السبت 15 شباط / فبراير 2025, 05:44
محضر كامل عن لقاء الأسد مع لافروف ورئيس الاستخبارات الروسية




محضر كامل عن لقاء الأسد مع لافروف ورئيس الاستخبارات الروسية
السبت 24 آذار / مارس 2012, 05:44
كورداونلاين
علمنا أن مندوبكم في مجلس الأمن قد وزّع بياناً رسمياً يفيد بأن الحكومة السورية موافقة على أي حوار يتم في موسكو وهذا ساعدنا كثيراً في اتخاذ قرار بعدم حضور لقاء مجموعة اسموها أصدقاء سورية

السيد لافروف : نحن ندافع عن القانون الدولي ونحن نريد لشعوب هذه المنطقة أن تقرر مصيرها دون تدخل خارجي. على كل زعيم في هذه المنطقة أن بتحمل مسؤوليته تجاه شعبه وأنا أدرك أنكم تتحملون مسؤوليتكم.

لقد أرسل لكم الرئيس ميدفيدف رسالة في آب الماضي , ولكن الأمور لم تتغير الى الأفضل خلال هذه الفترة , ويوم السبت حدث شيء لم يحدث أبداً من قبل وهو استخدام روسيا والصين لحق (الفيتو) وذلك لأن أصحاب القرار رفضوا أن يأخذوا بعين الاعتبار موضوع المجموعات المسلحة.

وفي أكتوبر أيضاً حين لجأنا (للفيتو) كان معنا الهند وجنوب افريقيا ولكن السبت الماضي (13) عضو في مجلس الأمن صوتوا لصالح القرار وهذا يعكس الواقع المتغيّر , ولابد أن ندرس الوضع آخذين بعين الاعتبار كافة هذه العوامل.

نحن نريد أن نساعدكم ونساعد أنفسنا , وحين نقول نريد أن نساعد بعضنا البعض فهذا يعني أننا لانريد الغاء دوركم , لابل لابد أن تلعبوا دوركم بأنفسكم.

الرئيس الأسد : لدينا الآن محوران : المحور السياسي ومحور مكافحة الآرهاب , ولايوجد علاقة بين المحورين فهما منفصلان .
المحور السياسي

وهو يتكون من مجموعتين أو حزمتين : الأولى هي القوانين الاصلاحية وصدرت كلّها , صدر قانون الأحزاب وتم الترخيص لمجموعة من الأحزاب , وصدر قانون الاعلام وقانون الانتخابات وقانون الادارة المحليّة واليوم هو الاجتماع الأخير للجنة الدستور , وهذا الدستور هو دستو تعددي وتم تحديد فترة الرئاسة بدورتين بالاضافة الى تعديلات تفصيلية .

اليوم ستعلن هذه اللجنة أنها انتهت من اعداد الدستور وسوف أستقبل اللجنة يوم الأحد لتقدّم لي رسمياً الدستور الجديد , وبعد هذا اللقاء باسبوع سيكون هناك استفتاء شعبي على الدستور الجديد وبعد يومين أو ثلاثة تصدر النتائج , وبناء على هذا الدستور تجري انتخابات برلمانية في أيار أو حزيران حسب المهلة التي يضعها الدستور الجديد لحل المجلس القديم وانتخاب مجلس جديد , بهذه الطريقة نكون قد أنهينا الحزمة القانونية والتشريعية للاصلاح . بالمقابل في 10 كانون الثاني طرحت في خطابي مبادرة بتشكيل حكومة موسعة تضم كل أطياف المعارضة وبدأت الانقسامات تظهر في صفوف المعارضة التي رفضت الحوار مع الحكومة في شهر تموز. ونحن طبعاً مقبلون على حكومة موسعة وهي تعتمد على من سيأتي ومن لايأتي وطبعاً نستطيع أن نبدأ حواراً أعلناه مع القوى المعارضة , وأنا قلت في خطابي حين تكون هذه القوى جاهزة فنحن مستعدون للحوار فوراً , لكن على مايبدو أنه ليس هناك فريق موّحد اسمه المعارضة لنتحاور معه .

هناك شخصيات تخرج على الاعلام لكنها لاتمثّل شيئاً يذكر على الأرض.
محور الارهاب

الارهاب يتكون من مكونات :

لدينا مجموعة القاعدة وهي تهاجم وتقوم بعمليات انتحارية .

المكوّن الثاني أكبر بقليل هو مكوّن الاخوان المسلمين ومن معهم من المتطرفين.

المكوّن الأكبر هو الخارجين عن القانون والعاملين بالتهريب.

التمويل الحقيقي يأتي من قطر ودول أخرى للمجموعتين الثانية والثالثة أي الى الاخوان المسلمين والخارجين عن القانون. والملاحظ هو كلّما تقدمنا بالعملية السياسية كلّما صعّدوا العمل الارهابي , منذ أربعة أيام احتلّوا نبع عين الفيجة وبثّوا اشاعة أنهم سمّموا ماء الشرب الذي يغذّي دمشق فأصابوا الناس بالهلع..

طبعاً منذ بضعة أشهر قررنا العمل مع الجامعة العربية وبعثة المراقبين علماً أننا لم نعد نثق بالعرب اوا بالجامعة العربية،  لكن بالمحصلة ربحنا شيئاً وخسرنا شيئاً , ربحنا ماورد في التقرير أن هناك مسلحين , ولكن خسرنا شيئاً بأننا اضطررنا لارخاء قبضتنا كما يريد العرب ماجعل المسلحين يعززون مواقعهم قرب دمشق . طبعاً الاسبوع الماضي قمنا بعملية واسعة في ريف دمشق تنتهي غداً

في المحور السياسي المبادرة بيدنا أكثر ونحن منفتحون على أي طرح سياسي لكن بالنتيجة نحن لسنا ضعفاء وسنواجه الارهاب بحزم , أعتقد أنكم تعرفون أن الأموال والسلاح مازال يتدفق ومن حقنا الدفاع عن أنفسنا وعن شعبنا .

لافروف : شكراً سيادة الرئيس نحن نراقب التطورات وتقييمكم لها هام ونحن مقتنعون به , لكن لدينا بعض الأسئلة الاضافية : ماهو مزاج المجتمع وكيف تتطور هذه الأمزجة ؟ هل يزداد عدد الذين يدعمون المعارضة والمسلحين؟ لقد ذكرتم ياسيادة الرئيس أنه غداً تنتهي عملية تمشيط ريف دمشق , وماذا يجري في حمص وبقيّة المدن السورية ؟

الرئيس الاسد شارحا لـ”لافروف” عن مخطط دخول العصابات الى دمشق
 الرئيس الأسد شارحا : حمص قريبة من الحدود اللبنانية والتهريب اليها سهل , لكن المخطط الحقيقي كان الدخول الى دمشق في شباط , لقد حشدوا كل قواهم للدخول الى العاصمة وسنزودكم بتفاصيل الهجوم وبأنواع الأسلحة التي فوجئنا بها , لقد كان لدينا تقارير استخبارية أنهم يحضرون لدخول العاصمة لكننا كنّا نعرف ساعة الصفر بالنسبة لهم لذلك استطعنا أن نشل حركتهم و ستتفاجؤون بنوعية الأسلحة التي يحملونها.

وبالعودة الى سؤالك وهو الهام حول المزاج الشعبي , في بداية الأزمة كان هناك مجموعة مؤيدة ومجموعة معارضة , وفي الوسط اللون الرمادي , وأنا أتحدث ليس من خلال التقارير التي تُقدم لي , فقد التقيت بمئات الناس , التقيت بمسلحين ومهربي مخدرات , في البداية حين كانت الصورة أن هناك تظاهرات سلمية كانت الآراء تذهب الى دعم المعارضة والمتظاهرين ومع تطور الأزمة انقسم اللون الرمادي , امّا مع أو ضد , وكان هناك تحوّل غير منطقي ظاهرياً بالنسبة لنا . الآن الدولة مدعومة من معارضين , ليس حبّاً بالدولة وانما رفضاً للسلاح والمسلحين والمتطرفين الاسلاميين , بالمقابل هناك فئة كبيرة من الشعب تلومنا لآننا نتريّث في الحسم العسكري ومعالجة قضيّة المسلحين , لذلك التقسيم الآن ليس معارضة أو موالاة وليس أنك مع الدولة أو ضد الدولة , الغالبية الآن تقول : يجب أن ننتهي من الأزمة ومن السلاح . الجميع أصبح ضد سفك الدماء الذي تمارسه العصابات التي تدّعي بأنها معارضة , والجميع الآن ضد الانهيار الاقتصادي وقد تغيرت التركيبة الاجتماعية هذا أعطانا الضوء الأخضر للانطلاق باتجاه الحسم الأمني الذي يطالبنا به أكثرية الشعب السوري.

بالنسبة للسؤال الثاني :انتهينا منذ أيام من القسم الشرقي في ريف دمشق وفي الوقت ذاته القوى الأمنيّة تلاحق المسلحين وتزيل المتفجرات المزروعة في الطرقات ونحن الآن بصدد ملاحقة المسلحين الى غرب دمشق في عملية صعبة لكون المسلحين يتحصنون بين المدنيين ونحن لانريد سفك دماء الأبرياء , هناك عملية نوعية وصعبة تنتهي غداً ظهراً في ريف دمشق.

في حمص الوضع اكثر تعقيدا , لماذا ركّزوا على حمص ؟ : لقربها من الحدود , لأن حمص قلب سورية وفيها كل التنوع الطائفي والعرقي وبدأ الخطف المتبادل من حوالي الأربعة أشهر ,المشكلة في حمص أن المسلحين يتحصنون بين الأحياء الآهلة بالسكان وحاولنا أن نقوم بعمل سياسي حقناً للدماء , لكن معلوماتنا تفيد بأن بعض أحياء حمص تحولت الى حالة انفصال عن البلد وتتوجّه الى اعلان مايشبه (بنغازي) وهذا بالتأكيد لانقبله ونحن نحضّر لعملية نوعيّة موضعية وحاسمة في حمص .

ادلب مختلفة وهي مرتكز تاريخي للأخوان المسلمين وهي منطقة زراعية وفيها قرى صغيرة وهذه بحاجة لمعالجة أمنية أكثر من عسكرية , الآن انتهينا من ريف دمشق وسنبدأ الحسم بشكل سريع والخطة جاهزة و نجاح الحسم في حمص يعني أن الأمور ستهدأ في أدلب.

لافروف : نحن نطرح هذه الأسئلة لأننا وجدنا أنفسنا تحت ضغط كبير خاصة وأن الغرب يعتبرنا نتاجر بالسلاح واثناء اتصالاتنا العسكرية مع قيادة الجيش السوري تأكدنا بأن الجيش السوري لايستعمل الأسلحة الثقيلة الروسية لكن أعداء سورية يصورون أن الأسلحة الثقيلة الروسية هي التي تفتك بالناس المسالمين .. يجب أن تنهوا تحقيقاتكم بسرعة مع المرتزقة الأجانب ونتفق معاً على موعد عرضهم على الاعلام ….

الرئيس الأسد : لقد تم الافراج عن حوالي عشرة آلاف شخص جزء كبير منهم من اصحاب الجنايات والسطو المسلح والجنايات الكبيرة ومنهم من كان محكوماً بالاعدام , وبعد الافراج عنهم شكّلوا عصابات سرقة ونهب وخطف وتحصيل فدية مقابل الرهائن مستغلين الفلتان الأمني .. لقد طلبت الجامعة العربيّة والغرب منّا دائماً الافراج عن المعتقلين وهذه ذريعة سيئة تورطنا بها وكان علينا أن لانفعل.. وبالنتيجة من أفرجنا عنهم أو أكثرهم هم الذين يشكلون عصابات التخريب اليوم .

لافروف : لقد أطلقتم سراح عشرة آلاف لكن هذا أمر غير معروف ولم تعلنوه كحكومة بشكل صريح ربما كان من المفترض أن تفعلوا هذا عبر بعثة المراقبين العرب , ويمكن أن ترسلوا للجامعة العربية قائمة بالمُفرج عنهم وأحكامهم وجناياتهم , بكل الأحوال الجميع يحاول عزل سورية والوضع الدولي متأزم جداً.. يريدون تحطيم سورية كدولة محورية في الشرق الأوسط , وبالتأكيد هم عاجزون عن التدخل العسكري , لكنهم يتدخلون بطريقة غير مباشرة وهذا مايجعل المواطن السوري مستنفراً وخائفاً سواءكان معارضاً أو مواليّاً…

وتابع لافروف: ذكرتم أيها السيد الرئيس أنكم وافقتم على مبادرة الجامعة العربية وذكرتم أنكم لاتثقون بهم ويبدو لي أن مبادرة الخطة العربية في 2-11-2011 هي جيدة وأنتم تدعمونها , نحن نواصل العمل مع جامعة الدول العربية ومن المهم أن نسمع منكم عن آفاق هذه الخطة التي وافقت عليها الجامعة في 2 تشرين الثاني , وقد لاحظنا أن هناك عدد قليل داخل الجامعة لايريدون الحوار معكم ولكن البقية لمسنا عندهم ولو بشكل خجول – بمن فيهم أمين عام الجامعة العربية – رغبة الحوار معكم وتفهمهم بأن لابديل عن الحوار مع حكومتكم.

المعارضة الخارجية تتملّص من هذا الحوار لكن نحن نعتقد أن الجامعة العربية من خلال بعض أعضائها يمكن أن تؤثر على هذه المعارضة وحثّها على الحوار.

الرئيس الأسد : دعني أقول عبارتك الأخيرة بشكل أوضح : الجامعة العربية من خلال بعض أعضائها يمكن أن تفرض وتأمر – وليس تحث- المعارضة الخارجية على الحوار .

نعود لموضوع البرتوكول , نحن فوجئنا وكنا سعداء بالفيتو الروسي الأول ولذلك أتينا بالجامعة العربية ليكون هناك غطاء عربي مساعد لروسيا , لكن كان لدينا قلق كبير بأن هدف المبادرة هو ادانة سورية. وكان البروتوكول الموقّع سيئاً ولكن لحسن الحظ كان رئيس البعثة شخصاً متوازناً ولولا ذلك لكان موقف روسيا صعباً ، ولكان من الصعب أن تأخذ روسيا والصين الفيتو الثاني ونحن نعي هذا تماماً.

أرادوا تعديل البروتوكول ووضّح لهم الدكتور مقداد أن البروتوكول أساساً موجّه ضد الدولة السورية وليس ضد المسلحين , الدولة ليس لديها حق الدفاع عن نفسها والمسلحون لديهم الحق باستمرار حمل السلاح , وبالتالي ياسيد لافروف لن نقبل أي تعديل على بروتوكول قبلناه على مضض كي لانحرجكم ونحرج أصدقاءنا الصينيين, اذا أرادوا التمديد أهلاً وسهلاً لكننا بدأنا بالحسم والاستمرار بالحسم يعني أن التقرير الثاني لن يكون كالأول لأننا سنمسك الأرض ونطهرها من الارهابيين ولا يهمنا ماذا سيكون التقرير القادم فيما لو تم التمديد للبعثة لأن ايقاف الحسم يعني أن يأخذ المسلحون راحتهم وأن يزداد عددهم وأنتم أحرار طبعاً باتخاذ الموقف الذي يناسبكم.

الوزير المعلم :خطة العمل العربية التي تم التوصل اليها في 2 تشرين الثاني تطالب بوقف العنف من أي مصدر كان ونحن رغم تحفظنا على مسألة عنف الدولة الذي هو بالأساس حق الدفاع عن الوطن بمواجهة عصابات ارهابية قبلنا الصيغة والتزمنا بخطة العمل العربية لكن النيّات كما توقعنا كانت سيئة فقد اعتبروا موافقتنا على أن يكون الحوار في موسكو وليس في القاهرة خروجاً عن الخطة علماً أن الخطة لم تنص على أن الحوار سيكون في القاهرة وقد زودناكم سيد لافروف بالخطة وبالتقرير القانوني الذي وافقت عليه الجامعة العربية الموّقعة من قبلنا ومن قبل رئاسة الجامعة.

لافروف : هذا ماكنت أود قوله بأن خطة العمل العربية تقضي بوقف العنف مهما كان مصدره وخاصة ايقاف العنف ضد المدنيين , ولكن بالتأكيد نتفهم قراركم بوضع حد لعنف المجموعات المسلحة ومنعها من اقتحام الوحدات العسكرية ومؤسسات الدولة , هذا حقّ لكم , الآن يتحدثون في الجامعة العربية عن تعديل في البروتوكول لايقاف العنف ورصد من يخرق العنف بزيادة عدد المراقبين وقد وافقتم على هذه الزيادة ومن المهم أن تعلنوا رسمياً موافقتكم على زيادة عدد البعثة وترسلوا هذا الى الأمم المتحدة كونها جهة مراقبة

الوزير المعلم : نحن وافقنا على زيادة العدد لكن رفضنا أن يكون هناك مايسمى هدنة ووقف اطلاق نار كما يكون بين دولتين متحاربتين , سورية لاتقبل أن تعقد اتفاق وقف اطلاق نار مع عصابات , هؤلاء المسلحون خارجون عن القانون ولا نتحاور معهم ، هم ارهابيون وليسوا دعاة اصلاح وممولون من الخارج لتخريب وتفتيت سورية وليس لاسقاط النظام , على الجامعة العربية أن تؤثر على هذه المجموعات والضغط عليها لايقاف العنف من قبلها والاّ لن يتوقف العنف ونحن كما قال السيد الرئيس ماضون في الحسم

السيد فرادكوف (رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية) : نتفهم تماماً هذه النقطة من الزاوية العسكرية وضرورة الحسم لكن سياسياً نفهم منكم أنكم تريدون الفصل بين العمل الذي يجري في مجلس الأمن والعمل في الجامعة العربية؟

لماذا اتخذ الأسد قرار الحسم في حمص وما أسباب التأخر ..!
الرئيس الأسد : الحقيقة هدف المبادرة العربية هو الوصول الى مجلس الأمن وليس البقاء في اطار الجامعة العربية ونحن نعرف هذا مسبقاً , ونعرف أيضاً أننا اذا لم نقبل بالمبادرة العربية أو قبلناها سنذهب الى مجلس الأمن ولو بعد أسابيع أو أشهر , لم يكن لدينا وهم في هذا , وكنّا بصدد عدم الموافقة لكننا نعرف أيضاً أن معركة مجلس الأمن تخوضها روسيا ولذلك قبلنا وكان التقرير ايجابياً ويعزز الموقف السوري ماأغضب قطر فسعت الى تجديد وتمديد مدّة البعثة كي نرفض ويعود الأمر الى مجلس الأمن وتكون روسيا محرجة فقبلنا بالتمديد لكن لانقبل بتغيير البروتوكول الذي أساساً قبلناه على مضض لعدم احراج روسيا والصين في مجلس الأمن أما الآن فنحن أمام خيارين اما أن نسعى لكي يكون التقرير التاني فيما لو تم التمديد للبعثة جيداً وهذا يعني أن نتراجع ونترك الأرض لينتشر الارهاب في كل مكان ونفقد السيطرة على البلد والآن أصبح لدى المسلحين (هاون وأر بي جي)

والاحتمال الثاني أن نتابع العملية ونعرف أنهم سيقولون النظام يقتل الشعب السوري ونعرف أن أكثرية الجامعة العربية مسبقاً حضّرت اتهاماتها ضدنا , لذلك حسمنا خيارنا وقررنا أن نقوم بعملية سريعة وزج قوى كافية , الكثير من شعبنا يستغيث ويطالبنا بالحسم ومبدئياً نحن نقوم الآن بضرب البنية التحتية للارهابيين تمهيداً للضربة الكبرى , وسبب التأخر الآن هو أن القوى الأمنية تقوم منذ فترة بعملية استكشافيةمعقدة لأننا حريصون على دماء المدنيين الذين يتحصن المسلحون في أحيائهم هذا استغرق وقتاً لتحضير الخطط تمهيداً للحسم من قبل الجيش الذي بدأناه في ريف دمشق وخطوتنا القادمة هي حمص التي أصبح الوضع فيها غير مقبول , ولايحتمل أي مفاوضات في الجامعة العربية أو مجلس الأمن.

السيد فرادكوف : يقولون أنكم تحاولون وضع دستور جديد في ظل اراقة الدماء

الرئيس الأسد : لاعلاقة بين الموضوعين , لأن الارهابيين لايفهمون بالمسار السياسي ولا يعنيهم بشيء .

في بداية الأزمة أتى القطري ونصحنا بتغيير الدستور وكان يعتقد بأننا لن نقوم بذلك , ولكن حين قمنا بهذا لجأ الى تسليح الناس هنا مقدّماً السلاح المُهرّب عبر الحدود والأموال الطائلة .

الآن حول الوضع على الأرض قلتُ أننا نقوم بالرصد الأمني وهذه عملية لاتظهر على الاعلام , لكن حين يعمل الجيش سيسلّط عليه الاعلام وسيجتهدون في التلفيق والكذب ولديهم الامكانات الاعلامية الهائلة لذلك نعرف أنه يجب ألا تتجاوز عمليات الجيش الشهر , نحن نريد أن نختصر قدر الامكان أمد عمليات الجيش لأننا نعرف أنه كلما طالت مدّة العمليات العسكرية كلما أحرجنا روسيا ونح لانريد احراجكم.

السيد فرادكوف (مدير الاستخبارات الروسية ) : نتفهم عسكرياً صعوبة العمل ضمن مناطق سكنية آهلة ورغبتكم في الحسم السريع بأقل الخسائر , هل تعتقدون أن النجاح مضمون بأقل قدر ممكن من الضجيج الاعلامي المعادي لسورية؟

الرئيس الأسد : النجاح مضمون ولكن لانعرف ماهو الثمن وخصوصاً في صفوف ابنائنا في الجيش الذين يدفعون من أرواحهم ثمن أن تكون العمليات مركّزة على المسلحين وتجنب المدنيين وأنت كرجل عسكري ياسيد (فرادكوف) تدرك صعوبة هذا خصوصاً أننا وعدنا والتزمنا بعملية سريعة قدر الامكان كي لانحرج روسيا , أما بالنسبة لسورية فلا مشكلة مع الزمن ولو طال فنحن واثقون من قدراتنا على انهاء العصابات المسلحة .

السيد لافروف : نحن بصدد لقاءات في الجامعة العربية وأقدر تفهمكم لضرورة المسارعة في الحسم على مستوى الجيش وخصوصاً في حمص التي نعرف أن ثقل المسلحين فيها , لكننا كما قلتم سيدي الرئيس مسارعتكم بانهاء العمليات العسكرية يساعدنا في المواجهة الدبلوماسية.

الرئيس الأسد : المشكلة في حمص هو تبادل القصف المدفعي بين الأحياء هذه الحالة الأصعب , الجيش سيقوم بعمليته وسينسحب وستبقى الأحياء المتقاتلة ونحن لانستطيع تأجيل العملية العسكرية لأن الوضع أصبح بمثابة تقسيم للدولة , كنّا نود حل مسألة حمص بالطرق السياسية لكن معلوماتنا تفيد بأن المسلحين بدأوا يتصرفون على أنهم (بنغازي) واعتقدوا أننا غير قادرين على الحسم , ولهذا قررنا العملية لكننا لانستطيع أن نقوم بعملية وننسحب فالمسلحون سيعودون وكأننا لم نفعل شيئاً ولنا تجربة سابقة بهذا الخصوص واذا تم التمديد لبعثة المراقبين سيرون بشكل واضح دبابابتنا وجيشنا لأن الأولوية الآن هو انهاء ما باتوا يسمونه بنغازي في بعض مناطق حمص مثل (بابا عمرو)

لافروف : يمكن أن نطلب من الجامعة أن تكون هناك

الأسد : لامانع لكن سابقاً ذهبت بعثة المراقبين ورأت وكتبت تقريرها الذي لم يعجب الجامعة أو بعض أعضائها والآن اذا عادوا معلوماتنا الأكيدة تفيد بأنهم يجب أن يقولوا شيئاً واحداً :النظام يقتل المدنيين ومع ذلك نحن موافقون على عودة البعثة نزولاً عند رغبتكم لكن ماسنفعله سنفعله على الأرض، بالنسبة لحمص هذا موضوع سيادي لم نعد نستطيع السكوت عنه مهما كان تقرير البعثة اذا تم التمديد لها..

لافروف : نحن مثلكم نعتقد أنهم لن يمددوا للبعثة لأنهم يريدون الذهاب الى مجلس الأمن لكننا نريد أن نتفق على أنهم فيما لو قرروا التمديد نفهم منكم أنكم موافقون على : 1-مواصلة البعثة عملها 2- زيادة عدد المراقبين 3 – الطلب من روسيا المساعدة في المفاوضات !

الرئيس الأسد : لقد قلنا منذ البداية لامانع بأن تكون المفاوضات في روسيا وكما قال الوزير المعلم: اعتبروا أن هذا خرق للبروتوكول لاننا وافقنا على الحوار في روسيا ولم نوافق عليه في مصر علماً أن البروتوكول لايتضمن تحديد أي مكان للحوار

لافروف : أعتقد أن المهم هو أن تتبعوا تكتيك الهجوم بمعنى سعيكم الثابت للحوار مع كل القوى السياسية ونحن في موسكو مستعدون لاحتضان هذا الحوار وقد علمنا أن مندوبكم في مجلس الأمن قد وزّع بياناً رسمياً يفيد بأن الحكومة السورية موافقة على أي حوار يتم في موسكو وهذا ساعدنا كثيراً في اتخاذ قرار بعدم حضور لقاء مجموعة اسموها أصدقاء سورية , هكذا اذا لم تمدد الجامعة العربية للبعثة ولم تحث المعارضة على الحوار وهذه نقاط تقبلونها كحكومة وأصرت الجامعة على العودة الى مجلس الأمن وقتها ستكون الأمور تحت السيطرة بعد أن تكونوا قدسحبتم منهم كل الذرائع.

فرادكوف (مدير الاستخبارات) : وطبعاً هناك تراجع واضح بالدور التركي وهذا له علاقة بأصدقائكم الايرانيين.

الأسد: تركيا مستعدة لدعم أي دور تقوم به ايران لحل الأمر في سورية.

يتبع …
 

محمد سكاف 24.3.2012

765.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات