في إقليم كردستان .. عبق التأريخ و الحضارة ومعالم الحياة الجديدة
منذ عدة سنوات يواصل الرحالة و السائحون الروس و الأجانب اكتشاف واحة للأمن وسط الأراضي العراقية التي مزقها الإرهاب. و ربما كان هذا الأمر هو الذي يجذب الأجانب إلى كردستان و يجعل رحلاتهم ممتعة
هذه المدينة العريقة “ أربيل"
كانت حتى قب سنوات قليلة لا تختلف عن أية مدينة شرقية مهملة و متخلفة و لكنها
اليوم تتطور أمام أنظارنا بوتائر متسارعة، و هي المدينة التي تعكس اللحظة الراهنة في
تأريخ الكرد العراقيين . إنها مدينة قديمة وجديدة في آن معا ،ألوف المباني الحديثة
أو تحت الإنشاء التي تعود إلى مستثمرين من القطاع الخاص ،
و تغييرات يومية مستمرة في شكل المدينة ،الأعلام الوطنية الكردستانية
في كل مكان . من حق الكرد أن يتفاخروا بوطنهم الرائع ،و أربيل هي المدينة التي تعكس
هذه المفخرة. طرق معبدة جديدة منارة بخلايا الطاقة الشمسية ، مزينة بالأشجار والورود
الجميلة .
مولات كبيرة و متطورة
هذا هو الانطباع الأولي عن أربيل للسائحة الروسية سوكول و لمعظم زوار
أربيل من العرب و الأجانب. والحقيقة أن مثل هذه الانطباعات لا تختص بأربيل عاصمة إقليم
كردستان وإنما تشمل أيضا كلا من محافظتي السليمانية ودهوك ضمن خارطة الإقليم الحالية.
تجربة فريدة
لعل تجربة إقليم كردستان تعتبر أول تجربة في البناء الفيدرالي في العراق
وبسبب السياسات الرعناء لصدام ومناصبته العداء
للكرد، بالرغم من الحكم الذاتي الذي انتزعوه من حكم البعث، بسبب ذلك نقول ان تجربة
الفيدرالية في الإقليم هي نتاج الانتفاضة التي عاشها العراق في آذار / 1991 واستطاع المجتمع الدولي أن يحافظ على انتفاضة الكرد
ويحميها بخطوط الطول والعرض.
انطباعات سائحة روسية
تقول يلينا سوكول : منذ عدة سنوات يواصل الرحالة و السائحون الروس و الأجانب
اكتشاف واحة للأمن وسط الأراضي العراقية التي مزقها الإرهاب. و ربما كان هذا الأمر
هو الذي يجذب الأجانب إلى كردستان و يجعل رحلاتهم ممتعة. حينما ترجع إلى بلدك، يمكنك
القول: ( كنت في العراق ). و عندما ينظر إليك السامع بعيون جاحظة من الدهشة، يمكنك
إضافة ( إقليم كردستان). حقا أن الكثيرين يعرفون اليوم بأن المنطقة الكردية في العراق:
هي المنطقة الوحيدة في العراق، التي تضمن الأمن
والأمان، ماديا و دينيا و سياسيا.
الشباب الأوروبي المولعون بالرحلات " غير الاعتيادية " يقصدون
المنطقة الكردية سعيا لانطباعات جديدة: أنها منطقة جاذبة للشباب، و سوق واعدة لرجال
الأعمال، إليها يعود اللاجئون الكرد من أوروبا
سعيا لتحقيق الذات و خدمة الوطن. و مسيحيون عراقيون يلجأون إليها هربا من الإرهاب في
مناطق العراق الأخرى و بحثا عن ملجأ آمن.
وأضافت:الناس يأتون إلى كردستان
ليس فقط بحثا عن الأمن، بل أيضا للبحث عن فرص عمل أو التمتع بجمال طبيعتها الخلابة
أو التعرف على ثقافة مختلفة و على التسامح السياسي و الديني السائد فيها. كردستان اليوم
تتمتع بكل هذا. عندما تطأ قدماك أرض كردستان، من الصعب عليك أن لا تحس بخصائص الزمن
الذي يمر به الإقليم الكردي الفتي، هذا أول إقليم كردي رسمي , و لديه فرصة جيدة ليتحول
إلى مجتمع ديمقراطي، متطور اقتصاديا. نأمل أن تكون هذه المعركة السلمية هي المعركة
الأخيرة للكرد من أجل الاستقلال، على الرغم من انه قد يكون أكثر المعارك صعوبة.
لم تقتصر جولة ( سوكول ) على
أربيل العاصمة بل زارت محافظة دهوك أيضا و كل البلدات التابعة لهما. و خلال هذه الجولة
التقطت مئات الصور الخلابة للطبيعة الكردستانية الساحرة، التي أثارت إعجابها الشديد،
لدرجة أنها قالت: هذه جنة الله على الأرض، و منطقة سياحية بكر لم تستغل كما ينبغي لحد
الآن.
حب الكرد لوطنهم، و الأداء الجيد للأجهزة الأمنية والتطور السريع -- هذه
هي الانطباعات الرئيسية الثلاثة لكافة من زار هذه المنطقة في الآونة الأخيرة.و هي أيضا
انطباعاتي الرئيسية عن رحلة إلى كردستان العراق.
التصالح السياسي ونسيان الماضي
بعد الانتفاضة الآذارية في عام 1991 التي خلّفت الوضع الجديد لكردستان،
كان الجميع أمام تجربة جديدة، تجربة النزول من الجبال إلى المدن وبناء دولة كان اغلب
القادة الكرد يفتقرون إلى تجربتها بسبب انغماسهم في النضال بما في ذلك المسلح كما في
البيشمركة التي ينتمي جيل الرواد في كردستان إليها وبضمنهم رئيس الجمهورية الحالي جلال
طالباني أو كما يحلو للكرد مناداته بـ " مام جلال ".وبسبب الوضع الجديد حصلت
العديد من المشاكل بما في ذلك مواجهات مسلحة بين القوى نفسها التي قاتلت نظام صدام
من اجل حقوقها، لكن النخبة السياسية انتبهت بوقت قياسي إلى أن الطريق إلى حياة جديدة لشعب كردستان لا تمر من هذا الطريق، فانطلق الجميع إلى درب التصالح
والتسامح الذي قاد الجميع إلى عالم الإعمار والبناء والتقدم ولعب دور أساسي في المعارضة
العراقية لإسقاط نظام الاستبداد الصدامي.
أربيل مفخرة الكرد
أربيل المدينة الشهيرة في التأريخ الكردي وفيها البوابة الرئيسية الجديدة
للقلعة، حيث أن البوابة القديمة كانت في غاية الجمال و الفخامة و متناغمة مع معمار
القلعة و لكنها كانت بحاجة إلى الترميم كأي أثر تأريخي قديم و لكن النظام الصدامى بدلا
من ترميم البوابة القديمة قام ببناء بوابة جديدة لإلغاء التأريخ من ذاكرة الأجيال الكردية.
هذه القلعة الفريدة، التي عبثت بها الحكومات العراقية المتعاقبة: خربت بيوتها وأهملت
الخدمات لسكانها الفقراء الذين سكنوا في القلعة بعد أن هجرها سكانها الأصليون من وجهاء
المدينة و أشرافها، و لتتحول القلعة إلى خرائب و أنقاض ما عدا عدد محدود من الدور التي
استملكتها الحكومة في أوقات مختلفة. و تقوم منظمة اليونسكو حاليا بترميم الدور الواقعة
على أطراف القلعة التي تشكل سورا دائريا، كانت بمثابة أحد الخطوط الدفاعية عنها في
العهود الغابرة، حيث تصدت القلعة و سكانها الشجعان للغزاة عبر التأريخ.
التأسيس الفيدرالي
يعتبر دستور العراق المؤقت الذي وقع من قبل أعضاء مجلس الحكم في آذار
2004. وبهذا القانون (الدستور) تم بناء الفيدرالية وأقر إقليم كردستان بكافة سلطاته
(التشريعية،التنفيذية، القضائية). وتم التأسيس بالخطوات للبناء الاتحادي (الفيدرالي)
لجمهورية العراق.
وعندما أصبح دستور جمهورية العراق لعام 2005 نافذاً أقر أيضا إقليم كردستان
بكافة سلطاته والقوانين التي شرعها.
الشهادة اليابانية.. صحافة حرّة
استحوذت تجربة إقليم كردستان العراق على اهتمام دولي واسع بسبب فرادتها
في المنطقة وتأثيرها المستقبلي على الخارطة الجيو سياسية على المنطقة، وتسابقت كبريات
الصحف في العالم بإرسال مندوبيها إلى هذه البقعة لاكتشاف الحقيقة،وهو ما جعل إدارة صحيفة في طوكيو تسعى لإشباع فضول قرائها في معرفة كل شيء
عن هذه البقعة من أرض العراق وعن الكرد. فكان أن أوفدت رئيس مكتبها الشرق أوسطي الموجود
في القاهرة إلى الإقليم للقيام باستطلاع يتبين منه قراء الصحيفة أسباب هذه الخصوصية.
يقول د مونيو تاكاهاشي إن معلوماته
عن هذه المنطقة قبل أن يأتي إلى كردستان كانت عامة استقاها من تقارير صحفية من هنا
ومن هناك. لكن الأسبوع الذي قضاه هنا أضاف إليه الكثير، وأعطاه صورة صادقة عن كردستان
وعن الكرد. وأضاف: إن الكرد شعب طيب ومسالم وودود وذكي. لديهم الكثير من المواهب والطاقات. ربما لم يستثمروا كل
إمكاناتهم بشكل جيد لكنهم سينجحون في نهاية
المطاف"." ما رأيته في الكرد من إصرار على اتباع الصواب ورفض للخطأ يؤكد
أنهم سيحققون ما يصبون إليه. صحيح أن هناك فسادا في مؤسساتهم وصحيح أنهم يحاولون كل
جهدهم لمحاربته، لكنني لم أكن لأعرف هذا لولا وجود أناس مثل ذلك الغريب الذي التقيناه
عند باب القلعة، وذلك الشيخ من حلبجة، ورحمن وآلان وغيرهم ولولا وجود هذا القدر من
الصحافة الحرة التي تدافعون عنها بإصرار".
مقارنات البناء
تجنح بعض الدراسات والتقارير إلى مقاربة التجربة الكردستانية العراقية
بتجارب عالمية ناجحة، احد التقارير يقول " إقليم كردستان لا يمكن مقارنته بتايوان
من بعض النواحي،إذ أن تايوان كانت دولة مستقلة حتى العام 1971 وكانت تمثل نفسها والصين
أيضا، في الأمم المتحدة، غير أننا يمكن مقارنتهما معا من حيث بناء المؤسسات والانفتاح
الاقتصادي والخطوات المتسارعة من اجل التطوير، فإقليم كردستان شبيه بتايوان ليس في
هذه الجوانب فحسب بل انه يتجاوز تايوان في الكثير من المجالات ولا سيما في مجال الديمقراطية
والحرية والتعددية الحزبية وحرية التعبير، ولكن لا شك أننا لا يمكن أن نقارن كردستان
بتايوان من ناحية تجاوز المراحل الانتقالية.
استثمارات في كل مكان
في كل مئة متر بإمكانك أن ترى مظاهر البناء في أربيل وغيرها من المحافظات
ولو غبت مثلا عدة أشهر عن أربيل على سبيل المثال فانك ستشاهد بعد عودتك مباني جديدة
أو شوارع أو أسواقاً كبيرة يطلق عليها في كردستان اسم " المولات ". ويأتي
هذا التطور بسبب قانون الاستثمار الذي اقره برلمان الإقليم والذي فتح الأبواب أمام
الاستثمارات الضخمة والشركات العالمية إلى أن تدخل سوق الاستثمارات. ففي دهوك على سبيل
المثال يقول بختيار أمين المدير العام لمديرية
الاستثمار في المحافظة " بلغ حجم الاستثمارات في المحافظة سنة (2007) ما يقارب
(422288462)مليون دولار. في حين بلغ في عام (2008)بحدود (188388132)مليون دولار.أما
عام (2009) فقد ارتفع بشكل ملفت للنظر مقارنة بالأعوام الماضية حيث بلغ بأكثر من
(338،472،280) مليون دولار ويبلغ منذ تأسيس المديرية العامة للاستثمار ولغاية الآن
مايقارب الـ(949،793،874) مليون دولار.
الواقع السياسي.. التبادل السلمي للسلطة
رغم أن الشارع الكردي مقسم في غالبيته بين الحزبين الرئيسيين في الإقليم اللذين يتداولان السلطة دوريا كل سنتين وهما
" الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني
الكردستاني برئاسة رئيس الجمهورية جلال طالباني " إلا أن الحراك السياسي في الإقليم
يعد نموذجا في المنطقة، فهناك الكثير من الأحزاب السياسية بما فيها الأحزاب الإسلامية
وهناك " معارضة قوية تسمى حركة " التغيير" ولهذه الأحزاب مقاعد في برلمان
كردستان، وقد طالبت تلك القوى بإصلاحات في الحياة السياسية والمؤسساتية استجاب لها
رئيس الإقليم وأصدر عددا من القرارات المهمة لتسهيل مشاركة تلك القوى في الحكومة.
ولتلك الأحزاب صحفها وفضائياتها التي تعمل بصورة مستقلة وتوجه انتقادات
لاذعة للحكومة ولأداء بعض الوزارات وتروج لبرامجها وأفكارها دون أية مضايقات باعتراف
القوى نفسها.
السياحة الجيولوجية في كردستان العراق
إن التنوع الفريد للسجلات الجيولوجية في كردستان العراق يعد إرثا جيولوجيا
يمكن وضعة على خارطة كردستان العراق.
الكثير من المواقع قي إقليم كردستان العراق تحتوي على العديد من العيون
الطبيعية والمعدنية التي ترتبط بعضها بجوانب تاريخية وتراثية و استغلاله سيساهم في
إيجاد أفضل أنواع السياحة الطبيعية. كما أن العديد من مثل تلك المواقع تعتبر متحفا
طبيعيا جيولوجيا وذات بيئة خصبة للسياحة الجيولوجية نتيجة انتشار الطيات المتنوعة الغنية
بالاحافير والمتحجرات، إضافة إلى ظواهر الكارست والكهوف ورشوحات النفط وتسرب الغازالطبيعي،
و حفريات أثرية وتواجد بقايا العديد من المقالع الجيولوجية القديمة في جبال كردستان.
تكتسب الكهوف أهمية سياحية بالغة في ما تقدمه من مكنونات وتحف بديعة صاغتها أنامل الطبيعة.
وهي موضوع خصب للأبحاث العلمية والجيولوجية التي تتناول نشأة وتطور الكهوف قبل آلاف
السنين وطبيعة المناخ التي أدت إلى تكوين الكهوف،إضافة إلى الأهمية الفطرية وما تحتضنه
من كائنات مختلفة محط أنظار الباحثين . كانت الكهوف ولا تزال تراثا جيولوجيا طبيعيا
يحكي قصة نشوء وتطور حضارات استعمرت هذه الكهوف وخلفت وراءها كتابات ونقوشا جدارية
لا تزال شاهدة على تاريخ حافل منذ الأزل.
دستور الإقليم.. كردستان ضمن دولة العراق الاتحادية
جاء في مقدمة الدستور:نحن شعب
كردستان العراق الذي عانى جور وظلم لعقود من
حكم أنظمة دكتاتورية بالغة الغلو في مركزيتها، سلبتنا حريتنا وجردتنا من حقوقنا الطبيعية....و
قبلها كنا ضحية للمصالح الدولية بعد أن حرمتنا من حقنا في تقرير المصير..بإرادتنا بخلاف
ما تمتعت به الشعوب التي انسلخت عن الإمبراطورية العثمانية..استنادا إلى مبادىء الرئيس
الأمريكي ويدرو ويلسن الأربعة عشر فحينما أقرت
اتفاقية ســيفر سنة 1920 بحق الكرد في تقرير مصيرهم ضمن موادها (62و63و64)..، وحينما
أقرت حكومة العراق جزئياً بحد أدنى لبعض حقوقنا في تصريحها الصادر بتاريخ 30/مايس/1932
وكان التزامها هذا ذا طبيعة دولية حيث منعت المادة العاشرة منه تعديله أو إلغاءه إلا
بموافقة غالبية أعضاء عصبة الأمم ورغم أن التزام الحكومة العراقية هذا بقي نافذاً تجاه
الأمم المتحدة بعد تأسيسها إلا أنه بقي حبراً على ورق. وإن سياسة القمع تصاعدت سنة
بعد أخرى على مدى أكثر من ثمانية عقود لم توقفها أو تحد منها ما سطر في دساتير العراق
المتعاقبة من نصوص وأحكام اقتبست من الإعلانات والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان
والتي تتغنى بالعدل والمساواة والشراكة والحرية وتكافؤ الفرص بدءًا من دستور سنة
1925ومروراً بدساتير 1958، 1964، 1968، 1970 وانتهاءً بمشروع دستور 1990 بل أن الحكومات
المتعاقبة تعدت كل الخطوط الحمراء ولم تتوقف عند حد تجاهل حقوقنا القومية بل تعدتها
إلى مرحلة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي فتوجت سياساتها بإزالة ما
يربو على أربعة آلاف وخمسمئة قرية عن بكرة أبيها وتغيير الواقع الديمغرافي لأجزاء واسعة
من كردستان بتهجير مواطنيها قسراً وحملهم على تغيير قوميتهم وانتهاج سياسة التصفية
الجسدية باستخدام الأسلحة الكيمياوية في مدينة حلبجة الشهيدة ومناطق باليسان وبهدينان
وعشرات المواقع الأخرى وساقت الآلاف من شبان الكرد الفيليين إلى حتفهم في حقول التجارب
الكيميائية والمقابر الجماعية بعد أن هجّرت عوائلهم إلى خارج العراق وأسقطت عنهم الجنسية
العراقية وتبعتها بحملات الإبادة بحق البارزانيين وحملات الأنفال التي راح ضحيتها أكثر
من 182 ألف إنسان مدني أعزل من شباب وشيوخ ونساء وأطفال..
ثم تضيف الديباجة " ولقد تجددت آمالنا حينما تم تحرير العراق من
النظام الدكتاتوري الوحشي وإقرار قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية بتأسيس
دولة العراق الفيدرالية ومن ثم إقامة دستور العراق الدائم على نفس الأسس وإقرار غالبية
شعب العراق بالدستور الفيدرالي في الاستفتاء العام في 15/10/2005 يثبت صحة اختيار شعب
كردستان وصحة تشخيصه نظام الحكم الصالح لعراق يتكون من قوميتين رئيسيتين هما العربية
والكردية إضافة إلى القوميات التركمانية والكلدانية والآشورية والأرمن وأديان متنوعة
هي الإسلام والمسيحية والأيزيدية والصائبة المندائيين. يكمن خيره في إقامة دولة اتحادية
تكون أكثر كمالاً وتأهيلاً لإقامة العدل وتحقيق الأمن والاستقرار والحرية و الديمقراطية
وإنصاف مكوناتها القومية والدينية. وتختتم الديباجة بـ " تلاقتْ فيه إرادتنا وخياراتنا
مع إرادة بقية مكونات شعب العراق القومية وقواها السياسية الوطنية على أن يكون فيدرالياً
ديمقراطياً برلمانياً يؤمن بالتعددية وحقوق الإنسان،ولكل ذلك فلقد أقمنا هذا الدستور."
في الباب الأول المبــادئ الأســاسية ذكرت المادة: 1 أن إقليم كردستان إقليم اتحادي
ضمن دولة العراق الاتحادية نظامه السياسي جمهوري برلماني ديمقراطي يعتمد التعددية السياسية
وتداول السلطة سلمياً ومبدأ الفصل بين السلطات.
كردستان.. بلاد الشجعان
مصطلح كردستان (كورد=القومية الآرية الشهيرة ومعناها في الفارسية الشجعان
أو الفرسان وستان=موطن أو مكان) فيكون المعنى بلاد الفرسان أو بلاد الشجعان وخلاصة
الأمر إن صفة الشجاعة علامة مميزة و ملازمة للكرد عبر العصور المختلفة، يطلق على المنطقة
التي يعيش فيها الشعب الكردي وهي تقع في المنطقة التي يطلق عليها اليوم تسمية الشرق
الأوسط، وتم استخدام هذا المصطلح لأول مرة في التاريخ في أواسط القرن الثاني عشر الميلادي.علماً
أن الرحالة الإيطالي ماركو بولو 1254-1323م سبق في استعمال المصطلح ولكن مع اختلاف
بسيط في التلفظ حيث أوردها بشكل كاردستان. في ما يخص وضع المصطلح على الخرائط الجغرافية
فإن ابن حوقل المتوفى سنة977م أول من دونه في خارطته لإقليم الجبال باسم (مصايف الأكراد ). وفي فترة لاحقة ذكر محمود القاشغري في خريطته
المناطق التي يعيش فيها الكرد وسماها ارض الأكراد عام 1076م.أما مصطلح العراق والذي
يعني من الناحية اللفظية في العربية الأراضي المنخفضة أو القريبة من البحر فإننا نلاحظ
حتى الربيع الأول من القرن السابق لم يتجاوز حدوده الشمالية خط هيت تكريت [بل الذي
كان معروفاً هو أرض ( ميزوبوتاميا ) وهو بالمعنى الحرفي للكلمة ( هبة اكبر نهرين في
الشرق الأوسط - دجلة والفرات ) أو بلاد ما بين النهرين ويشمل كامل العراق الحالي وجزءا
من سوريا وبلاد الأناضول ]،وبعبارة أخرى سلسلة جبال حمرين. وبهذا الشرح يتوضح لنا الجزء
الجنوبي من حدود كردستان العراق.
عن جريدة " المدى "