حيث إستفاد المُتنصّلين من حضور الدعم القومي العروبي والسّكينة الدينية الإسلامية وتطنيش المُتبقين من العلمانيين واللبيراليين وحتى الآشوريين الذين سيأتي الدور عليهم طالما دائرة التنصّّل قد طالت الكورد
بحكم المتابع والمطلع على الشأن السوري كمعارض كوردي مستقل،ولدى
متابعتي لما جرى في إجتماعات إستانبول سواءاً إعلامياً أو هاتفياً وإطلاعي على ماحصل
من هرج ومرج أثناء الجلسات ومن ثم خلال المؤتمر الصحفي وتعقيبات بعض المشاركين، تبيّن
لي أن هناك تقدّماً نسبياً ما قد حصل في مجمل المعمعة التي حُتّم عليها أن تخرج بإتّفاق
ما ولكن عليه أن يستوعب معارضة أوسع كي أن لاتبقى خجولة في المؤتمرات القادمة ولاسيما
مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في إستانبول، ولكن إذا كان هذا الأمر قد تم وبالشكل الذي
خرج به البيان الختامي، فإنّه ماكان ليتم لولا التنصّل عمّا أُتفق عليه في تونس بين
المجلسين الوطنيين السوري والكوردي بما يخص العمل سوية في سبيل دعم الثورة السورية
وإسقاط النظام وبما يخص الحقوق القومية للشعب الكوردي والاشوري وحقوق الأقليات الأخرى
في سوريا، وهنا كان التنصّل والإنقلاب على الكورد، حيث إستفاد المُتنصّلين من حضور
الدعم القومي العروبي والسّكينة الدينية الإسلامية وتطنيش المُتبقين من العلمانيين
واللبيراليين وحتى الآشوريين الذين سيأتي الدور عليهم طالما دائرة التنصّّل قد طالت
الكورد وهم ثاني أكثرية في سوريا، ولكم تمنّيت أن تُدرس وثيقة العهد الوطني بشكل كاف
وشامل قبل أن تُوزّع على البعض دون الكثير من الكورد ومن ثم تُعلن في المؤتمر الصحفي
من خلال البيان الختامي دون أن تُصدّق من الجميع، ولاأبال بأن بقية المعارضة السورية
لاتعرف مامعنى اللعب على الوتر الكوردي في سوريا ومدى حساسية المناطق الكوردية المُتاخمة
للحدود التركية والعراقية ذات العمق الكوردستاني المُتفاعل والمُتضامن مع الثورة السورية
عامة وبصبغتها الكوردية خاصةً.
أعتقد بأنّ المعارضة السورية لم تتفهم بعد معنى الموقف الكوردي
الذي عبّروا عنه بصراحة وحزم مُذكّرين بكل التّنصلات ونقض العهود والوعود التي تلقوها
من دكتاتوريات الترك والعرب والفرس على مدى فترات تاريخية بعيدة وقريبة، ومامواقف الكورد
المعروضة إلاّ تأكيد على حقوق كل الشعوب السورية ولاسيّما الأصيلة منها، وضماناً لحقوق
بقية الأقليات العرقية والدينية.
أتمنى أن تبتعد المعارضة عن التكتّلات والتحزّبات وأن تنظر للأمور
بمنظار من هم في الموقع الآخر وأن تتذكّر دوماً كيف يتم فهم وتقبّل الآخرين وبأن عهد
الغزو والغنائم قد ولّى ولم يتبقّى منه سوى بضعة أنصار نسميهم اليوم بالشبيحة.
أدعو للتفاهم وإلى الإحترام المتبادل بين كل أطراف المعارضة ذات
التوجّه الواحد الدّاعي والفاعل لإسقاط النظام وتحرير سوريا من جلاّدي وقاتلي الشعب
السوري، تحيا سوريا حرّة ولكل السوريين.
معارض كوردي مستقل