا الآن؟

 

- أنا سوري عربي وأتمنى ألا تحرق وجهات النظر المتضادة بلدي، هذا البلد الذي أعشقه والذي يضم ترابه رفات أبي وأمي وأجدادي، والأمر لن يستوي إلا بجلوس كل الأطراف للتباحث في كيفية الخروج من هذه الأزمة وليس تعميقها .

 

 هل قمت بخطوات عملية لتجسيد نظرتك هذه؟

 

- ليس لوجهة النظر مكان في ظل ما يحدث من دوي المعارك، لأنها تصبح صراخاً في الهواء، لذا ندعو إلى العقلانية وتشكيل قوة ثالثة، كي لا يحترق وطن عزيز على الكل، سواء أكانوا مع أو ضد .

 

 ما القوة الثالثة التي تريدها أن تتدخل؟

 

- هي مجرد طرح، إلا أنها عموماً قوة سورية من الداخل تحاور الكل لحثهم على أن يحاوروا بعضهم بعضاً إنقاذاً للبلد وتاريخه وموقعه، لأنه ليس من المعقول أن نجد كل الأمور سيئة خلال 24 ساعة، بمعنى أنه قبل 14 آذار كانت الأمور بخير وفي 15 آذار لم تعد بخير، لذا لا يتهيأ لي أن هذا التحول السريع من الخير إلى اللاخير سيتم بهذه السرعة، وهذا دليل أن هناك مسبباً ما، ولكني لا أعلمه .

 

 برأيك هل الفنان جزء من الشارع؟

 

- طبعاً، والمشكلة أن لا أحد يريد أن يسمع الآخر، وقد نكون أكثر الناس مطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ولكننا لا نعرف أن نعيش الديمقراطية، لأننا لو فهمناها يجب أن نسمع الرأي الآخر وأن نحترمه، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الكل غير ديمقراطيين، سواء من المعارضة أو الموالاة، لأنهم غير مستعدين لأن يسمعوا بعضهم بعضاً .

 

 ألا يفترض أن يكون هناك بالأساس هاجس من التعبير عن الرأي والديمقراطية كي يعبّر الكل عن وجهة نظره؟

 

- بالتأكيد، والمعارضة والموالاة تعبّران عن رأيهما، لاسيما أن الإنترنت اخترق كل الممنوعات ولم يعد هناك أي ممنوع، فالحوار عبر “الفيس بوك” موجود، لكنه للأسف حوار متدنٍّ لرفض الديمقراطية ويذهب باتجاه الشتم لمجرد الخلاف بالرأي، وبرأيي أنه علينا أن نتعلم الديمقراطية ثم نتحاور .

 

 ألا تجد أنه من الصعوبة أن نُفهم الناس ثقافة الديمقراطية؟

 

- لا يوجد ولا يجوز أن يكون هناك حل إسعافي، بل حلول جذرية وأولها أن نفهم بماذا ننادي، وذلك بأن يعود كل واحد إلى نفسه وذاته، وبغض النظر إذا تم فرزي هنا أو هناك، لأنه لو أخذنا بها فإننا لن نجد لسوريا موقعاً من هذا الفرز .

 

 ما رأيك في الفنانين الذين يحرصون على مواقفهم علانية مع أو ضد النظام؟

 

- أعده خطأ، لأنه لا يجوز أن يكون الفنان مع هذا وضد الآخر، لأن الاثنان أبناء بلد واحد، ولو فعل ذلك فإنه سيدعم انقسامهما، لذا عليه أن يأتي بالطرفين إلى جنبه، لا أن ينضم لجانب أحدهما .

 

 هل نفهم أنك اتخذت موقفاً محايداً في ظل ما يحدث الآن في سوريا؟

 

- ليس حياداً أن تقف بين اثنين، بل إنه قمة الموقف، لأنك لست راضياً عن الانقسام الخطر في الرأي، وبالتالي أنت صاحب موقف .

 

 هناك تحريض، خصوصاً من المواقع الإلكترونية ضد مجموعة من الفنانين السوريين، وهناك مَنْ يطالب بالانتقام منهم، ما رأيك؟

 

- كما قلت إننا ننادي بالديمقراطية ولا نفهم معناها، ولكن يبدو أنه حتى الديمقراطية مبكرة علينا، لأن هذا الطرح السيئ يقودنا إلى فرز خطر .

 

 في السابق استقلت من “اليونسيف” بسبب موقفك من الحرب “الإسرائيلية” على لبنان، هل هناك موقف مشابه في ما يتعلق بسوريا الآن؟

 

- كلا، ولكننا نبحث ونفكّر في الوسيلة .

 

 وهل الوقت مناسب للتفكير في ظل ما تمر به سوريا؟

 

- إن كان هذا الوقت لا يسمح فأي وقت سيسمح، لأننا لو فعلنا ذلك فإننا قد نساعد على إيقاف تسارعها نحو الأسوأ، مثل الصخرة التي تتدحرج من أعلى الجبل ويتم سندها ببحصة .

 

 ما رأيك في قوائم العار بالنسبة إلى الفنانين السوريين؟

 

- فظيع أمرها، لأنه مثلاً وضع اسمي باثنتين من قوائم العار، واحدة للموالاة وأخرى للمعارضة، ولا المعارضة راضية عني ولا الموالاة، وهنا أقف وأقول، ما هذا القصور عن فهم معنى الرأي والرأي الآخر، وهو ما يقودني للقول إن هناك قصوراً في هذا الموضوع وهناك مَنْ لا يريدون أن يسمعوا ويفهموا من الطرفين .

 

 إذاً الآن أين تجد نفسك؟

 

- بغض النظر عن أي نظام وعن شكل أي نظام، أجد نفسي سورياً قبل كل شيء، وأنا مع سوريا أولاً وأخيراً وهي أم شيء لديّ، ولا أريد أن يحترق هذا البلد الجميل بسبب مواقف حادة لا تريد أن تستمع إلى الآخرين، ولا أن يكون الرأي دائماً سكيناً ومسدساً ورصاصاً، بل نحن بحاجة إلى تعقّل أكبر وانفعال أقل، لأن أكثر ما يجري ناتج من ردود أفعال انفعالية .

 

 ورد في صفحات الإنترنت أنك قلت عبر قناة لبنانية إن قتل المتظاهرين حلال، ما ردك؟

 

- لم أقل ذلك إطلاقاً، وللإضافة إنني قرأت على الإنترنت أن لديّ فيلماً مع مريام فارس، وللعودة إلى سؤالك، فإنه عندما سألوني عن مسألة الجيش، قلت إن أي جيش في العالم مهمته حماية حدود وطنه وحدود السلم الأهلي وتحدثت عن لبنان وانتشار الجيش للمحافظة على السلم الأهلي، والمقابلة مسجلة وموجودة عندي وفي التلفزيون نسخة منها، ولتأكيد صحة ما أقول فإنني لست مفتياً كي أفتي أن هذا كافر وهذا ملحد وما شابه، ولا يتهيأ لي أن يكون هناك فنان يقبل أو يفتي بالقتل، الأمور متروكة لمن يستطيعون الإفتاء .

 

 مسلسل “خربة” تضمن إسقاطات كثيرة عن الوضع الحالي في سوريا، ما رأيك؟

 

- صحيح، لأن الكاتب عندما بدأ بالكتابة كانت قد بدأت الأزمة في سوريا وأراد أن يستفيد منها وأن يجعل نصه أكثر معاصرة ولم يذهب بالمسلسل بالاتجاه السياسي، بل وضع بعض لمسات بسيطة تعبّر عن اللحظة .

 

 هل لديك أعمال درامية هذه السنة؟

 

- لا، لأن أعمالي قليلة ولا أبحث عن الكم، ومشكلتي أن مستقبلي أصبح ورائي، وذلك عبر ما قدمته من أفلام ومسرحيات ومسلسلات، وأنا حريص على ألا يمس ويضاف إليه هبوط إن قمت بتقديم عمل لا يرقى إلى مستوى تلك الأعمال، لذلك اختياراتي ضيقة جداً .

 

 برأيك، كيف سيكون شكل الدراما السورية في شهر رمضان المقبل؟

 

- ستكون موجودة، ويتم تصوير أكثر من 20 مسلسلاً في سوريا .

 

 لو خيِّرت بين أعمال تلفزيونية عدة، ما الذي ستختاره؟

 

- أختار العمل الذي يعبّر عن أن الوطن أمّ للجميع .

*عن جريدة الخليج-فضائيات وفنون

 

http://www.alkhaleej.ae/portal/fe2442d6-a4cb-4701-9d30-4e233637c0fb.aspx

 

663.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات