الثلاثاء 18 شباط / فبراير 2025, 14:43
روناك مراد : أفراحنا ترعب الظالمين




روناك مراد : أفراحنا ترعب الظالمين
الإثنين 26 آذار / مارس 2012, 14:43
كورداونلاين
مررنا بين مناظر مختلفة بين صعود ونزول. ما زالت الأشجار عارية، وما زالت تنتظر موعدها لتتفجر عيون الحياة على فروعها الجديدة. فقط هي أشجار البندق تفتحت أزهارها، وهي تغازل الثلج والشمس بنعومة وريقاتها البيضاء والزهرية.

ونحن نسير في طرقاتنا الجبلية إلى مكان جمعنا للاحتفال بعيدنا نوروز، تراقصت قلوبنا على أنغام الربيع، وعلى إيقاع تغير لوحات الطبيعة بين بياض ثلجي ناضر، وبساط أخضر مزين بالنرجس الأبيض والأصفر، تجاورها زهور بيضاء، وأخرى حمراء وبنفسجية، تبتسم لشمس الصباح، وتُحَيينا بازدهار ألوانها. وكأنها تفتحت على طرقاتنا، لتهنئنا ببداية عامنا على بشائرها الربيعية.

مررنا بين مناظر مختلفة بين صعود ونزول. ما زالت الأشجار عارية، وما زالت تنتظر موعدها لتتفجر عيون الحياة على فروعها الجديدة. فقط هي أشجار البندق تفتحت أزهارها، وهي تغازل الثلج والشمس بنعومة وريقاتها البيضاء والزهرية.

ونحن نمضي التقينا برفيقاتنا ورفاقنا. منهم من جاء يقصد الميدان مع أفراد سريته أو فصيلته، ومنهم من جاء مثنى وثلاث، وعلى وجوههم إشراقة جميلة، وروح تواقة ليكون لهم السبق في الوصول، والقيام بدور المضيف في المرج المحاط بأشجار البلوط والمازي.

جاذبة هي الوجود المتفائلة بإحلال العدل في أرض الأجداد، قوية هي الزنود المتأبطة للسلاح، رائعة هي القامات الموثقة بالنطاق والجعبة، رزينة هي النفوس المتعطشة للحرية والمعرفة.

كل الوجوه جميلة في عرفنا، وكل القلوب كبيرة. لا يهم أن نعرف بعضنا، أو نتعرف على بعضنا في إحدى الطرقات، أو في إحدى المعسكرات، أو في خندق قتال؛ كلنا أبناء هذه الأرض، تعاهدنا لنمنع عنها الخراب والدمار، وكلنا أبناء شعب مظلوم، حملنا السلاح لندافع عن أنفسنا وعن شعبنا وأرضنا الخيرة.

اجتمعنا وكبر جمعنا حتى زاد عن المائتين. تبادلنا التحيات والتبريكات، وأهدينا بعضنا زهرات نرجس، شممنا عطرها، وزينا بها جيوب ستراتنا.

بدأت مراسم الاحتفال في الوقوف ضمن صفوف متتالية على صوت أحدى وعشرين طلقة بندقية، وسلام لشهداء الحرية، وخطبة قصيرة ألقاها قائد قواتنا العسكرية؛ الرفيق نور الدين صوفي، الذي شاركنا احتفالنا مع جمع من قياديينا. تلاه اجتماع افتتحه الرفيق نور الدين صوفي ببشرى الربيع، وبشرى الانطلاق والتحرر من قيود الشتاء القاسي، كما الشعوب الجاهدة للتحرر من قيود الظالمين.

ذكرنا بعبر التاريخ، من النار التي أهداها بروماتوس للبشرية، ومن النار التي أشعلها كاوا الحداد لتنير سماء كردستان بدحر ظلم الضحاك، واليوم تشرق نار مظلوم دوغان، وزكية آلكان، ورهشان دميرال، وروناهي وبيريفان... دحر الضحاك القديم، ويندحر الضحاك الحالي الممثل في آردوغان، وترتفع نار الحرية على قمم جبال كردستان، وتشرق شمس المظلومين المقاومين في طريق حريتهم.... وحيى نوروز آمد، جزرة ووان... وتظاهر شعبنا المنادي لحريته وحرية قائده في الأرجاء الأربعة من كردستان....

وكانت كلمات قائدنا المدونة بخط يده، والمرسلة من إحدى جزر الضحاك، والتي تم قراءتها من قبل أحد الرفاق، كانت قد تركت وقعاً مؤثراً في نفوسنا المتشوقة لرؤيته حراً ضمن شعبه، والخجلة من وجوده بين أيدي الأعداء...

وقد كانت للكلمات والوعود مكانتها في جمعاتنا، للدبكة والغناء نصيب وافر، وهي مكرسة في مورثاتنا. دبكنا معاً، وغنينا معاً، ورأينا أيام التحرير متجسدة في روحنا. نسينا إيقاع الزمان والمكان، وعلا صوتنا المتناغم في المرج الفسيح، وكبرت دبكتنا. عدنا نستذكر كلمات أغنياتنا المنسية، ونكمل تلاوتها بمساعدة بعضنا البعض. طارت قلوبنا على أجنحة الفرحة المرفرفة في سماء وطننا المستعبد في أول أيام الربيع.

ختمنا الدبكة، وجلسنا للاستمتاع بما قدمته لنا الفرقة الفنية من غناء جماعي وفردي، ومسرحية، حتى كانت استراحة الظهيرة.

قُدمتْ لنا صفرة سخية، وقد أخذنا الحديث، والبهجة بادية على وجوهنا. وما هي إلا دقائق قليلة، حتى لوح في السماء دوي طائرات حربية، أقلقت سكينة نفوسنا، وأزعجت طبلات أذاننا، حتى إننا اعتقدنا إن طائرة حطت بيننا.

ارتفع الصوت عالياً ( انتشار، انتشار، تفرقوا)، ركضنا في الاتجاهات الأربعة، وكأننا ننطلق من مركز دائرة كبيرة ونتسابق في الركض نحو محيطها. ابتعدنا وعبرنا الخط الأحمر، وبقينا نترقب حركة الجو، ونحن جالسين في أماكننا، نجحنا في التمرين العسكري، واختبرنا قوتنا في سرعة الفر، واتخاذ وضعية الدفاع.

انتظرنا في هدوء، حتى علا في الأجواء صوت أقوى من دوي الطائرات، وأعذب من التغريد، كان ذلك صوت الأناشيد الوطنية يرددها رفاقنا وهم يعودون إلى المرج الذي شهد غبطتنا طوال اليوم، وكاد أن يفسد بهجة يومنا. أقبلنا على الساحة، وافترقنا، وما زال صوت الأناشيد يرن في أذاننا (Ey Şoreşgerê Kurdistan Leşgerê Roja giran.....)

مثلما أشعلت النار على قمم جبل جودي في جمعة منتصف تموز، بعد نزول نوح وقومه الناجين من الطوفان الذي هلك فيه الظالمين، وصار ذلك طقساً يتكرر في جمعة منتصف تموز، حتى منعه العدو بعد حملة الخامس عشر من آب، وكما أشعل كاوا الحداد النار في الأعالي رمزاً لثورة المظلومين في نوروز... يقترب اليوم الذي سوف نشعل فيه النار من جديد على قمم جودي، ونسير مع قيادتنا،

لنبني حضارتنا، وندون تاريخ مجدنا.

روناك مراد

544.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات